أذربيجان وأرمينيا.. الحــوار مجـــدداً

01:06 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

اجتماع جنيف أمس (الأحد) بين وزيري خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان ونظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف ليس الأول بينهما، فقد التقيا في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لبحث العلاقات بين بلديهما وإمكانية التوصل إلى تسوية سلمية بشأن الصراع على إقليم ناجورنو كاراباخ الذي أدى إلى سلسلة حروب واشتباكات بينهما على مدى المئة سنة الماضية، وكان آخرها الاشتباك الحدودي الذي وقع الشهر الماضي وأدى إلى مقتل نحو 286 جندباً، وسبقته حرب العام 2020 التي استمرت ستة أسابيع وسقط فيها نحو 6500 جندي، وانتهت بوقف إطلاق النار بوساطة روسية، وعلى أثرها عقدت في موسكو اجتماعات بين الوزيرين بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، لكن العلاقات ظلت متوترة والصراع ظل مفتوحاً على مواجهات قد تقع في أي وقت.
 كل الوساطات والمبادرات السابقة كانت تنتهى بهدنة، أي الإبقاء على الجرح مفتوحاً من دون تضميده، ما يُبقي التوتر قائماً والسلام الفعلي بعيد المنال، ويرخي بتداعياته السلبية على مجمل منطقة القوقاز، في ظروف إقليمية ودولية متفجرة، وفي ظل عملية استقطاب تستهدف تجميع أوراق قوة لاستخدامها في الصراع القائم في أوكرانيا وغيرها بشأن قيام نظام دولي جديد.
 لعل البلدين أدركا أنه في أتون هذا الصراع لا بد أن يجدا وسيلة كي لا يكونا جزءاً من تداعياته ويدفعا ثمناً غالياً، باعتبار أن منطقة القوقاز مستهدفة لأنها تشكل البطن الرخو لروسيا، ولذلك لا بد من تطوير الحوار بينهما كي يتجاوز الهدنة وصولاً إلى اتفاق سلام يضع حداً نهائياً للصراع بينهما.
 إن الحوار ليس هدفه تحقيق نصر، بل وضع أسس سلام يؤسس للتلاقي ويبعد شبح الحروب والويلات والمآسي، ويولد شحنة من الأمل بأن هناك فرصة كي تعيش البشرية بأمن وسلام.
 اجتماع جنيف فرصة للانتقال بين أرمينيا وأذربيجان من حالة حروب لا تنتهي إلى سلام دائم، وهو ما أشار إليه رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان يوم الجمعة الماضي بأن الوزيرين سيلتقيان في جنيف لبدء مناقشات جوهرية بشأن نص اتفاق سلام، أي أن الاجتماع لن يكون مجرد لقاء عابر أو بروتوكولي، بل سيدخل هذه المرة في لب المشكلة، وينتقل بها من حالة الأزمة إلى حالة الانفراج الحقيقي، وهذا الأمر مشروط بقناعة الجانبين بأن معاهدة السلام هي مفتاح العلاقات الطبيعية بين البلدين الجارين ومقدمة لتعاون مفتوح من أجل شعبيهما اللذين عانيا كثيراً ودفعا غالياً، ويغلق جرحاً مفتوحاً بينهما، من خلال اتفاق واضح بشأن ترسيم الحدود في منطقة ناجورنو كاراباخ، وهو ما أوضحه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الأرميني باشينيان في بروكسل أغسطس (آب) الماضي بأنه «يمكن إعداد معاهدة سلام بين البلدين وتوقيعها خلال أشهر قليلة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25c44pu2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"