عادي

40 عاماً على أول رحلة حول الأرض بـ«هليكوبتر»

20:22 مساء
قراءة 3 دقائق
روس بيرو والمروحية التاريخية

أكملت مروحية من نوع Bell 206L LongRanger II، في سبتمبر/أيلول 1982 أول رحلة في العالم حول الأرض على متن طائرة هليكوبتر، يقودها ه. روس بيروت جونيور وجاي و. كوبارن.

انطلقت الرحلة من دالاس في ولاية تكساس الأمريكية، وذلك على مسافة قصيرة بالسيارة من مقرّات «بيل» في فورت وورث بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حلّق الطيّاران على متن المروحية التي حملت اسم «روح تكساس» لفترة 29 يوماً و3 ساعات و8 دقائق، ليقطعا بذلك مسافة قدرها 26,000 ميل (41,843 كلم) خلال 246.5 ساعة طيران، ويعبرا في 26 دولة و22 بحراً ومحيطاً، قبل أن يعودا إلى دالاس.

وكان قد جرى إخضاع الطائرة لبعض التعديلات قبل أن تصبح جاهزة للانطلاق بمهمّتها حول العالم، حيث تمت إزالة كل الخصائص غير الأساسية منها وزُوِّدَت بخزّان وقود إضافي، وكذلك عوّامات قابلة للفتح، وأفضل أدوات الملاحة والاتصالات والسلامة في ذلك الوقت. كما جرى طلاء الهليكوبتر بألوان مشرقة لتعزيز إمكانية رؤيتها من باقي الطيّارين.

وتوقّف بيروت وكوبارن خلال هذه الرحلة 56 مرّة لإعادة التزوّد بالوقود. ولقد توجّها في البداية شمالاً نحو كندا، وحلّقا عبر غرينلاند وآيسلاند ليتنقلا بعدها إلى أوروبا. وهناك، هبطا بطائرة Bell 206 في معرض فارنبرو الدولي للطيران، والذي شهد على مشارَكة قوّية جداً من طائرات وأعضاء فريق «بيل» بين الحضور على مدى السنوات الـ40 التالية – شاملة المعرض الذي جرى تنظيمه مؤخراً في يوليو/تموز 2022.

وانطلق بيروت وكوبارن من المملكة المتحدة ليحلّقا فوق فرنسا تحت مستوى كشف الرادار؛ كونهما لم يستطيعا التعريف عن نفسيهما عبر الراديو لسُلطات الطيران الفرنسية، بسبب عدم إتقانهما للغة الفرنسية. إلا إنهما تمكّنا من الهبوط في مرسيليا قبل إتمام عمليات هبوط إضافية في كل من نابولي بإيطاليا وأثينا في اليونان. بعدها، عبرا فوق البحر المتوسّط باتجاه شمال إفريقيا (مصر).

وفي ليل 11 سبتمبر/ أيلول، حلّق الطيّاران فوق حقول النفط في المملكة العربية السعودية، وشاهدا اللهب البرتقالي المتصاعد من مداخن الشعلات المنتشرة في هذه الحقول. وبعد الهبوط لفترة وجيزة في جدّة، انتقلت الطائرة إلى البحرين لإعادة التزوّد بالوقود، ثم تابعت رحلتها جنوباً نحو العاصمة العُمانية مسقط. وبدأت المرحلة الآسيوية من الرحلة في ليل 12 سبتمبر عبر الهبوط في كراتشي بباكستان. ومن هناك، توقّف الطيّاران في دلهي قبل مباشَرة واحدة من أطول المراحل ضمن الرحلة – وصولاً جنوباً إلى كالكوتا. وتبع هذا محطّات توقُف في بورما ثم اليابان.

وبعد عدم تمكّنهما من الهبوط على جزر كوريل الروسية، أعاد بيروت وكوبارن التزوّد بالوقود على سفينة النقل العسكرية الأمريكية S.S. President McKinley في المحيط الهادئ الشمالي، حيث نفّذا عملية هبوط صعبة جداً وسط أمواج بلغ ارتفاعها 15 قدماً ورياح قوية بسرعة 40 عقدة. واستمرّت الرياح العاصفة لفترة، وتسبَّبت لهما بالمتاعب نوعاً ما في ظل نقص الوقود، لكنهما استطاعا إكمال كل واحدة من المراحل الأخيرة رغم الصعوبات – بما في ذلك ملاحقة دب على المدرج في ألاسكا، قبل العودة سالميَن إلى نقطة انطلاقهما في دالاس بتكساس.

لاقى بيروت وكوبارن استقبالاً حاراً جداً في تكساس بتاريخ 30 سبتمبر 1982، ويتم الاحتفال في العام الحالي بالذكرى السنوية الـ40 على إتمام هذه الرحلة الجوية التاريخية.

وقدّم الطيّاران بيانات رحلتهما القياسية للمصادَقة عليها لدى «الاتحاد الدولي للملاحة الجوّية» فيما يتعلَّق بسرعة طائرة هليكوبتر حول العالم، وذلك بوجهة نحو الشرق، والتي بلغ معدَّلها 35.9 ميل في الساعة (56.97 كلم/س). كما تظهر الرحلة في كتاب «غينيس» للأرقام القياسية باعتبارها أول رحلة جوّية حول الأرض عبر طائرة هليكوبتر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3jz3jr58

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"