العبء المدرسي

01:31 صباحا
قراءة دقيقتين

التعليم المدرسي في القطاع الخاص في الإمارات، عليه ملاحظات تستدعي بحثها وإيجاد حلول لها، وأبرز الملاحظات التي تحفّ هذا التعليم، عملية إشراك ولي الأمر وبشكل مبالغ فيه في الواجبات المدرسية، وكل ما يتصل بابنه في المدرسة، فضلاً عن حجم «الإيميلات» والرسائل النصّية التي ترسلها المدرسة لتبيّن لولي الأمر أن ولده بأيدٍ أمينة.
هذه المدارس، وكما يبدو، فإنها تريد من أولياء الأمور أن يكونوا متفرغين لمتابعة شؤون أبنائهم التعليمية، وكأن وليّ الأمر أو والدة الطالب ليس لديهما في الحياة أية مشاغل غير تعليم أبنائهما.
هذا الأمر قد يكون مقبولاً في حال كان لدى الأسرة طفل واحد في المدرسة، ولكن إذا كان لديها طفلان أو ثلاثة، فكيف لولية الأمر متابعة جميع أبنائها، ومعرفة تحصيلهم المدرسي والواجبات التي أرسلت لهم، عبر برامج تقنية متطورة جداً، يصعب على أولياء الأمور التعامل معها؟
فضلاً عن ذلك، معظم هذه البرامج باللغة الانجليزية، ولغتها ليست سهلة، وتحتاج من أم الطالب أن تكون لغتها بدرجة ممتازة، لتتمكّن من مواكبة الأنظمة والخطابات التي توجهها المدرسة يومياً إلى أولياء أمور الطلبة، لحل الواجبات ومعرفة الأنشطة المطلوب من الأسر تحضير أبنائهم لها.
حرص المدارس الخاصة على إشراك أسرة الطالب في الأنشطة والفعاليات، وما يتبعها من طلبات تتعلق بالمواد وأحياناً الملابس، ليست كلها مبررة، وتحدث الكثير من الإرباك للأسر؛ فماذا يعني أن تكتشف ولية أمر في ساعة متأخرة، أن المدرسة تريد من ولدها أن يحضر بزيّ معين للمشاركة بنشاط، وكأن المدرسة تظن أن الأسرة بأكملها ليس لديها من مشاغل الحياة إلّا متابعة ولد واحد، وما تتفنن مدرسته في طلبه.
المدارس الخاصة تستهلك معظم رواتب أولياء الأمور لارتفاع أقساطها، وأن يداوم الطالب لأكثر من 8 ساعات يومياً، وهو ما زال في المرحلة الأولى من التعليم، ثم يعود إلى منزله محملاً بالواجبات التي تحتاج إلى خبير تقني للتنقل بينها، فإنه أمر مبالغ فيه، وكأن المدرسة تحاول أن تلقي بالكرة في مرمى الأسرة، في حال حدث أي تقصير في نتائج الطالب.
إلى جانب ذلك كله، فإن الحقيبة المدرسية التي أشبعت بحثاً وكتابة، هي بحد ذاتها كابوس يعيشه الأطفال، لكبر حجمها وثقلها المبالغ فيه جداً، إلى درجة أن بعض حقائب الأطفال أصبحت تشبه كثيراً حقائب السفر.
كل هذه أسئلة أصبحت المدارس الخاصة مطالبة بالأخذ بها، والتخفيف عن الأولاد، ليكون يومهم جميلاً، وأن لا يتحول التعليم المدرسي اليومي إلى عبء على الأسرة، ألا يكفي أن بعض الطلبة يقفون في الشوارع مع أذان الفجر؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7z7nne

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"