عادي

مولد سيد الخلق

21:52 مساء
قراءة دقيقتين
أحمد حلمي

أحمد حلمي سيف النصر

بعث الله نبيه بالهدى والنور، فهدى البرية وزكى البشرية، واطمأنت إليه القلوب وانشرحت به الصدور، بعثه رحمة للعالمين، وقدوة للأخيار والصالحين، بعثه ليتمم من الأخلاق مكارمها، ومن المكارم أجملها، فكان صلوات ربي وسلامه عليه إمامها وهاديها، فأقسم له ربه - جل وعلا- من فوق سبع سموات أنه قد حاز أفضلها وأشرفها وأعظمها فقال -جل وعلا- (وإنك لعلى خلق عظيم).

نعم.. كان عظيماً وإماماً في الأخلاق، كَمُلَ أدبُهُ مع ذي العزة والجلال، فزينه وكمله بأفضل الشمائل والخصال، فهو مع ربه أكمل الناس أدباً وأشدهم خشية له وخوفاً منه «إني أخشاكم لله وأتقاكم» قام في جوف الليل حتى تورمت قدماه من القيام وصام النهار فما مل ولا سَئم؛ بل واصل الصيام...كان دائم البِشْر طليق الوجه بالسرور، يقول جرير بن عبد الله ( ما لقيت النبي إلا تبسم في وجهي ).

كان براً بالعباد رحيماً، رحيماً في دعوته، رحيماً في توجيهه وحكمته رحيماً بالأمة حتى في صلاته وإمامته، كان يصلي في الفجر بالستين إلى المئة آية، فدخل ذات يوم يريد أن يطول فسمع بكاء صبي فقرأ ب «إنا أعطيناك الكوثر» فلما انفتل من صلاته قال (إني سمعت بكاء صبي فأشفقت على أمه) وكان يوصي الأئمة، ويقول: «إذا أمّ أحدكم بالناس فليخفف، فإن وراءه الضعيف والسقيم والشيخ الكبير وذا الحاجة..»

على منبره كان يُفصّلُ الشريعةَ والأحكام، ويأخذ بمجامع القلوب إلى طريق السلم والرحمة والسلام، فما كان يجرّح ولا يعنف ولا يُشهِّرُ ولا يكسر الخواطر، لم يكن جباراً ولا فظاً ولا سخاباً ولا لعاناً، كان يقول - عليه الصلاة والسلام –( ما بال أقوام، ما بال أقوام )

وما كان يُعرف من بين صحابته من تواضعه بأبي وأمي صلوات ربي وسلامه عليه، حتى كان القادم يقول: أيكم محمد؟ أيكم محمد.. ؟.

كان رحيماً بالأحياء والأموات، إذا جن الليل وأرخى سدوله، خرج إلى بقيع الغرقد يقف على قبور المؤمنين والمؤمنات، يسأل ربه بصالح الدعوات أن يُسبغ عليهم الرحمات، ولما توفيت المرأة السوداء التي كانت تَنظف المسجد قال: أوما أخبرتموني، فصلى عليها ودعا لها... وكان إذا دخل بيته ملك قلوب أزواجه بالعطف والإحسان والرحمة والحنان، فقد كان خير الأزواج وأبرهم وأفضلهم.

سيد الأنبياء وإمام الرحماء، كان يرحم الصغير والكبير ويعطف على الجميع، قال أنس بن مالك: ( ما لمست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله ولقد صحبت رسول الله عشر سنين، ما قال لي يوماً لم فعلت أو لم لم تفعل؟)

كان جواداً كريماً، يُعطي الشاة والبعير وما كان في بيته صاع من شعير و«ما سُئل - عليه الصلاة والسلام - شيئاً فقال: لا» يقول عنه تلميذه حبر الأمة وترجمان القرآن القبس والنبراس عبد الله بن عباس وعن أبيه (كان النبي أجودُ بالخير من الريح المرسلة).

على الرغم من حسن خلقه صلى الله عليه وسلم فإنه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه، ويتعوذ من سوء الأخلاق، وتسمعه عائشة رضي الله عنها يقول: (اللهم كما أحسنت خَلْقِي فأْحسِن خُلقي).

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dpxstad

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"