عادي

تعرف إلى رواية أدخلت صاحبها للمصحة النفسية

23:32 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: الخليج

تترك بعض الروايات والأعمال السردية أثراً كبيراً على القارئ، لكونها تأتي مختلفة من حيث أسلوبية السرد والرؤى والأفكار التي يحتشد بها النص.

الكاتب السويسري من أصل ألماني هيرمان هسه «1877 1962»، والحاصل على جائزة نوبل في عام 1946، يعد من أبرز الروائيين في العصر الحديث، وتتسم أعماله بصعوبة الحبكة واللغة والموضوعات، فقد اشتهر معظم رواياته بالطابع الفلسفي، والتي يغلب عليها التفكر العقائدي المتشكك.

تعتبر رواية هسه، «دميان» من أعظم الأعمال الروائية العالمية وأشهرها، وهي من أصعب الروايات وأكثرها تعقيداً ويتجلى فيها تماماً ميل الكاتب نحو التشكيك وإثارة الأسئلة، وتوقف كثير من القراء عند عنوان الرواية ومداولاته، وهو في الحقيقة تحريف ذكي لكلمة ديمون، التي تعني الملعون أو الروح الشريرة، فقام الكاتب بالتلاعب على الكلمة ليتوصل إلى اسم «دميان»، والتي تشير إلى الازدواجية والتقابل بين قيم الخير والشر، الوعي واللاوعي، لأن الرواية تسير بتدارك متتابع لأمور متطورة تباعاً لأحداث مستجدة، ويتأثر هسه في هذه الرواية بطريقة وأسلوبية كارل يونغ في التحليل النفسي للاوعي الجمعي، وفي هذه الرواية يجعل الكاتب من التعبير الأدبي أداته لنقل أفكاره وتأمّلاته في الكون والنفس البشرية.

والرواية تبدأ بمقولة غريبة وهي «لم أكن أريد إلا أن أعيش وفق الدوافع التي تنبُع من نفسي الحقيقية، فلمَ كان ذلك بهذه الصعوبة؟»، وتتحدث عن قصة الفتي إميل سنكلير وتقلباته في الحياة وبحثه عن المعرفة وظهور دميان في حياته وهو الشاب ذو الشخصية الهادئة، الذكية، الغامضة، المتكلمة عن خبرة عميقة ودقيقة ومحللة، لتشكل لحظة اللقاء تلك منعطفاً جديداً في رؤيته ونظرته للأشياء، فالرواية هي رحلة شاب للوصول إلى ذاته ماراً بمحطّات الشك والذعر والوَحدة، وصولاً إلى الطمأنينة، حيث إن العمل السردي يركز بصورة أساسية على المحاكمات الفكرية التي يواجهها البطل، وتنتهي باندلاع الحرب التي تُحتّم افتراق الصديقين سنكلير ودميان.

قام هسه بكتابة رواية دميان التي اعتبرت أيقونة أدبية بعد الحرب العالمية الأولى، فكان للحرب العالمية تأثير كبير على الكاتب ونفسيته، فقد كانت صدمة وبمثابة كارثة على الألمان وشردت الكثير من الأسر الألمانية، وقرر هرمان هسه أن ينضم إلى جماعات لا للعنف والتي على أثرها سافر إلى سويسرا، وذلك عام 1919.

*تأثير نفسي

وفي سويسرا قام هسه باستكمال كتابة روايته هناك، بعد أن اطلع ودرس أعمال فرويد وومن، وكان للرواية تأثير نفسي شديد في الكاتب، حيث تعرض بأثر منها، لعلاج نفسي سواء من قبل أطباء نفسيين في عيادات متخصصة، أو دخوله لمصحات للأمراض النفسية قضى فيها فترة من الوقت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ny57sa7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"