ملف

الحداثة فقدت قوتها في التحرر

00:49 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

«كقصر من الرمال، يطيح به المد، ينهار المجتمع الصناعي، أمام أعيننا، لم نعد نؤمن بثقافة، تستغل الموارد الطبيعية، التي لا تنفد، وبالحضارة التكنيكية، لم يعد لصورة الإنسانية، التي تنهض من البؤس، بفضل العمل، وتتقدم في تطور صاعد، نحو الوفرة، وتحرر الحاجات، أي تأثير فينا، لم نعد نبحث عن المعنى في التاريخ، وأخلاقنا لم يعد يمليها احترام الأب، والتعارض بين اللذة المدمرة والطموح، أو التوفير كمصدر للربح والفرح».

هذا ما كتبه «آلان تورين» معبراً عن الموضوع الأساسي لكتابه «نقد الحداثة» ونلمح في نصه هذا نبرة أسف على عالم جميل ينتهي، كان المفكر فيه يظن، واهماً، أنه قد وصل إلى كنه الأشياء، وسيطر على مقادير الواقع.

هذا الكتاب الذي ترجمه إلى العربية د. أنور مغيث، يمثل مرحلة جديدة أساسية في الإنتاج الفكري لتورين، فقد اعتقد الغرب زمناً طويلاً أن الحداثة هي انتصار العقل، وتحطيم التراث والانتماءات، واستعمار الخبرة المعيشة بحساب المصالح، إن فكرة الحداثة في شكلها الأكثر صلابة والأشد تواضعاً، عندما تحدّدت بتدمير النظم القديمة وبانتصار العقلانية، فقدت قوتها في التحرر وفي الإبداع.

تأثر تورين في شبابه بأشكال عديدة من الرفض السياسي، وكان اتجاهه للتخصص في علم الاجتماع مدفوعاً بالرغبة في المشاركة والتغيير، ويعتبر أن هذا الدافع ليس شخصياً، بل هو شرط موضوعي لقيام السوسيولوجيا كعلم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxvm5a6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"