التفاعل المطلوب

الكل يعلم أن الكلام النظري يبقى كلاماً إن لم يلامس الواقع فعلاً، مهما يكن بريقه وجمال كلماته، لكن إن جرّب أحد أن يطبّقه فعلاً، فستأتيه النتيجة حتماً، إن عرف كيف السبيل إليه ومفتاحه الصحيح لذلك.
فإذا شاهد أحد مكاناً انقطع فيه أحد الأنابيب واتّصل بالجهة المعنية، فسيأتيه الجواب فعلاً، وإن شاهد أحد مكاناً يتطلب قص الأشجار المتطفلة، وجمع المخلفات فيها، وأبلغ الجهة المعنية، فسيكون التجاوب لافتاً. 
أما طلبات الإعانة الاجتماعية، فتتطلب المتابعة الدورية أيضاً، وإن طالت أكثر من شهر، أما إذا تعدت ثلاثة أشهر ووصلت إلى سنة، فذلك يعني أن هناك خللاً ما في الجهة المسؤولة، أو رفضت من دون علم مقدم الطلب والقصة تطول.
فحين تكون فاعلاً وتقدم على الخير بأنواعه، فذلك تؤجر عليه وتجعله يكثر من وراء تصرّفك، فمن يحافظ على المياه العامة، يحمي بيئته والمرافق العامة، ويفيد مستخدمي تلك المياه، والمتفاعل بالإبلاغ عن المخلّفات والأشجار يحمي مجتمعه، ويشارك في تحسين المنظر العام وجماله، والمتابع لطلباته ومعاملاته يعجّل بإتمام الطلب، ويسهم في رسم صورة مشرقة للجهة الحكومية.
كل تلك المواقف تحتاج إلى دعم الجهات المعنية برفع الوعي بأهمية المشاركة، وتعريف المجتمع بطرائق التواصل السريعة معها، والرد على المكالمات بالسرعة المطلوبة، لتكثر حالات التجاوب الفعلي من المجتمع، وتتفاعل الجهات المعنية التي ترغب فعلاً  من أفراد المجتمع  في التواصل معها ومساعدتها في إتمام عملها، فسيتحقق الرضا ويتعزز الترابط المجتمعي.
إلا أن هناك فعلاً جهات التجاوب فيها بطيء، يصل إلى الشهور، على الرغم من أن المعاملات وإن كانت أعدادها تفوق قدرة الموظفين، فإنه من الصعب جداً أن تصل إلى سنوات، من دون أن يحصل مقدم الطلب على ردّ، سواء بالموافقة أو حتى الرفض مع ذكر السبب، وهنا تقع الإشكالية، ولا بدّ من معالجتها وإيجاد حلول سريعة لها، فعدم الرد على طلبات أساسية كمساعدة اجتماعية، أو حتى وظيفية، يخلق ردة فعل قد تكون «عنيفة»، ويزداد سخط بعضهم، وينشرون طاقتهم السلبية في مَن حولهم، أو في محيطهم، أو ربما تتسبب في انتكاسة حالتهم النفسية، وتدخل أسرهم في أوضاع حرجة يصعب علاجها.
لذلك كل ما هو مطلوب: الشفافية والوضوح وتسهيل الإجراءات قدر الإمكان، والرد على الطلبات كلها سواء بالإيجاب أو الرفض، وتشكر الجهات التي أسهمت في إيجاد تلك البيئة في أوضاع عملها وأدوارها، وما على الشخص غير التفاعل معها، وإيجاد منفعته بشكل مريح يطمئنه، وينشر معه الإيجابية في حياته وفي محطيه.

[email protected]