عادي
عقد ندوة تناقش الفرح في الشعر العربي

قصائد تشدو للحكمة والحياة في «بيت الشعر»

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين
الشاعر محمد البريكي يتوسط مبدعي الأمسية

الشارقة: «الخليج»

ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، نظّم «بيت الشعر» بدائرة الثقافة في الشارقة، مساء أمس الأول الثلاثاء، ندوة نقدية بعنوان الشعر والفرح، تناولت تجليات الفرح في القصيدة العربية عبر العصور، ومواسمه التي عطرت ديوان العرب، وشارك فيها كل من الشاعر يوسف أبو لوز، والإعلامي فواز الشعار، وقدمها د. هيثم الخواجة، الذي رحب بالحضور والمشاركين، وأثنى على جهود بيت الشعر والقائمين عليه في رفد الساحة الشعرية والثقافية بالنشاطات التي غدت مواقيت يضبط عليها الشعراء ومحبو الشعر نبضات قلوبهم. وصاحبت الندوة قراءات شعرية ماتعة للشعراء د. أحمد الحريشي من المغرب، ومحمد عمر فلاتة من السودان. وانعكس الصدى الجميل للأمسية حضورا امتلأت به ساحة البيت، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي. وحضر الشعر كموضوع أساسي لقصائد شعراء الأمسية، فطرحوا رؤاهم عن الشعر بالشعر، ووصفوا تجاربهم وعلاقتهم الجميلة الشائكة معه في أسلوب رائع ورائق، كما حضر حوار الذات مع نفسها وما حولها الذي طرح تساؤلات تأملية وفلسفية عميقة عبر القصيدة، وتنوعت المواضيع لتشمل الحب والوطن والغربة في قصائد شنفت الآذان، ولاقت الاستحسان الكبير من الحاضرين.

الشعر والفرح

افتتحت الأمسية بندوة الشعر والفرح، التي تناولت عدة محاور حول مفهوم الفرح في الشعر العربي تناولاً منهجياً علمياً يكشف جماليات حضوره، ويرصد مكوناته وأبعاده الدلالية في النصوص، واستحضر المشاركون نماذج من مختلف العصور، في دعوة إلى قراءة التراث الشعري العربي قراءة نقدية واعية تنقب عن الخبايا والخصائص الفنية واللغوية والأسلوبية للنص، للإفادة والإمتاع من الإرث اللغوي والجمالي.

تلت ذلك قراءات شعرية، افتتحها أحمد الحريشي بقصيدة «تساؤل» في ثوب تلاعب لفظي جميل، يؤنسن السنة ويحاول معرفة ما تخبئه في رأسها/ بدايتها، معلنا احتفاله بنفسه لا بها، وسيره إليها متخففاً من الأمنيات..يقول:

بنفسي سَأحتفلُ العامَ.. إنِّي

بِنَفْسِي سَأَحْفَلُ.. لا بالسَّنَةْ

سأمضي خَفِيفاً من الأمنياتِ

خَفيفاً.. إلى سَنَةٍ مُمْكِنةْ

أُعانقُ فيها الذي قد تَبَقَّى

مَنَ الرُّوح والأهلِ والأمكنةْ

ثم ارتجل الشعر والحياة مقاطع شعرية عذبة اللغة عميقة المعاني، تستلهم الحكمة والتأمل يقول:

أَنَا رَعْشٌ لِقَافِيَةٍ

كَأَنَّ نُزُولَهَا بَرْدُ

وَكَانَ لِبَرْدهَا وَقْدُ

كَأَنَّ حُضُورَهَا فَقْدُ

تُرَاوِدُنِي.. وَأَعْرِفُهَا..إِذَا مَا شَفَّهَا الْوَجْدُ...

تلاه محمد عمر فلاتة الذي أجرى الشعر نهراً يغسل عناء العابرين ضفافه، وتمتد يده ظلاً للغرباء، يقول:

الشّعرُ كالنّهرِ الوسيمِ.. فجُد به

للعابرين على امتدادِ عناءِ

في الشّعرِ يولدُ شاعرانِ عليهما

وقعُ انحناءٍ.. أو شموخُ إباءِ

الصبحُ أنتَ.. إذا تنفَّسَ حُلمَه

ويَدٌ.. تمدُّ الظلَّ للغرباءِ!

ثم أشرع نوافذ الأسئلة في قصيدة تشدو للحياة بحكمة من يرى النصف المملوء في الكوب، حاثاً ذاته على رؤية ما يحفها من نور وأمل، يقول:

لمَ تكتوي ظمأً.. وعمرُك غيمةٌ

تختالُ بين فتوّةٍ وشبابِ

أتجوعُ مثلَ النارِ، كيف.. وهذه

فأسُ الحياةِ وهمّةُ الحطَّابِ ؟!

النُّورُ حولكَ..والفراغُ مُسربلٌ

فلِمَ النزوحُ لبارقٍ.. وسرابِ ؟!

وفي الختام كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي المشاركين ومقدِّم الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc63dc3j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"