الاستفتاء وما بعده

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

تأخذ الحرب الأوكرانية مساراً جديداً قد يكون أكثر صعوبة وخطراً بعد الاستفتاء الروسي الذي جرى في المناطق الأربع التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، وهي دونتسيك وخيرسون وزاباروجيا ولوغانسك، حيث راوحت نسبة مؤيدي ضم هذه المناطق إلى روسيا، بين 97 و98%، كما أعلنت موسكو، وبذلك تلتحق هذه المناطق البالغة مساحتها نحو 100 ألف كيلومتر مربع (أي 20% من مساحة أوكرانيا) بروسيا، وتضم ما بين 5 و7 ملايين نسمة؛ أي ما يقارب 15% من عدد سكان أوكرانيا، إلى جانب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
نتائج هذا الاستفتاء وتداعياته تشكل مرحلة جديدة في الحرب؛ إذ لوحظ أن قرار روسيا إجراء الاستفتاء كان مستعجلاً، بعدما كانت أجّلت في السابق هذه الخطوة إلى حين «استباب الأمن» في هذه المناطق، وجاء في أعقاب التطورات الميدانية الأخيرة التي حقق فيها الجيش الأوكراني نجاحات عسكرية أفضت إلى إعلان التعبئة العسكرية الروسية الجزئية.
نتائج الاستفتاء ستعرض على مجلس الدوما (البرلمان) ليتخذ قراره بالموافقة على ضم هذه المناطق، ثم يحال القرار إلى الرئيس فلاديمير بوتين، لتوقيعه، وبذلك تصبح هذه المناطق جزءاً من الأراضي الروسية، ويصبح الجيش الروسي مسؤولاً بشكل مباشر عن حمايتها والدفاع عنها، وأي اعتداء عليها سيكون حسب بوتين «اعتداء مباشراً على روسيا، ما يعطيها حق استخدام كل الوسائل الممكنة للدفاع عنها»، مع تلويحه باللجوء إلى الأسلحة النووية.
لا تعترف أوكرانيا والدول الغربية  بالطبع  بنتائج هذا الاستفتاء، وتعتبره باطلاً، و«ينتهك القانون الدولي»، حسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. أما واشنطن فقد حذّرت على لسان وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، من «تكاليف إضافية سريعة وشديدة»، بينما وصفت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، الاستفتاء بأنه «حفلة تنكرية». 
وكان رد الفعل الصيني لافتاً؛ إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وين بين، إنه «يجب احترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان»، وهو تعبير دبلوماسي عن معارضة بكين للخطوة الروسية.
لا شك في أن الحرب ستأخذ مساراً جديداً على الصعيدين السياسي والعسكري، وما قد يستتبعه ذلك من تصعيد كبير بين روسيا والغرب، وهذا ما أشار إليه أندريه كليموف رئيس «لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية»، بقوله: «إن ضم المناطق الجديدة سيغيّر الحقائق على الأرض». وأضاف: «سيتعين على الغرب وأوكرانيا اتخاذ أحد خيارين صعبين، إما قبول حقيقة أن هذه أرض روسية، أو إدراك أنهم يقومون بعمليات عسكرية ضد موسكو مع كل العواقب المترتبة على ذلك». 
أما فياتشيسلاف نيكونوف النائب الأول لرئيس «لجنة الدوما للشؤون الدولية»، فيؤكد أن «الوضع الآن سيتغير كلياً، حيث أصبحنا أمام منعطف خطر للغاية».
فعلاً، نحن أمام منعطف خطر في الصراع، بانتظار الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الروسي بعد إقرار مجلس «الدوما» نتائج الاستفتاء، غداً الجمعة، كما هو متوقع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/478fj3zn

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"