عادي
يؤثر في أداء الأنشطة اليومية

التهابات المفاصل.. خلل في الجهاز المناعي

23:19 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تستهدف التهابات المفاصل جميع المراحل العمرية ومنها الأطفال واليافعين أيضاً، وترافقها مجموعة من الآلام المزعجة كالتيبس والتورم ودفء المنطقة المصابة، وينجم عنها أضرار في الغضاريف والعظام وتزداد فرصة حدوث المرض لدى أصحاب الوزن الزائد ومن يعانون المشكلات المزمنة، وتنشأ الإصابة عن التهاب الغشاء الزلالي المسؤول عن ربط المفاصل ببعضها بعضا، ويتم تحديد الخيار المناسب للعلاج بحسب نوع الالتهاب، وشدة الحالة وتقدمها الزمني.

يقول د. أحمد أبو جمال، استشاري أمراض الروماتيزم. يبدأ الغضروف الموجود داخل المفصل في الانهيار ويحدث تغيير في العظم، ويطلق على هذه الحالة مرض التهاب المفاصل التنكسي أو الفصال العظمي، وتُعد من أهم المشكلات التي تصيب المفاصل عند الإنسان، وله العديد من المسميات الشائعة، مثل: الفصال العظمي، خشونة المفاصل، احتكاك المفاصل، التآكل العظمي المفصلي، ويعتبر العامل الرئيسي للإصابة هو العمر، فهو يصيب غالباً الأشخاص فوق سن 65، وتكون نادرة تحت سن 40 عاماً، ويستهدف على الأغلب اليدين والوركين والعمود الفقري والركبتين.

1
د.أحمد أبو جمال

ويضيف: أدرجت منظمة الصحة العالمية التهاب المفاصل التنكسي ضمن أكثر 10 أمراض تؤدي إلى الإعاقة في البلدان المتقدمة، ويقيد حركة 80% من المصابين، ولا يتمكن 25٪ من المرضى من أداء الأنشطة اليومية الرئيسية في الحياة.

ويعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي هو العمل البدني الشاق.

ويوضح أبو جمال أن العلاج بالخلايا الجذعية (التجديدي) من الأنواع الواعدة في مكافحة التهاب المفاصل التنكسي، ويتم من خلال حقن البلازما المستخرجة من المريض، ثم عزلها عن الدم وتركيزها، وإعادة حقنه بها في المفاصل، حيث تحتوي البلازما في الدم على بروتينات خاصة تساعد على تجلط الدم بالإضافة إلى بروتينات لتعزيز نمو الخلايا وشفائها، ويمكن إعطاء هذه الحقن بإرشادات الموجات فوق الصوتية لضمان الحصول على دقة أفضل، ويمكن إدارة التهاب المفاصل التنكسي من خلال أسلوب حياة صحي مع ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام واتباع نظام غذائي مفيد، والتأكد من أخذ قسط كاف من النوم، حيث أثبتت أن النمط الصحي يحافظ على قوة الجسم لفترة أطول.

اضطراب التهابي

تشير د.هميرا بادشا، استشارية أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل الروماتويدي إلى أنه اضطراب التهابي مزمن وأحد أمراض المناعة الذاتية، ويستهدف على الأكثر النساء حيث تزيد احتمالية إصابتهن به بثلاث مرات تقريباً عن الرجال، وتحدث الإصابة في أكثر سنوات العمر إنتاجية، أي بين سن 20-40 سنة، ويؤثر المرض عادةً في بطانة المفاصل والمناطق الصغيرة في اليدين والقدمين، ويرافقه فقدان الوزن المفاجئ، التعب والإرهاق، وتورم مؤلم وتصلب يؤدي في النهاية إلى تآكل العظام وتشوه المفاصل.

1
د.هميرا بادشا

وتشير الدراسات إلى أن نوعاً واحداً من التهاب المفاصل يصيب 20٪ من السكان على مستوى العالم، وينتشر على الأغلب بين العائلات، ما يشير إلى وجود رابط جيني وراثي يتناقل عبر الأجيال، ويتم التشخيص من خلال الفحص السريري ومراجعة مدى توافقها مع علامات المرض، واستخدام التقنيات الحديثة والمبتكرة، والموجات فوق الصوتية.

تحذر بادشا من عدم علاج التهاب المفاصل الروماتويدي إلى هشاشة العظام ويسبب متلازمة النفق الرسغي، ومشاكل في القلب وأمراض الرئة، وأفادت منظمة الصحة العالمية أن 50٪ من المصابين يصبحون غير قادرين على أداء الأنشطة اليومية بسبب الطبيعة المعوقة للمرض في غضون 10 سنوات من الإصابة به وظهور الأعراض.

وننصح المريض بتجنب الأطعمة الزيتية والمعالجة أو الغنية بالمواد الحافظة والسكر أو المُحلَّيات الصناعية أو الألوان، والحصول على كمية كافية من الكالسيوم والتأكد من التعرض لأشعة الشمس الغنية بفيتامين (د)، والاهتمام بالتمارين الرياضية، وفقاً للإرشادات الحديثة الصادرة عن الرابطة الأوروبية لمكافحة الروماتيزم.

إصابة الأطفال

توضح الدكتورة غيثا حارفي، استشارية أمراض الروماتيزم، التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب ( التهاب المفاصل اليفعي) يُصنف ضمن أمراض المناعة الذاتية، ويصيب 1 من كل 1000 طفل، وينجم عن حدوث خلل في الجهاز المناعي، ما يجعله يبدأ في مهاجمة الجسم، ويجد صعوبة في معرفة الفرق بين الأنسجة السليمة والجراثيم أو الكائنات الحية الخارجية، وهناك عدة أنواع لهذا المرض ومنها، التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب الجهازي، والتهاب المفاصل القليلة، والتهاب المفاصل المتعدد دون وجود مسبب رثياني، والتهاب المفاصل الصدفي، وغيرها.

1
د.غيثا حارفي

تلفت د.حارفي إلى بعض المؤشرات التي تفيد في اكتشاف الإصابة بالتهاب المفاصل اليفعي عند الأطفال في وقت مبكر وخاصة من لديهم تاريخ عائلي بهذا المرض، ويتم ذلك عن طريق ملاحظة بعض الدلالات الآتية:-

- إذا اشتكى الطفل من ألم أو تورم أو تصلب المفاصل في الصباح المبكر أو أعراض أخرى.

- عندما يتوقف الصغار سناً فجأة عن أداء المهارات الحركية التي تعلموها مؤخراً ولا يتمكنون من القيام بها.

- الحمى الشديدة التي تزداد غالباً في المساء ثم تنخفض فجأة وتعود درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها.

- ظهور طفح جلدي محمر يصاحبه ارتفاع درجة الحرارة ويختفي بسرعة بعدها.

- العرج.

توضح د.حارفي أن التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب ليس مرضاً خلقياً، وبالتالي لا يمكن اكتشافه عند الولادة، وعلى الرغم من أن الاستعداد الجيني يلعب دوراً مهماً في الإصابة بالمرض، إلا أنه حالة مكتسبة تحدث عندما يتوقف جهاز المناعة عن العمل بشكل صحيح ويبدأ بإنتاج الأجسام المضادة لمهاجمة الجسم نفسه، ولذلك تجب مراقبة الصغار ممن لديهم جينات وراثية بالمرض، ويساعد مراجعة الطبيب المختص وإجراء الفحص الكامل في تحديد تورم المفاصل ومشاكل العين والطفح الجلدي والقلب وأي تغيرات في الرئة، وكذلك اختبارات الدم، وعمل الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية، في التشخيص المبكر وتطبيق العلاج المناسب.

وتشير حارفي إلى أن خيارات علاج التهاب المفاصل اليفعي لدى الأطفال تتم عن طريق إعطاء مضادات الالتهاب الستيرويدية وغير الستيرويدية بأشكال مختلفة مثل الحقن أو المراهم الموضعية أو الحبوب، مع مراعاة الحد من استخدامها على المدى الطويل حتى لا تُغير في نمو الطفل، هناك أيضاً علاجات مغيّرة لمسار المرض كالأدوية المثبطة للمناعة، والأدوية البيولوجية التي تعالج حالات التهاب المفاصل الشديدة عند الأطفال.

النقرس.. أسباب وعلاج

النقرس هو اضطراب يتسبب بالتهاب في المفاصل نتيجة تراكم بلورات التبول أحادي الصوديوم أو حمض اليوريك، ويحدث نتيجة عدة أسباب من بينها فرط إنتاج حمض اليوريك، والعوامل الوراثية، وتناول المأكولات الغنية بالبورينات كاللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، مثل السردين والمحار و«التونا»، وسمك الأنشوقة، وبلح البحر، إضافة إلى الإفراط في شرب العصائر المحلاة بسكر الفاكهة (الفركتوز) والكحول، وفقاً للدكتورة ميسون أبو النعاج أخصائية الطب الباطني.

وتشمل الأعراض المصاحبة، الالتهاب المفاجئ للأصبع الكبير في القدم، ما يؤدي إلى احمرار وتورم، وآلام يمكن أن تستمر لأيام وأسابيع في بعض الحالات، كما يؤدي تراكم حمض اليوريك إلى تشكّل نتوءات تحت الجلد، بالقرب من المفاصل المصابة. ومع تطور المرض يعاني المصاب بعض المضاعفات، كالتهاب المفاصل التنكسي، وتشكّل حصوات اليوريت، والقصور الكلوي.

ميسون أبوالنعاج
ميسون أبوالنعاج

وتذكر أبو النعاج أن فرص الإصابة بداء النقرس تزيد لدى الذين لديهم تاريخ عائلي من نفس المرض، ومن يعانون مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات القلب والكلى، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وانخفاض البروتين الدهني عالي الكثافة، والذين يتناولون مدرّات البول على المدى الطويل، ومرضى اللوكيميا، ومن يخضعون لعلاج كيماوي، وأصحاب الأوزان المفرطة.

وتشير أبو النعاج إلى أن تراكم بلورات الكريستال لا يترافق مع أعراض، ولكن مع نوبات الألم والتهاب المفاصل المتكرر، تترسب البلورات في الأنسجة الطرية، ويمكن أن تؤدي في حال عدم علاجها إلى تيبس المفصل أو تدميره أو تقييد حركته، وربما إلى تلف الكلى.

وتوصي بالحذر عند استخدام أدوية الصحة العامة، وكذلك إجراء تغييرات في النظام الغذائي وأسلوب الحياة، وإنقاص الوزن الزائد، والإقلاع عن التدخين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ms4tuvh5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"