البرازيل.. بين لولا وبولسونارو

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لم يتمكن لويس إيناسو لولا داسيلفا (لولا) من حسم معركة رئاسة البرازيل لمصلحته في مواجهة الرئيس الحالي جايير بولسونارو، رغم أن معظم استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات كانت تشير إلى أن لولا سوف يفوز من الدورة الأولى بأكثرية 50 في المئة من الأصوات، من دون الحاجة إلى جولة ثانية في 30 من الشهر الجاري.

حصل المرشح اليساري لولا على 48.4 في المئة من أصوات الناخبين فيما حصل المرشح اليميني المتطرف بولسونارو على 43.2 في المئة، وبذلك سوف يتواجهان في معركة فاصلة بعد أقل من شهر لتقرير مستقبل البرازيل للسنوات الأربع المقبلة، وما إذا كانت ستنتقل إلى كنف اليسار، أم تبقى في قبضة اليمين.

لعل ما أثر في النتائج وعدم الحسم لمصلحة لولا أن تسعة مرشحين آخرين أخذوا أصواتاً من طريقه، إذ حصل هؤلاء على 8.4 في المئة من أصوات الناخبين الذين يقدر عددهم ب 156 مليون ناخب، باعتبار أن الانتخاب إجباري.

من المفترض أن تحدد هذه الانتخابات مصير الديمقراطية في أكبر قوة في أمريكا اللاتينية، لأن المعركة تجري بين مرشحين اثنين ونهجين مختلفين، واحد يمثله لولا الذي تولى الرئاسة بين عامي 2003 و2010 ويدعو إلى العدالة الاجتماعية والحد من الفقر وتوسيع دائرة الخدمات لمصلحة العمال ومحدودي الدخل وحماية البيئة، ونهج آخر يمثله بولسونار ويدافع عن الرأسمالية ومصالح رجال الأعمال والمال، ويرفض الاعتراف بالتغييرات البيئية، أو حتى بجائحة كورونا.

وقد شهدت الحملات الانتخابية بين الرجلين اتهامات ومساجلات شخصية خرجت عن اللياقات المعهودة في أية انتخابات أخرى، إذ وصف بولسونار منافسه اليساري بأنه «رئيس عصابة إجرامية» كانت تدير «حكومة لصوص» خلال رئاسته، كما أنه هاجم نظام التصويت وهدّد بعدم الاعتراف بالنتائج في حال خسر الانتخابات، ولوّح بتحرك عنيف على غرار ما جرى في واشنطن من اجتياح لمبنى الكابيتول في كانون الثاني (يناير) 2021. من جهته وصف لولا منافسه بأنه «كاذب وقح»، قامت حكومته بالتستر على الكسب غير المشروع في شراء اللقاحات خلال جائحة كورونا التي حصدت أرواح 680 ألف برازيلي.

المراقبون يتوقعون أن يجد بولسونارو في نتيجة الدورة الأولى مناسبة لتعبئة مؤيديه والتقاط أنفاسه وتحسين حظوظه في الدورة الثانية، فيما سيحث لولا ناخبي المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ على التصويت لمصلحته.

يذكر أن أكثر من نصف مليون عنصر أمني شاركوا في حماية العملية الانتخابية، كما أن عشرات المراقبين الدوليين أشرفوا على سيرها للحؤول دون حصول عمليات تزوير.

اللافت أن الولايات المتحدة التي تتخوف من وصول المرشح اليساري لولا اكتفت بالإعلان أنها تتابع الانتخابات عن كثب، فيما وجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعوة للشعب البرازيلي لإعادة انتخاب أحد أعظم الرؤساء في العالم، في إشارة إلى حليفه اليميني بولسونارو.

البرازيل سوف تنتظر حتى آخر الشهر الجاري كي تقرر خط سيرها.. نحو اليمين أو اليسار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2r39jpb4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"