هل تعبت من العمل؟

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

تجر نفسك إلى مقر العمل كل يوم بشق الأنفس، تجلس إلى مكتبك للبدء في إنجاز المهام المنوطة بك، بينما تكابد في سبيل استحضار الطاقة اللازمة. تبدأ العمل على المشروع المقرر لهذا الأسبوع لكنك تفتقد الحماسة والدافعية؛ بل تشعر فوق ذلك كله، بالاستنزاف الشديد كأنك شمعة تذوي بوتيرة غير قابلة للتوقف. إذن أنت تعاني على الأرجح «متلازمة الإرهاق في العمل»، حيث يختبر 77% من الموظفين حول العالم هذه التجربة في مرحلة ما من حياتهم المهنية.
تعتبر متلازمة الإرهاق ظاهرة مهنية ناتجة عن الإجهاد المزمن في مكان العمل، تتسم بشعور الموظف باستنفاد الطاقة، وانخفاض الكفاءة المهنية.
ويحدث الإرهاق نتيجة عوامل عدة، على رأسها ساعات العمل الطويلة، وأعباء المهام الشاقة، والأجواء التنافسية المفرطة.
من أسوأ الأشياء في الإرهاق أنه لا يختفي من تلقاء نفسه عادة، لهذا عليك التعامل معه مباشرة وعدم إهماله، من خلال إجراء محادثة صريحة مع مديرك. إذا ظهرت عليك أعراض الإرهاق، فكن صادقاً مع رئيسك في العمل، بدلاً من تحمل الوضع ودفع نفسك إلى الحافة.
كخطوة أولى، عليك أن تشخّص حالتك، لتعرف ما إذا كنت مرهقاً بالفعل، وما الأسباب الكامنة وراء ذلك. هل تعمل لساعات طويلة مثلاً؟ أم لديك علاقات مهنية تسبب لك التوتر؟ أو هناك شيء ما يعيق إنتاجيتك؟
بعد أن تحدد الأسباب، حاول التواصل مع زميل تثق به، فقد يتمكن من مساعدتك في حل المشكلة دون حاجة إلى مصارحة مديرك.
يمكنك أيضاً القيام بما يسمى بالعصف الذهني. حدد شيئين أو أكثر تحتاج إليهما للتغلب على الإرهاق، وحاول التفكير في بعض الحلول الممكنة لتخفيف عبء العمل، وتحقيق التوازن بين حياتك الشخصية والوظيفية.
بعد اتخاذ كل الإجراءات السابقة، ربما تشعر أنك بحاجة إلى مخاطبة المدير. فكن صريحاً في ما يتعلق بحقيقة الإرهاق الذي تعانيه، وأعلمه بالأعراض التي تشعر بها، مع تسليط الضوء على بعض الأشياء التي حددتها مسبقاً كحلول لمشكلتك، وعدم التردد في طلب مزايا مثل إجازة في حال شعرت بحاجتك إليها.
كأسوأ سيناريو محتمل، قد تخبر رئيسك في العمل بما تكابده دون أن يبدي أي اهتمام أو مساعدة. عندها لا تستسلم؛ بل دافع عن نفسك من خلال تقديم مزيد من الأفكار بخصوص قائمة مهامك المزدحمة، أو المطالبة بإجازة قصيرة حتى لو لم تكن مدفوعة الأجر. المهم ألا تقف مكتوف الأيدي إزاء حالة الإرهاق التي تمر بها، حتى لا تستنزف طاقتك كلياً، ويستمر عطاؤك المهني.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2j9h78tz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"