عادي

جيوش «الناتو» في رومانيا تستعد للقتال

20:37 مساء
قراءة 3 دقائق

رومانيا - أ.ف.ب

على سفح جبال الكاربات، تبدو قاعدة «تشينكو» العسكرية الرومانية أشبه بخلية نحل، إذ ينشط فيها جنود فرنسيون وبلجيكيون وهولنديون يُنشئون ثكنات ويجرون تدريبات عسكرية، منذ أن تم نشرهم بعد الحرب الروسية على أوكرانيا في أواخر شباط/ فبراير.

وتشهد رومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي والواقعة في الصفوف الأمامية للمواجهة على الحدود مع أوكرانيا حركة عسكرية متسارعة، إذ يكثّف حلف شمال الأطلسي مهامه هناك، بينما يجري العمل على تطوير قدرات الجيش.

ومنذ مطلع آذار/مارس وصل نحو ألف جندي أمريكي لتعزيز القوات الموجودة في بلدة ميخائيل كوغالنيسيانو على سواحل البحر الأسود الاستراتيجي، بينما وصل آخرون إلى تشينكو في وسط البلاد. وينشط في الموقع 400 عنصر ويتوقع زيادة عددهم إلى ألف بحلول نهاية العام.

جاهزون للقتال سوياً

بعد بضعة أشهر على نشرهم بشكل طارئ تمركز الجنود وأصبحت المهمة دائمة. وتهدف عملية النسر بقيادة فرنسية إلى تعزيز الدفاع على الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي.

ويشرف عليها الكولونيل كريستوف دوغان من فوج «آر بي إي ما» الثامن وهو فوج مظلات من كاستر (في جنوب فرنسا). ونفذت وحدات عدة تدريبات هجومية في بيئة حضرية، صباح الجمعة. وقال دوغان: «الهدف هو التدريب قدر الإمكان لتحسين التواصل بين الدول المختلفة وإتقان استخدام المعدات الأجنبية».

وقال الكولونيل الروماني سيبريان غاليك، رئيس الأركان في إحدى وحدات الناتو: «نُظهر أننا متحدون ومستعدون للقتال معاً، فهذه استراتيجيتنا للردع» في مواجهة موسكو. وفي حين تستعد وحدات المشاة لحرب «بالغة الشدة» على ما يتم وصفها، تعمل قوات الهندسة على تجهيز القاعدة.

وتركّب الوحدات أكثر من 200 حاوية وصلت من مالي - التي انسحبت منها فرنسا في آب/ أغسطس - لإيواء جنود سيصلون في ما بعد. كما يجري إنهاء تجهيز مشغل لصيانة المركبات ومستودع يضم جميع أنواع الذخيرة اللازمة للبعثة.

«صدمة كهربائية»

ترحب رومانيا بالجهود اللوجستية والمادية التي يبذلها حلف شمال الأطلسي، إذ تسعى البلاد التي تُعتبر من الأكثر فقراً بين دول الاتحاد الأوروبي إلى تطوير جيشها، رغم الصعوبات الاقتصادية. واستثمرت مليارات الدولارات منذ سنوات عدة لمواجهة التوترات الإقليمية الناجمة عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كلوج- نابوكا، سيرجيو ميسكويو: إن الهجوم الروسي في 24 شباط/ فبراير «كان بمثابة صدمة كهربائية زادت إلى حد كبير تعزيز القدرات العسكرية لرومانيا». وأضاف: «أدركت أنها قد تحتاج إلى الدفاع عن نفسها وبشكل سريع كما فعل الأوكرانيون». وأعلن الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس مؤخراً رفع النفقات العسكرية من نقطتين إلى نقطتين ونصف النقطة من إجمالي الناتج المحلي.

وفي آب/ أغسطس وحده، وجه الجيش دعوات لتقديم مناقصات بأكثر من مليار يورو لتجديد معداته القديمة. كما قدمت الحكومة طلباً لشركة «بيرقدار» التركية لشراء 18 طائرة مقاتلة بدون طيار، بعدما أثبتت فعاليتها في مواجهة القوات الروسية في أوكرانيا.

وفي حزيران/ يونيو صادقت الحكومة على شراء 32 مقاتلة أمريكية مستعملة من طراز إف-16 من النرويج. وستحل مكان طائرات ميغ-21 التي تعود إلى الحقبة السوفييتية وتشكل العمود الفقري لسلاح الجو الروماني. وستُخزّن ميغ-21 في حظيرة للطائرات في ربيع 2023 بعد أن تعرضت لسلسلة حوادث بينها حادث قاتل في 2 آذار/مارس.

وتمتد طموحات رومانيا إلى أبعد من ذلك، إذ أجرى وزير الدفاع الروماني فاسيله دينكو، الثلاثاء، محادثات مع إسرائيل بهدف شراء نظام «القبة الحديدية» المضاد للصواريخ. وبذلك، تكون رومانيا أول دولة أوروبية تحصل على هذا النظام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhu3pj7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"