عادي
جلسة أدبية في النادي الثقافي العربي

عبد المجيد: «الحرّيق» لإبراهيم المطولي عمل أدبي مكثف

22:25 مساء
قراءة دقيقتين
عمر عبد العزيز وإياد عبد المجيد وإبراهيم المطولي خلال الجلسة

الشارقة: «الخليج»

نظم النادي الثقافي العربي بالشارقة مساء الخميس الماضي، أمسية أدبية قدم فيها الناقد الدكتور إياد عبد المجيد قراءة في رواية «الحرّيق» للكاتب المصري إبراهيم المطولي، الفائزة بالمركز الأول في الدورة ال25 من جائزة الشارقة للإبداع العربي، الإصدار الأول 2021، وأدار الأمسية مصطفى الحفناوي، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي.

في مستهل الأمسية قال د. عبد العزيز: «إن ميزة جائزة الشارقة للإبداع العربي، أنها جائزة أدبية شاملة، تستهدف الشباب الذين لا يزالون في مستهل إبداعاتهم، فتنتقي عبر لجان تحكيمها، الأعمال المتميزة التي تستجيب لمعايير الإبداع، فترصد لها جوائز قيمة وتروّج لها من خلال المشاركة في المعارض العربية المختلفة، فهي تفتح أمام المبدعين باب الاعتراف الأدبي بهم وبأعمالهم».ونوّه الحفناوي بجهود النادي الثقافي في احتضان مختلف أوجه النشاط الثقافي العربي. وأشار إلى التجربة الإبداعية لإبراهيم المطولي من خلال «الحرّيق»، وأضاء على إصدارات المطولي الأدبية، حيث سبق وفاز بعدة جوائز داخل مصر وخارجها في مجال القصة القصيرة.

وأشار إلى طبيعة مسقط رأس المطولي التي تشتهر بوجود عدد كبير من مصانع الطوب الأحمر الحراري، حيث تدور أحداث روايته «الحرّيق» في هذا الإطار فبطلها الرئيسي نور، يعمل في أحد هذه المصانع البدائية لإنتاج الطوب الحراري، ووظيفته «حرّيق»، هي المهنة الأهم بين مهن العاملين بهذه الصناعة.

بدوره تناول د. إياد عبد المجيد الرواية واصفاً إياها ب«النوفيلا»، مؤكداً أنها رواية مكثفة مكتنزة الأسلوب تقطر بالدلالات والرموز، واستطاعت أن ترسم صورة وافية ودقيقة لعذابات القرية المصرية من خلال تتبع حياة شخصيات من قرية «بني صالح» يعملون في مصنع للطوب الحراري، ويواجهون خطر الاحتراق بناره الملتهبة؛ بل تنتهي حياة معظمهم بالاحتراق في فرن المصنع الملتهب، كما وقع للعم نور الذي هو «حرّيق» المصنع الذي يديره، ويراقب استواء الطوب، ويوزّع المهام على العمال، ويوجههم وينصحهم ويحنو عليهم، وفجأة يسقط في الفرن من غير أن يعرف أحد كيف سقط فيه وهو الخبير المتمكن من عمله.

وقال عبد المجيد إن الرواية تستعرض من خلال فصولها ال15 حياة الشخصيات وتربطها بشكل مباشر بحياة العم نور الذي هو الشخصية المركزية في الرواية، ويبرز السرد تنوع الشخصيات، وتنوع ميولها واهتماماتها، كما يبرز ارتباطها المأساوي بالمصنع وفرنه الملتهب، وارتباط القرية به، حيث يعمل كل رجالها تقريباً فيه، وحيث هو المؤسسة المركزية فيها، وحيث دخانه ونتانته تسيطر على أجواء القرية، وتكسو جدران بيوتها باللون الرمادي، وتسبب الأمراض الصدرية لكثير من أطفالها وأهلها.. إنها قرية تحترق منذ قرون، ولا تزال تحترق.

واستعرض الناقد الأحداث والشخصيات والزمان والمكان بالتفصيل الدقيق، مبيناً ثراء الرواية، وقدرة الكاتب على إظهار التنوع، فهو يرصد دور المرأة في الريف، وحضورها ربة بيت وعاملة، ونسمة براءة وجمال في الحياة القاسية لأولئك الرجال الذين يحترقون، كما يبرز حياة الأطفال وعمالتهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bd7xrnxs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"