قول على قول

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن

أُطلق القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية  «بي. بي. سي» عام 1938، وفي آذان أجيال كثيرة عالقة العبارة الافتتاحية: «هنا لندن: هيئة الإذاعة البريطانية»، التي تحوّلت قبل عقود إلى: «هنا لندن: بي بي سي» ولا يمكن أن نغفل عن أن تأسيس هذا القسم الناطق بالعربية أتى في سياق اهتمام الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، بالعالم العربي، في فترة تحوّل مهم عشيّة الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تريد إيصال صوتها إلى المستمعين العرب في كل مكان.
ما يعنينا هنا أكثر هو ما نحبّ أن نصفه ب«التاريخ الثقافي» ل«بي. بي. سي» العربية، التي احتضنت عدداً من القامات الثقافية العربية المتميزة، ولن تتسع المساحة هنا لتعداد أسمائهم جميعاً، لكن يمكن أن نذكر، على سبيل المثال فقط، بعض الأسماء مثل أحمد كمال سرور الذي أذاع أول نشرة أخبار سنة تأسيس الإذاعة، وما زال حاضراً حتى اليوم اسم وصوت حسن الكرمي الذي التحق بالإذاعة عام 1968 كمراقب للغة العربية، قبل أن يقدّم برنامجه الشهير «قول على قول»، ومن الأصوات النسائية تحضر أسماء مديحة المدفعي مذيعة الأخبار في عقد الستينات، هدى الرشيد التي انضمت للإذاعة في أواسط السبعينات، وسلوى الجراح التي التحقت بها في أواخر السبعينات.
فؤاد عبدالرازق أحد وجوه الإذاعة البارزة كتب مقالاً قبل سنوات قليلة استعاد فيه ذكريات عمله فيها، مشيراً إلى أن أقرب محطات عمله في «بي بي سي» إلى قلبه، تلك التي اضطلع فيها بإعداد وتقديم برنامج «ذاكرة إذاعة» الذي أنتج منه 62 حلقة، ومما وصفه ب«الدرر» التي عثر عليها وهو يفتش في أرشيف الإذاعة، مقابلةٌ مع جمال عبدالناصر باللغة الإنجليزية في مطلع عام 1959، آثر تقديمها دون ترجمة صوتية مُصاحبة، تاركاً صوت وأداء عبدالناصر المُعبرين بلا رتوش.
وأشار كذلك إلى تسجيل للسيدة أم كلثوم وهي تخاطب المصريين من منبر الإذاعة قائلة «شعبي العظيم»، «وكأنها ملكة متوجة على عرش الفن»، وإلى حديث لعميد الأدب العربي، طه حسين، وهو يتحدث عن الصراع بين العقل والعاطفة، وعلى صوت الفنان يوسف وهبي، في حوار أدارته مديحة المدفعي، يتحدث فيه عن أول تجربة له في التمثيل عبر مسرحية «عطيل» لشكسبير.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yd8fan3a

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"