الرقابة

00:57 صباحا
قراءة دقيقتين

الرقابة على المدارس نعول عليها لتشخيص واقع المؤسسات التعليمية واحتياجاتها ونقاط قوتها ومواضعها التي تحتاج فيها إلى تحسين؛ ومن المفترض أنها أداة للتغيير الإيجابي الذي ينقل المدارس من مستوى متميز إلى آخر أكثر تميزاً.
في الآونة الأخيرة تعددت وتنوعت المشاكل في بعض المدارس الخاصة، فتارة تأخذنا إلى خدمات لا تستحق الرسوم، وأخرى إلى تعليم بدون مستويات مقنعة، وثالثة إلى الاستغناء عن كفاءات والاستعانة بكوادر متواضعة منخفضة التكاليف.
والغريب أننا لم نصادف يوماً تفاوتاً في المخرجات، فالجميع ناجح والجميع متميز بخدمات أو بدون؛ وفي كثير من المواقف التي تجسد تجاوزات بعض المدارس الخاصة تعالت أصوات فئات الميدان أين الرقابة؟
السؤال هنا لا يعني عدم وجود الرقابة في مجتمع التعليم، ولكنه يبحث عن فاعلية دورها وتأثيرها في مدارس التجاوزات، إذ إن مهمتها ليست إرشادية أو تحفيزية أو تقييمية فحسب، بل لديها أيضاً حق المحاسبة والمعاقبة ولكن!
في السابق كانت المدارس تعد العدة وترفع درجة الاستعداد وتفرض حالة الاستنفار القصوى استعداداً لزيارات وتقييمات فرق الرقابة، على خلاف ما نراه اليوم، إذ أدركت كل مدرسة كيف ترتب أوراقها ومستنداتها وتهيئ نفسها لأيام الرقابة، وبعدها يعود الحال إلى ما كان عليه بعد انصراف الرقابة وتظل التجاوزات بلا زوال.
المشهد هنا يأخذنا إلى بعض المخاوف المتعلقة بتحديد مستويات الطلبة الحقيقية، لاسيما أن بعض المدارس تتعامل مع الأمر على أنه ترتيب أوراق، وهناك البعض الذي يستعين بشركات استشارية لتساعده في تجاوز اختبارات الرقابة، ومع الأسف نجحت مدارس كثيرة في هذا الاتجاه.
وهنا نتساءل إذا كانت فرق الرقابة معنية بزيارات المدارس وتقييم أدائها وتشخيص واقع الحال فيها؛ والمتابعة والإشراف على التغيير، وكتابة التقارير والتوصيات والملاحظات، فمن يشرف على تلك الفرق ومن يراقب الرقابة؟
أعتقد أن الرقابة على المدارس تختلف جملة وتفصيلاً، عن أجهزة الرقابة الأخرى، إذ إنها جزء أصيل في منظومة بناء الأجيال، وهنا تكمن حساسية دورها، ومع وجود الرقابة وارتفاع سقف تجاوزات المدارس الخاصة واستمرارها فهذا يعني أن هناك فجوة ينبغي أن تسد أو خللاً يجب أن يتم إصلاحه.
التطوير سمة التميز والتغير دلالة الجودة، فلا مانع من تحديث طرائق الرقابة وتطويرها، ولا توجد إشكالية في تجديد طرائق التقييم وآليات التطبيق، مادام ذلك ينعكس إيجابياً على جودة المخرجات ويضبط إيقاع عمل المدارس ويدحر التجاوزات التي نصطدم بها يومياً.
نحتاج إلى تطوير أدوات الرقابة والتقييم، لتواكب قدرة بعض المدارس على تزييف الواقع، وتلامس واقع الأنماط التعليمية المتنوعة في الميدان، والتقدم التكنولوجي في عملية التعليم والتعلم؛ ونوعية المخرجات التي نتطلع إليها، مع تشخيص واقعي وشفاف وحقيقي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddyknbx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"