عادي
وسط إقبال مُتصاعد على مُمارسة الرياضة ليلاً

«المشي» في الشوارع المُظلمة وراء حوادث دهس مُروعة

00:52 صباحا
قراءة 4 دقائق
شوارع مُظلمة ليلاً لكنها ملاذ لمُمارسي رياضة المشي
شوارع مُظلمة ليلاً لكنها ملاذ لمُمارسي رياضة المشي
شوارع مُظلمة ليلاً لكنها ملاذ لمُمارسي رياضة المشي
شوارع مُظلمة ليلاً لكنها ملاذ لمُمارسي رياضة المشي
شوارع مُظلمة ليلاً لكنها ملاذ لمُمارسي رياضة المشي

رأس الخيمة:عدنان عُكاشة

حذر سائقون ومسؤولون مُختصون من الخطر البالغ والمُحدق بمُمارسي رياضة المشي، خلال الليل، في شوارع مُظلمة وغير مُهيأة لممارسة هذا النوع من الرياضة، لاسيما وسط الأحياء السكنية، وسط إقبال لافت مُؤخراً من جانب الأهالي على مُمارسة «المشي» ليلاً.

ووفقاً لرصد «الخليج»، شهدت السنوات القليلة الماضية نحو ٤ حوادث مُروعة على الأقل، فارقت الحياة في إحداها فتاة مواطنة تبلغ ١٣ عاماً، فيما لحقت بآخرين إصابات حادة، في ما يُمكن أن يُعرف بحوادث «الدهس في الظلام» من قبل عدد من المركبات، خلال ممارسة الضحايا رياضة المشي في طرق ودروب مُظلمة أو شبه مُظلمة، والتي يتحول بعضها ليلاً إلى ملاذ لمحبي «المشي»، ومسرح للباحثين عن الصحة والرشاقة.

ازدواجية الضحايا

قال عبدالله سالم الشميلي، رب أسرة من منطقة شمل في رأس الخيمة: إن مُمارسة المشي في «الفرجان» والشعبيات والشوارع المُظلمة ليلاً يشكل خطراً كبيراً على المُشاة والسائقين معاً، وهو ما أسفر عن حوادث دهس مُروعة، أودت بحياة بعضهم، وألحقت بآخرين إصابات بالغة الخُطورة، وكبدت السائقين عُقوبات ثقيلة الوطأة، شملت غرامات قانونية وتعويضات مالية كبيرة، وأحالتهم إلى قاعات المحاكم في قضايا التعويض المدني عن «حوادث الدهس» تلك.

بدائل مفقودة

وأشار إلى أن أهالي «شمل» ومناطق أخرى يفتقرون ل«حديقة عامة» في مناطقهم، وهم في أمسِّ الحاجة لها، حيث يمكن لهم ممارسة الرياضة والترفيه وبعض الأنشطة الاجتماعية، لتُغنيهم عن المشي والتريض «في الظلام»، معتبراً أن غياب مثل تلك المرافق العامة يدفع البعض إلى المشي خلال الليل في الشوارع الداخلية والأحياء السكنية، تحت جنح الظلام، وبالتالي تعريض حياتهم وسلامتهم للخطر، داعياً المُشاة ليلاً إلى ارتداء «بدلة فسفورية»، ليكونوا ظاهرين بشكل واضح أمام السائقين.

على مرأى العُيون

حمدان محمد الغافري، مواطن من منطقة الظيت برأس الخيمة، رأى أن المشي أو ممارسة الرياضة في الأماكن المظلمة، أو غير المُضاءة بشكل كافٍ، يُعد خطراً مُتربصاً بتلك الشريحة من الأهالي، مُناشداً الراغبين بمُمارسة رياضة المشي، ممن لا يجدون مكاناً مُناسباً وقريباً، ارتداء بدلة فسفورية، ليكونوا على مرأى عُيون السائقين، وتنبيه أصحاب السيارات لوجودهم، حفاظاً على حياتهم وسلامتهم، داعياً إلى تخصيص وتجهيز أماكن عامة تساعد على «المشي الآمن».

تحذير مُستمر

العميد أحمد الصم النقبي مدير إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، أكد وقوع حوادث دهس خطرة بسبب ممارسة «المشي» في الشوارع غير المُهيأة والمُظلمة، موضحاً أن الشرطة تُوجه مُمارسي رياضة المشي بشكل دوري ومستمر إلى ممارستها في الأماكن والمرافق المُخصصة لهذه النشاطات، وتجنب ممارستها في شوارع غير مُضاءة وليست مُجهزة لممارسة مثل هذا النشاط أو الرياضة، أو في شوارع الأحياء السكنية..

مُفاجآت في الظلام

وبيَّن النقبي أن بعض السائقين في حوادث الدهس يتفاجأون بالمشاة وهم يمارسون «المشي» في شوارع غير مُنارة وغير مخصصة للمشاة، مشدداً على أن إدارة المرور والدوريات في شرطة رأس الخيمة تعمل انطلاقاً من رؤية وزارة الداخلية، التي ترمي إلى جعل الطرق أكثر أمناً وأماناً، عبر المحافظة على جودة الطرق واشتراطات السلامة فيها، وصولاً إلى حماية المُشاة وقائدي المركبات وركابها.

وردَّ المهندس خالد فضل العلي، مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، على مُطالبة أهالي «شمل» بحديقة عامة، موضحاً أن 50% من سكان إحدى المناطق يبعدون نحو 20 دقيقة عن إحدى الحدائق العامة،

وقال: لدينا حالياً طلبات لإنشاء حدائق مجاورة، وسنسعى في إطار برنامج إنشاء الحدائق لتلبية جميع احتياجات السكان.

وحول الحلول المطروحة لازدياد الإقبال على المشي، خلال ساعات الليل، في الأحياء السكنية وبعض الشوارع المُظلمة وغير المُهيأة، بيَّن مُدير «خدمات رأس الخيمة» أن الدائرة ستعمل، ضمن برنامجي إنشاء المتنزهات وتجديدها، على إنشاء عدد من المتنزهات، وتعزيز اللياقة البدنية، عبر توفير مرافق عامة، مثل الصالات الرياضية في الهواء الطلق، وإنشاء مسارات خاصة للمشي. ومن المُقرر إنشاء جميع الحدائق الجديدة مع خدمات أساسية، من دورات مياه وإضاءة، بجانب توفير الأمن.

والد ضحية لحادث دهس ليلي:
«الظلام» قتل شمسة في عُمر الورود

محمد علي هزاع الشحي، والد ضحية صغيرة فارقت الحياة في عُمر الورود، جراء حادث دهس وقع تحت ستار «الظلام»، قال ل «الخليج» عن حيثيات الحادث: إن ابنته «شمسة»، ١٣ عاماً، خرجت في شهر مارس من العام الماضي ٢٠٢١ م مع ثلاث من قريباتها لممارسة رياضة المشي في المنطقة ذاتها، التي نعيش فيها، وإذا بسيارة تدهسهن جميعاً من الخلف، مما أدى إلى وفاة ابنته وإصابة قريباتها الثلاث.

الوالد المكلوم بفاجعة «الرحيل المؤلم» لصغيرته، التي كانت حينها في الصف الثامن، أكد مطالبته الجهة المعنية تخصيص مكان لرياضة المشي في المنطقة، وتوفير إضاءة للشوارع الداخلية في نطاقها، وتركيب لوحات إرشادية تُنبه السائقين إلى وجود مشاة وتدعو إلى تخفيف السرعة، وإنشاء «مطبات» في المنطقة.

وأضاف: تقدمت بطلب لاستحداث مطبات تحديداً أمام المنزل مرات عدة، بسبب عدم التزام السائقين بالقانون والقيادة بسرعات عالية، وتكرار وقوع الحوادث في المنطقة، لافتاً إلى حصوله على موافقة الشرطة لتركيب المطبات، بعد أن عاينت الموقع، من دون أن تُترجم الجهات الأخرى المختصة الطلب إلى واقع ملموس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8t2r6y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"