من هي جاكي؟

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن

قبل شهور سُلطت وسائل الإعلام على صورة التُقطت بعدسات الزوم الصحفية، لورقة تعليمات بروتوكولية كان يحملها الرئيس الأمريكي جو بايدن ويقرأ منها في اجتماع حكومي، ما قيل إنها تعليمات من إدارة الاتصالات في البيت الأبيض، لتوجيهه إلى الخطوات التي يتعين عليه اتباعها، ومحتوى ما سيقوله من كلام.
ومع توالي هفوات وزلّات لسان بايدن، نظر إلى هذه الورقة على أنها مسعى من المعنيين في إدارته لتحاشي، ما أمكن، أي فعل أو قول يربك الأداء البروتوكولي المتبع، ومخافة أن يدلي الرئيس بمفردات أو أقوال محرجة، وقيل إن تلك التعليمات تشمل حتى التفاصيل الصغيرة جداً التي يتوجب عليه أن يقولها ويقوم بها، وتبدأ من لحظة دخوله القاعة واستهلال الاجتماع وحتى النهاية، بما في ذلك كلمات التحية ومواقع الحركة والمغادرة وصولاً إلى المداخلات والتعقيبات التي تبدو للناس عفوية.
مسؤول في البيت الأبيض حاول احتواء الأمر بالقول إن هذه تعليمات توجه إلى كل الرؤساء، ولا علاقة لها بضعف ذاكرة بايدن أو عدم تركيزه. ولم يمر وقت طويل حتى وقع بايدن في هفوة أخرى، حين خاطب، وهو يلقي كلمة في مؤتمر حول المجاعة وأزمة الغذاء، عضوة الكونغرس جاكي والورسكي، المتوفاة قبل شهر، والتي نعاها هو نفسه في بيان عبّر فيه عن حزنه وصدمته لفقدانها، ومقدماً العزاء لعائلتها.
بدا من نبرة صوت وحركة جسد بايدن أنه نسي أمر وفاة والورسكي، حين وجه كلامه إليها وعينه على القاعة باحثاً عنها: «جاكي هل أنت هنا؟ أين جاكي؟ أعتقد أنها ستكون هناك»، وكان على المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أن تقدّم لبايدن، كعادتها كلما وقع بايدن في هفوات مشابهة، التبرير، حيث قالت: «إن سبب ارتباك الرئيس هو أن الراحلة كانت ساعدت في تنظيم المؤتمر، وأنه كان يسمّ أبطال الكونغرس في هذه المسألة وكان يقر بعملها الرائع».
كالعادة لم يأخذ أحد، خاصة خصوم بايدن في الحزب الجمهوري، هذه التبريرات مأخذ الجد، علماً أن والورسكي والبالغة من العمر 58 عاماً هي جمهورية، ونائبة عن الدائرة الثانية في ولاية إنديانا، لكنها معروفة بتعاونها مع زملائها الديمقراطيين، ولقيت حتفها هي واثنان من مساعديها في حادث مروري.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3bw5y3

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"