عادي
بعد التراجع عن قرار خفض الضرائب عن الأكثر ثراء

حكومة تراس تدافع عن استراتيجيتها الاقتصادية

00:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
كواسي كوارتينغ

بعدما تراجعت الحكومة البريطانية الغارقة في عاصفة احتجاجات ناجمة عن «موازنتها المصغرة»، صباح الاثنين، عن قرارها خفض الضرائب على الأثرياء، أقر وزير المال كواسي كوارتينغ، بوجود «اضطرابات»، لكنّه سعى للدفاع عن البرنامج الاقتصادي لحكومة ليز تراس.

ولدى اعتلائه منبر المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في برمنغهام في وسط إنجلترا، قال كوارتينغ «يا له من يوم»، مضيفاً «كان ذلك صعباً».

فبعد عشرة أيام على إعلان إلغاء ضريبة الدخل البالغة 45 في المئة المفروضة على الأكثر ثراء، أشار كوارتينغ، صباحاً إلى أنه «لن يمضي قدماً» في هذه الخطوة التي تعرّض الحكومة لخطر تمرّد في معسكرها خلال تصويت برلماني على النص.

وكانت تراس التي تولت مهامها قبل أقل من شهر استبعدت هذا التراجع قبل 24 ساعة.

لكن ومن دون الإشارة بالتحديد للإجراء الملغى قال كوارتينع «أعلم أن الخطة التي عرضناها (...) تسببت باضطرابات». وأشار الوزير إلى «تفهّمه» الاحتجاجات، وقال «نحن نصغي وقد أصغينا»، آملاً طيّ الصفحة الكارثية للحكومة الجديدة.

وأضاف الوزير «أود حالياً التركيز على النقاط الرئيسية في خطّتنا للنمو»، مبدياً نية لإنقاذ رزمة الإجراءات المقدمة في 23 سبتمبر/ أيلول.

والخطة التي دافعت عنها ليز تراس، رغم أنها أقرت، الأحد، بأنه كان عليها «أن تعدّ بشكل أفضل» لها، أدت إلى تدهور الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له ما أثار مخاوف على الاستقرار المالي للبلاد.

واضطر هذا الأمر المصرف المركزي البريطاني للتدخل، الأسبوع الماضي، لتثبيت أسعار الصرف التي ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ أزمة عام 2009.

والاثنين، بقيت أسعار الصرف أعلى مما كانت عليه قبل 23 سبتمبر.

خطة محورها النمو

ترمي هذه «الموازنة المصغرة» إلى مواجهة أزمة ارتفاع كلفة المعيشة وتنص على تجميد فواتير الطاقة وخفض ضرائب كبير بهدف معلن هو تحفيز النمو.

وشدّد وزير المالية على وجوب «مواصلة الطريق»، معبّراً عن ثقته بأن مشروع الحكومة هو «الصائب». وبعدما تحدث عن فواتير طاقة مرتفعة جداً، وضغوط ضرائب هو الأعلى منذ «70 عاماً»، اعتبر كوارتينغ أنه من الضروري اعتماد «مقاربة جديدة» «تستند إلى النمو».

وقال «سنبرهن أن الخطة صائبة وذات صدقية وستحفّز النمو».

واعتبرت العضو في المجلس البلدي، النائبة سارة سميث، رداً على سؤال لوكالة فرانس برس، أن تراجع الحكومة يشكل دليلاً على «براغماتية ما»، مشددة على أن الأضرار كانت لتكون أكبر لو أصرت الحكومة على موقفها.

واعتبر العضو في الحزب نك وارن، أن «الضرر قد وقع» وأضاف «من الجيد أنها (تراس) استمعت للبلد، ولما يريده الناس».

وصباح الاثنين، استبعد كوارتينغ في تصريح لشبكة «بي.بي.سي» الاستقالة، ورفض الإقرار بخطأ. وقال إن خفض الضريبة عن الأكثر ثراء «بات مشتتاً للانتباه» عن «مجموعة متينة من التدابير».

وكانت تراس نسبت مسؤولية هذا الإجراء لوزير المالية وحده، ما أثار ردود فعل منددة.

وكتبت وزيرة الثقافة السابقة، نادين دوريس، على «تويتر» أنه «من عيوب بوريس جونسون أنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون مخلصاً جداً وقد فهم ذلك»، وهي من أحد الأوفياء لرئيس الوزراء السابق. وقالت الأحد «لكن هناك توازن يجب إيجاده وإلقاء اللوم على وزير المالية اعتباراً من اليوم الأول للمؤتمر (المحافظين) ليس ضمن ذلك».

وتراس التي تتولى السلطة منذ شهر تقريباً، تراجعت شعبيتها بشكل كارثي قبل سنتين من الانتخابات العامة المقبلة، فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف، ان المعارضة العمالية تتقدم بفارق 33 نقطة، فيما أظهر استطلاع آخر ان بريطانياً من اثنين (51%) يرغب في استقالتها.

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3hefzkd8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"