عادي
تواصل الاحتفاء باليوم الدولي للترجمة

«أبوظبي للعربية» يناقش رواية «الكرنتينة» لجان لوكليزيو

23:32 مساء
قراءة 3 دقائق

أبوظبي: «الخليج»
نظم نادي «كلمة» للقراءة التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، ندوة نقاشية لرواية «الكرنتينة» لجان ماري لوكليزيو، بمناسبة اليوم الدولي للترجمة، ودعماً للمبادرات والفعاليات الرامية إلى تطوير قطاع الترجمة والنهوض به على المستويين المحلي والعربي، بالتعاون مع جامعة السوربون و«الكرنتينو» والتي صدرت عن مشروع «كلمة» للترجمة، ونقلتها إلى العربية نهى أبوعرقوب.

شارك في الندوة كل من: الدكتور محمد آيت ميهوب، الكاتب والمترجم وأستاذ اللغة والآداب العربية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة زايد بأبوظبي، والدكتورة هناء صبحي، أستاذة اللغة والأدب الفرنسي في جامعة السوربون أبوظبي، وأدارتها إيمان محمد تركي، مديرة برامج التحرير في مركز أبوظبي للغة العربية.

أكد سعيد الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للعربية بالإنابة، أن اليوم الدولي للترجمة يسلط الضوء على أهمية الترجمة في التبادل الثقافي والمعرفي، وتعزيز لغة الحوار بين الحضارات والشعوب وتقريب المسافات الإنسانية فيما بينهم، إذ تعد مناسبة للتعريف بثقافة وهوية وتاريخ وتراث وإبداع أي بلد، وهي جزء لا يتجزأ من أي حراك أدبي وفكري عالمي. ونوه الطنيجي بمشروع «كلمة»، المبادرة الطموحة لإحياء ودعم حراك الترجمة في العالم العربي ودورها في دفع وتيرة العمل الثقافي الفاعل في أبوظبي، بما يضمن تعزيز مكانتها وريادتها في المنطقة.

أدب الجوائح

وتأتي «رواية الكرنتينة» ضمن 4 أعمال منتخبة من أدب الجوائح الفرنسي صادرة عن مشروع «كلمة»، وهي رواية «الفارس على السطح» لجان جيونو، و«الحرب الخفية» لجان مارك مورا، و«جغرافية البعوض السياسية» لإريك أورسينا وإيزابيل دو سانت أوبان.

ويستعيد الكاتب في رائعة «الكرنتينة» تفاصيل إقامة إجبارية عاشها جده لأمه في جزيرة صغيرة مجاورة لجزيرة موريشيوس. ويدشن الرواية ويختتمها ساردٌ أول، قريب إلينا في الزمن، يستحضر في فصلين أولين ذكرياته عن جده جاك، وشقيق جده، ليون، الذي يحمل هو نفسه اسمَه، ثم شغفه بسيرة الشاعر آرتور رامبو. وفي الفصل الختامي يسرد رحلته إلى جزيرة موريشيوس، بحثاً عن جذوره، وما بقي من الصور وصغير الآثار، ويسترجع عالم الأمس ويلاحظ زواله شبْه الكلي.

وبالرغم من أهمية كل فصول الرواية، يرى كاظم جهاد الذي راجع ترجمة الرواية وقدم لها؛ أن المحور الأساسي لهذا العمل إنما يتمثل في السردية الكبرى، التي يضطلع بها الجد ليون، متبعاً الزمن الفعلي لما عاشه فيها من أحداث، بصحبة شقيقه جاك، وزوجته سوزان. يبحر الثلاثة في سنة 1891 على متن السفينة لافا إلى موريشيوس، لاستعادة إرث عائلتهم، آل أرشمبو، الذي استحوذ عليه كبير العائلة، عمّ لهما اسمه ألكسندر، وحرمَ منه الجميع. وقبل الوصول، ينتشر وباء الجدري بين الركاب وطاقم الملاحين، وقد التقطه مسافران في أثناء توقف مؤقت للسفينة. فيُنقَل المسافرون إلى جزيرة بلات، المجاورة لموريشيوس التي أقيمت فيها كرنتينة لجميع صنوف الأوبئة، وسرعان ما تزجّهم في ظرف جهنمي. وشيئاً فشيئاً يتحول العيش في الجزيرة إلى تجربة اعتقال مريرة، يزيد من حدتها السلوك والتفكير الاستعماريان للمسافرين البيض.

ولد لوكليزيو، في مدينة نيس الفرنسية في 1940، وفاز ب«نوبل للآداب» في 2008، ونشأ في بيئة موسومة بتعدد الأصول والمشارب الثقافية، ما جعل منه شعار عمله الأدبي الضخم ومنطلقه الأساسي. فقد أنتج روايات تميزت بسعيها لتغيير شكل الرواية ولغتها، ما لبث أن ‏تملّكه الشعور، لا بل القناعة ‏بانتمائه ‏إلى هوية متعددة الروافد الحضارية، وهكذا جعل من نفسه كاتب الغيرية المطلقة، وروائي التصاهر والخلاسية، والتعدد والانحياز للآخر في اختلافه المُخصِب مثلما في امتحانه التاريخي والإنساني.

أما مترجمة الكتاب، نهى أبو عرقوب، فهي أديبة أردنية من مواليد دورا الخليل، فلسطين، حاصلة على درجة البكالوريوس في اللغات الحديثة من جامعة اليرموك. ساهمت بترجماتها الأدبية في العديد من الدوريات العربية، ومن الكتب الصادرة بترجمتها: «الكاتب والآخر» لكارلوس ليسكانو، و«الأعمال الكاملة وقصص أخرى» لأوغستو مونتيروسو، و«الحبكة الإنسانية» للكاتب المسرحي البريطاني إدوارد بوند، ورواية «أبجدية الصباح» لأليس ريفاز، و«عودة الأمير الشاب» لأليخاندرو غييرمو رومرس، و«وهذا أيضاً سوف يمضي» لميلينا بوسكيتس. ولها ترجمات شعرية تصدر قريباً عن مشروع «كلمة» في أبوظبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3kb5mxkt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"