إذا نشبت حرب نووية

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين

إبراهيم مرعي

قبل الحرب الأوكرانية، عندما كان يُطرح سؤال: ماذا لو نشبت حرب نووية، إنما كان يطرح من قبيل التحليل والاستنتاج نظراً للمخاوف التي تستبد بالعالم بسبب وجود عدد هائل من الأسلحة النووية، ليس لدى الخمسة الكبار فقط (روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، والصين)، إنما لدى دول أخرى تحوز أسلحة نووية، ولا تخضع للتفتيش من جانب وكالة الطاقة الذرية، وهي الهند، باكستان، كوريا الشمالية وإسرائيل.

مع تطور الحرب بين روسيا وأكرانيا، ودخول أطراف أخرى فيها، تمتلك أسلحة نووية، ولجوء روسيا إلى التلويح باستخدامها إذا ما تعرض أمنها القومي للخطر، جراء التدخل الغربي لمصلحة أوكرانيا، تزايدت المخاوف من احتمال تطور الحرب الحالية إلى الأسوأ، أي الوصول إلى مرحلة انفلات العقال وتجاوز كل الخطوط الحمر.

ورغم اتفاق جميع الدول التي تمتلك أسلحة نووية بأن لا رابح من استخدامها، وأن الجميع خاسرون، ورغم إعلان هذه الدول مؤخراً أنها ليست في وارد اللجوء إلى الأسلحة النووية، إلا أن ذلك لا يشكل ضماناً بأن هذه الدول سوف تلتزم بأقوالها، عندما ترى أن وجودها بات على المحك.

«ساعة القيامة»، وهي ساعة رمزية تم استحداثها عام 1947 من قبل مجلس إدارة مجلة علماء الذرة التابعة لجامعة شيكاغو، تؤشر إلى دقيقتين قبل منتصف الليل، ما يعني قيام حرب نووية تفني البشرية، وذلك يعكس المخاوف الحقيقية من الوصول إلى هذه المرحلة.

للتذكير: تمتلك الولايات المتحدة 6976 رأساً نووياً، وروسيا 7300 رأس، وبريطانيا 215 رأساً، وفرنسا 300 رأس، والصين 270 رأساً، وباكستان 140 رأساً، والهند 130، وإسرائيل 80 رأساً، وكوريا الشمالية 20 رأساً.

وفي حال نشوب أي حرب نووية فلن يتم استخدام كل هذه الرؤوس خصوصاً الروسية والغربية، لأنه لن يكون بمقدورها ذلك، باعتبار أن استخدام العشرات منها يكفي لكارثة بشرية وفناء العديد من المدن.

في آخر دراسة نشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية رسم العلماء صورة قاتمة السواد عن الأضرار المتوقع حدوثها في حالة نشوب حرب نووية، وأشاروا إلى أن أعمدة الدخان الهائلة ستغير مناخ الكرة الأرضية لسنوات، وتدمر طبقة الأوزون مع آثارها المدمرة للإنسان والبيئة، جراء تبريد سطح الأرض عن طريق حجب أشعة الشمس وخلق «شتاء نووي»، وعلى مدى سنوات لاحقة قد تصل درجات الحرارة إلى مستويات كانت من سمات العصر الحجري.

وحتى لو وقعت حرب نووية إقليمية فذلك سيؤدي إلى خسارة نسبة 25 في المئة من حجم الأوزون، ويستغرق التعافي ما لا يقل عن 12 عاماً، وذلك سيؤدي إلى مجاعة حقيقية، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة «تقدم العلوم» (ساينس أدفانسيس)، بسبب قلة إنتاج المحاصيل الزراعية وإنتاجية المحيطات، عدا عن وفاة الملايين وتفشي أمراض السرطان والعمى بسبب الإشعاعات النووية.

.. هكذا سيكون حال العالم إذا ما لجأ المجانين إليه. والطريقة الوحيدة لتفاديها هي القضاء عليها والتخلص منها قبل أن تدق ساعة «يوم القيامة» عند منتصف الليل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3dd2t4

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"