زيارة دولة.. زيادة دلالة

«يقوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بعد غد الثلاثاء بزيارة دولة إلى سلطنة عمان الشقيقة تستمر يومين تلبية لدعوة من أخيه السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عمان. وتأتي هذه الزيارة انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تربط البلدين وتعزيزاً لأواصر المحبة ووشائج القربى التي تجمع الشعبين الشقيقين»..
هكذا أتى الخبر التاريخي الذي أبرقت به وكالة أنباء الإمارات «وام»، بما يعني أن دولة الإمارات العربية المتحدة قاطبة، قيادة وحكومة وشعباً ومقيمين، معنية بهذه الزيارة التاريخية الأولى من نوعها على صعيد الزيارات الخليجية والعربية لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، إلى سلطنة عمان الشقيقة، قيادة وحكومة وشعباً ومقيمين، بعد زيارة الدولة الأولى التي قام بها سموه إلى الجمهورية الفرنسية الصديقة يوم الاثنين 18 يوليو من العام الجاري، بدعوة رسمية من إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، بكل ما يعنيه هذا النوع من الزيارات من أهمية في جميع الجوانب ذات الاهتمام المشترك بين الدول. لكن، ماذا تعني زيارة دولة في العُرف الدبلوماسي؟
زيارة دولة هي الأعلى مستوى من بين الزيارات الرسمية التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها، حيث تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، إذ إنَّ زيارة الدولة تتم بدعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة لنظيره رئيس الدولة الزائر، فيكون فيها ضيفه شخصياً ويسكن في أحد مقرات إقامته الرسمية طوال فترة الزيارة. 
وتنطوي زيارة دولة على معنى سياسي كبير، وتسودها أجواء احتفالية وشرفية كبيرة، على صعيديْ الاستقبال والتوديع، تنظمها الدولة المضيفة للرئيس الزائر، ويراعى فيها التقيد التام بجميع إجراءات البروتوكول بعد التوافق عليها بين الطرفين قبل بدء الزيارة. وتستوجب زيارة الدولة عادة تنظيم حفل غداء أو عشاء يكون فيه الرئيس الزائر ضيف شرف، مع وضع برنامج مباحثات وزيارات منوعة لبعض الأماكن والمعالم.
هكذا هي زيارة الدولة بالمفهوم الدبلوماسي العام، وهكذا هو المفهوم الخاص لزيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله إلى سلطنة عمان الشقيقة، بما أفرزته من بيانٍ مشتركٍ أكد فيه القائدان على الإرادة الراسخة لتعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية الأخوية والعمل على تنسيق مواقف البلدين بما يدعم الأمن والاستقرار في العالم، مشيدين بما تحقق من تعاون وتنسيق في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية بما يعود بالمنافع المتبادلة للبلدين الشقيقين، عبر توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم في شتى المجالات المشتركة بين البلدين الشقيقين، بما له من دلالة واضحة على ما يتصفان به من قوة ومتانة وأصالة العلاقات المشتركة.

[email protected]