عادي
على هامش مشاركتهم في منتدى الإعلام العربي

خبراء ومتخصصون: نشر الأخبار المفبركة أخطر من «الوباء»

21:18 مساء
قراءة 4 دقائق
نبيل الخطيب تصوير: يوسف الأمير - منذر المزكي تصوير: هيثم الخاتم
وائل محمود تصوير: هيثم الخاتم - محمد فراس النائب تصوير: هيثم الخاتم
- سوء توظيف التكنولوجيا يسهم في تفشي الشائعات والأكاذيب

- تقنين «الحسابات الوهمية» يحد من تأثيرها السلبي في المجتمع

- تطبيقات الذكاء الاصطناعي قادرة على رصد الأخبار المزيفة

تحقيق : يمامة بدوان
رغم الإيجابيات الكثيرة الناجمة عن وسائل التكنولوجيا الحديثة في الحياة، وتحديداً في الإعلام، بما توفره من سلاسة في تناقل الأخبار والأحداث، إلا أن سوء استخدامها، يسهم في نشر الأكاذيب والأخبار المفبركة والأفكار الهدامة، ما ينعكس سلباً على المجتمع. إلا أنه وبحسب خبراء ورواد الإعلام، فقد اعتبروا نشر الأكاذيب أكثر خطورة من «الوباء» بحد ذاته، ويمكن التخلص منها، من خلال عدة نصائح يقدمونها، أهمها تشديد الرقابة على المحتوى الرقمي، وبث رسائل توعية عبر القنوات الرسمية، تأكيداً على أهمية استقاء المعلومات من مصادر موثوقة، والاعتماد على «خوارزميات» متطورة لرصد الأخبار المزيفة، ووأدها في مهدها.
«الخليج» استطلعت آراء عدد من الخبراء والرواد على هامش مشاركتهم في منتدى الإعلام العربي، حيث أوضحوا أن نشر الشائعات، يمثل واحدة من المخاطر الناجمة عن سوء توظيف التكنولوجيا، خاصة مع تنامي ظاهرة الحسابات الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، إلا من خلال تقنينها، للحد من تأثيرها السلبي في المجتمع، ما يستوجب تعزيز الرقابة ووضع قواعد وأسس للنشر على تلك المواقع.
تحدٍ دولي
أوضح الدكتور نبيل الخطيب، مدير عام قناة الشرق، أن سوء توظيف التكنولوجيا يسهم في نشر الشائعات، وأصبح تحدياً دولياً يواجه الشعوب، كونها المتلقي للأخبار، في ظل وجود المنصات الحديثة التي تتيح الفرصة في بث المعلومات بطريقة غير موثقة من قبل الجمهور، وليس مؤسسات مسؤولة عما تنشره، وهذا ما يقودنا إلى أزمة حقيقية، تتمثل في عدم وجود حل مباشر، مثل منع النشر.
وقال إنه إذا كانت التكنولوجيا عاملاً فاعلاً في هذا الانتشار الكبير للشائعات والأكاذيب، فإنها أيضاً وفرت الحلول لمكافحة تلك الأكاذيب ومحاصرتها، وذلك عبر أدوات جديدة استحدثتها شركات التكنولوجيا ومعامل الأبحاث، والتي يمكن تحديد أهمها في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي تعتمد على خوارزميات متطورة لتحليل المعلومات ورصد الأخبار المزيفة بشكل فوري وأوتوماتيكي وأكثر سرعة من مجموعات رصد المعلومات المزيفة التقليدية، ما يسهم في وأدها في مهدها.
طرق إيجابية
بينما أكد منذر المزكي، إعلامي، أن القوانين في دولة الإمارات تشدد على أهمية الحفاظ على مكتسبات الوطن، من خلال عدم التسرع بنشر أي خبر، بل إعطاء الفرصة للإعلام الرسمي بنشر المعلومات، كما يحمل رواد التواصل الاجتماعي العربي دوراً بارزاً، وباتوا يحملون على عاتقهم بث رسائل سامية، من خلال نشر أخبار أو فيديوهات عبر المنصات الإلكترونية، تحمل في مجملها مناقشة الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعاتهم بطرق إيجابية وبعيداً عن سياسة إثارة الفتن والقلق، التي تصب في نهاية المطاف في تدمير القيم والمبادئ التي شب عليها أبناء الشعوب العربية.
وقال إن على رواد التواصل الاجتماعي، التمتع بخصال معينة، تجعل منهم أداة مهمة لمحاربة الشائعات، وتتمثل تلك الصفات بالمصداقية في نقل الأخبار، ومناقشة الموضوعات المتخصصة مدعمة بحقائق، والتمتع بمستوى عال من الثقافة، والالتزام بقوانين النشر الإلكتروني، والابتعاد عن الإساءة لحياة الأفراد واحترام حرياتهم، وامتلاك حنكة الرد على التعليقات بعيداً عن طرح كلمات مستفزة للطرف الآخر، وعدم تغليب المصالح الشخصية على العامة.
بيئة خصبة
أما وائل محمود، مذيع وإعلامي في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، فقال إن وسائل التكنولوجيا المختلفة تعد بيئة خصبة لانتشار الشائعات وتداولها بشكل فائق السرعة، بفعل خصائص البث الفوري والتداول الجماعي التي تتمتع بها، فضلاً عن توافر أدوات تزييف الصور وفبركة الفيديوهات، والتي تضفي بدورها حبكة محكمة على محتوى الشائعات تساعد في انتشارها، وهو ما يقودنا إلى ضرورة تعزيز الأحكام والتشريعات تجاه المخالفين، ما يسهم في لجم مروجي الأخبار الكاذبة، في ظل الثورة الرقمية التي تجتاح العالم.
وأضاف أن نشر الشائعات عبر وسائل التكنولوجيا أصبح أكثر خطورة من جائحة كورونا، وهو ما يجعل التعقب الرقمي، أحد الحلول التي لا تكتفي برصد الشائعة فقط، ولكنها تعمل على تتبع انتشارها، وتعقب مصدرها، والتحقق من عناصرها بشكل فوري ومنظم.
دمج الخدمات
في حين، أكد الدكتور محمد فراس النائب، عميد العلاقات العامة والإعلام في كلية المدينة الجامعية بعجمان، ضرورة دمج الشركات الموفرة للخدمات الرقمية، مثل فيسبوك وجوجل وتويتر، في عمليات المكافحة باعتبارها طرفاً مهماً، ما يسهم في تعزيز الاتجاه لإغلاق الحسابات المزيفة، إلى جانب الدور البارز للمؤسسات الأكاديمية في تدشين مشاريع تتعاون فيها التخصصات التكنولوجية والإعلامية والاجتماعية، من أجل استحداث منصات تستخدم التكنولوجيا في رصد الشائعات ومكافحتها دون الاقتصار على الرصد الأمني وأساليب المعالجة التقليدية.
وأوضح أن هناك فئة من الجمهور تذهب إلى الشائعات والأكاذيب أو أنصاف الحقائق أكثر، لأنها عادة ما تكون ذات بعد عاطفي، ما يجعلها أكثر جاذبية وجمالية، حيث إن قوة العاطفة تغلب قوة المعرفة، إذ تسهم وسائل التكنولوجيا في سرعة تداول الشائعات، خاصة حين يكون السرد متقناً بشكل يؤدي إلى ميل الأفراد للتصديق.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4fh5d3sj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"