عادي
في ظل تطورات سوق العمل ومتطلبات رواد الأعمال

الجامعات مسؤولة عن التعليم وتمكين خريجيها من الوظائف

00:34 صباحا
قراءة 3 دقائق
راجيندر شارما

دبي-محمد إبراهيم:

أكدت دراسات وتقارير دولية حديثة، أهمية إعادة تشكيل المهارات والتعلم مدى الحياة لمواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلي، على أن تركز الجامعات والمتخصصون والخبراء على التدريب المستدام، وتوفير الفرص بمنصات التعلم عبر الإنترنت وورش العمل داخلياً وخارجياً، لاسيما أن المهارات التي يكتسبها الخريجون تفقد نصف قيمتها كل 5 سنوات، وهنا الجامعات مسؤولة عن التعليم وتمكين خريجيها في سوق الوظائف المتجددة.

وفي مداخلة هاتفية مع «الخليج» أكد الخبير راجيندر كومار شارما، رئيس برنامج الالتحاق (البرامج التأسيسية) في جامعة هيريوت وات بدبي، أن متطلبات سوق العمل الراهن والمستقبلي وضعت الجامعات في تحدٍّ حقيقي لإعداد المخرجات وفق مهارات متنوعة ومتغيرة ومرنة قابلة للتطوير؛ إذ إن أكثر ما يبحث عنه سوق العمل حالياً، يكمن في المهارات التقنية والتكنولوجية لمواكبة التحول الرقمي.

وقال، إنه سيكون هناك دافع مستمر نحو المهن ذات المهارات العالية ومجالات العلوم والبحوث والهندسة والتكنولوجيا، التي من المتوقع أن تنمو أسرع مرتين من المهن الأخرى، فضلاً عن المهارات الشخصية التي تضم التفكير الناقد وحل المشكلات، وهناك بعض المهارات الشخصية الأخرى مثل المرونة والتسامح ومهارات الاتصال الجيدة والمرونة، التي تزداد أهمية في المستقبل، وتلعب دوراً كبيراً في تحديد نجاح الكوادر المختلفة.

التعلم التجريبي

وأفاد بأن الجامعات تبنت منذ العقد الماضي، نموذج التعلم التجريبي، القائم على الجانب التطبيقي ليتيح للطلاب فرصة تطبيق المهارات التي اكتسبوها في الفصل الدراسي في بيئة عملية وحقيقية، ويمكن تطبيق هذا النموذج من خلال البرامج والأنشطة الجامعية الداخلية والتدريب الداخلي.

وأشار إلى أن البرامج التأسيسية في جامعة هيريوت وات، تتعاطي مع الخبرات العملية كجزء أساسي من برامجها التعليمية ومناهجها؛ إذ يستطيع طلاب التصميم في البرنامج التعاون في تطوير علامة تجارية كبيرة، لتمكين المتعلمين من ممارسة مهاراتهم التقنية وتحويل أفكارهم الإبداعية إلى واقع ملموس، ويركز هذا الاتجاه على تعزيز ثقة الطلاب، وتمكينهم من تحقيق العمق في مجالاتهم، وتطبيق ما يتعلمونه ورصد نتائجه بأنفسهم، وهذا ما يحتاج إليه سوق العمل الراهن «أفكار نوعية قابلة للتطبيق ولها نتائج ملموسة».

مهام جديدة

وفي إجابته عن سؤال متعلق بدور الجامعات في تعزيز مكانة مخرجاتها لدى رواد الأعمال في سوق العمل، أكد أن هذا الاتجاه فرض على الجامعات مهامّ جديدة لم تقتصر على التعليم فحسب، بل التعليم وتمكين المخرجات من وظائف سوق العمل الأكثر طلباً، لذلك ينبغي للجامعات أن تعزّز علاقاتها مع رواد الأعمال من خلال الشراكات الفاعلة الممنهجة التي تبدأ بالتدريب والتأهيل على أن تكون مشمولة بتقارير وملاحظات نقاط القوة ومكامن الضعف والمعالجات.

وأشار إلى أهمية الفعاليات والمؤتمر والمنتديات التي تجمع الجامعات ورواد الأعمال؛ إذ يشكل هذا المسار أهمية قصوى تضبط الجامعات من خلاله نوعية المخرجات بحسب احتياجات الرواد وسوق العمل من آنٍ لآخر، من خلال تبادل المعرفة بين رواد الصناعة وقادة الأعمال الشركات والجامعات، والأهم تمكين الطلاب من تكوين روابط مباشرة مع متغيرات سوق العمل.

مهارات قابلة للنقل

وفي وقفته مع مصطلح «المهارات القابلة للنقل» وضرورة التركيز عليها في الوقت الراهن في الجامعات، قال إن المهارات القابلة للتحويل تعدّ الدلالة الحقيقية على قدرة الخريجين على التكيف، وهذا مطلب أساسيّ في الوقت الحالي لدى رواد الأعمال؛ إذ يستطيع أصحاب تلك المهارات من إنجاز مهام متعددة والقيام بأدوار مختلفة عند الحاجة، فضلاً عن مرونة المهارات التي ينبغي أن يتعلمها الطلبة خلال تعليمهم الجامعي لتمكينهم من التطوير الشمولي في حياتهم الوظيفية، ويعتبر رواد الأعمال تلك المهارة قمة مضافة ومتجددة لدى الشباب الملتحقين بسوق العمل حديثاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mbfb99k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"