عادي
دبي لديها أهداف واضحة لتسريع الاستثمارات في البنية التحتية

مدير «ميتا» لـ «الخليج»: الإمارات تمتلك إمكانات هائلة لعالم «الميتافيرس»

20:36 مساء
قراءة 6 دقائق
فارس عقاد

دبي: حمدي سعد

أكدت شركة «ميتا» الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا أن دولة الإمارات تمتلك إمكانات هائلة لبناء عالم «الميتافيرس»؛ لما تتسم به الدولة من تنوع وابتكار، فيما ينصب تركيز الشركة الأكبر حالياً على التعاون مع الشركات والأكاديميين وصُناع القرار، لضمان وجود عالم «الميتافيرس» بصورة آمنة وشاملة.

وقال فارس عقاد، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ميتا ل«الخليج»، عن طموح دولة الإمارات ودبي للاستفادة من عالم «الميتافيرس»: إن دولة الإمارات لديها طموح تقني كبير، وإذا نظرنا إلى نموذج دبي، فهناك بالفعل استراتيجية وأهداف واضحة لتسريع تبني الابتكار والتكنولوجيا والاستثمار في البنية التحتية للميتافيرس، بما يُظهر استعداد دبي للاستفادة من هذه الفُرص الهائلة والتي ستفيد المنطقة بأكملها.

وأضاف، لا يمكننا أن نتوقّع بشكل مسبق الدور المهم الذي قد يلعبه عالم «الميتافيرس» في الاقتصاد العالمي، تماماً كما لم نتوقّع في السابق القيمة الكبيرة التي أضافها الإنترنت إلى حياتنا. ومع ذلك، لا شكّ في أن «الميتافيرس» يترافق مع إمكانات هائلة.

الشركة تعمل مع الحكومة والقطاع الخاص لوضع خطط العمل

عن مدى التعاون بين «ميتا» وحكومة الإمارات قال عقاد: نظّمنا مؤخراً في الإمارات، وكجزء من صندوق «الواقع الممتد» للبرامج والأبحاث، أول «هاكاثون» Spark AR عالمي في المنطقة وشمال إفريقيا، بالتعاون مع مقر المبرمجين ومتحف المستقبل في دبي؛ لتشجيع تطوير مهارات الواقع الافتراضي الموسّع، التي تشمل التعامل مع أدوات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وخلال «ملتقى دبي للميتافيرس الذي انعقد مؤخراً، تم تقديم «ميتا» كأحد شركاء مشروع مبادرة «نوابغ العرب»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للبحث عن المواهب المحلية ودعمها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وقال لدى «ميتا» دافع كبير لدعم وتعزيز مثل هذه المبادرات التي ترسم رؤية حول كيفية تشكيل العوالم الرقمية للصناعات الناشئة وتحويل الاقتصاد، وكيف سيُسهم جيل المستقبل في ذلك. يعدّ فهم الفروق الدقيقة والاحتياجات المحلية أمراً بالغ الأهمية، لذا تتطلع الشركة إلى آفاق تطوير عالم «الميتافيرس»، من خلال الشراكات مع هذه الكيانات.

تعاون كامل مع حكومة الإمارات لتأهيل الكفاءات المحلية

وحول الجهود التي تبذلها «ميتا» لتمكين المواهب المحلية قال عقاد: تحتفي الشركة بالمواهب المحلية التي تظهر عبر جميع منصاتها وعلى سبيل المثال في حملة «مبدعو الغد»، اختارت «ميتا» 12 من المبدعين في المنطقة وشمال إفريقيا. كان لدينا مدونون من الإمارات والسعودية ومصر ولبنان والكويت ومن دول أخرى ممن نجحوا بتحويل شغفهم إلى مهنة، والمساهمة في المجتمع الإبداعي على المستوى العالمي.

ومن خلال حملات مثل «مبدعو الغد» و«هاكاثون Spark AR» العالمي الذي تم إطلاقه لأول مرة في في دبي، نأمل في تشكيل ملتقى مميز للمبدعين والمطورين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والارتقاء بالمواهب المحلية لتصبح عالمية.

ويمثل مبتكرو المحتوى الرقمي الناشئون في المنطقة وشمال إفريقيا مجموعة متنوّعة وغنية بالمواهب التي ستكون الطريق الأسرع للوصول إلى مليارات المستخدمين الجدد لشبكة الإنترنت.

وعلى المستوى العالمي، أطلقت الشركة صندوق «الواقع الافتراضي الموسّع» للبرامج والأبحاث، وهو استثمار لمدة عامين بقيمة 50 مليون دولار في البرامج العالمية والبحوث الخارجية، التي تهدف إلى تطوير عالم «الميتافيرس» بمسؤولية عالية.

وتستثمر «ميتا» كذلك من خلال مبادراتها المرتبطة بالتعلّم التفاعلي (Meta Immersive Learning) مبلغاً قدره 150 مليون دولار؛ للمساعدة في تطوير الجيل الجديد من مبتكري المحتوى الخاص بالميتافيرس، وتمويل التجارب التفاعلية التي تُسهم في تغيير طرق التعلّم، وتعزيز فرص الحصول على التعليم من خلال التكنولوجيا.

وضع نظام تشريعي وحوكمة ل«الميتافيرس» مسؤولية مشتركة

وحول الفوائد الاستثمارية والقطاعات المستفيدة المتوقعة من «الميتافيرس» قال عقاد: أشارت نتائج تقرير أعدته شركة الاستشارات الاقتصادية المستقلة «أناليسيز جروب» لصالح «ميتا» إلى أنّ قيمة الاقتصاد القائم على «الميتافيرس» قد تتخطّى 3 تريليونات دولار على مستوى العالم، مع قيمة تقدّر بنحو 360 مليار دولار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا فقط خلال العقد المقبل.

وتابع: سيكون «الميتافيرس» بمثابة عالم جديد غنيّ بفرص العمل، ولن يشمل الاقتصاد القائم على «الميتافيرس» القطاعات الداعمة للبنيته التحتية الضرورية، «الأجهزة والبرمجيات وأنظمة الدفع ومزوّدي خدمات الإنترنت» فحسب، بل سيضمّ أيضاً قطاعات مثل التجارة الإلكترونية والتعليم والألعاب الإلكترونية والكثير غيرها، والتي ستوفر السلع والخدمات ذات الصلة بعالم «الميتافيرس».

وعلى الرغم من أنها تبدو كأنها رؤية بعيدة، إلا أننا قادرون على رؤية الأمل الذي يمكننا تحقيقه من عالم «الميتافيرس» اليوم.

وعلى سبيل المثال، تتيح «Horizon Workrooms» للأشخاص التعاون في المساحات الرقمية، مما يتيح لك رؤية الأشخاص من حولك والتفاعل معهم واستخدام الصوت المكاني لسماع الأحاديث الهادئة أو الانقطاعات.

الاستثمار في الأبحاث لتوفير سماعات الرأس والتجارب المرتبطة بالواقع الافتراضي

وبالإشارة إلى تصورات «ميتا» للتشريعات واللوائح التي ينبغي توفيرها لحماية الجهات الحكومية والشركات الخاصة والملكية الفكرية والإبداعية وخصوصية البيانات، وذلك للحد من الجرائم أو المشاكل التي تحدث عادة بسبب الأنظمة المتطورة أوضح عقاد بالقول: تكمُن رؤية الشركة في وصول مليار شخص إلى عالم «الميتافيرس» كجزء من حياتهم اليومية في غضون 10 سنوات، وهذا يعتمد على قدرتهم للسيطرة على تجاربهم والشعور بالاطمئنان والأمان.

ويمكن أن نعتبر ذلك بمثابة وضع نظام واضح لحوكمة «الميتافيرس». ولا يجب أن تقوم شركات التكنولوجيا المبتكرة مثل «ميتا» برسم معالمه وحدَها، بل يجب وضع مثل هذا النظام من خلال التعاون المشترك والصريح بين القطاع الخاص والجهات التشريعية والمجتمع المدني والجهات الأكاديمية والأفراد الذين سيستخدمون هذه التقنيات.

وقال: نتوقّع أن تبدأ الكثير من المناقشات حول هذا الموضوع في الأشهر والسنوات المقبلة، نظراً إلى أهميته في تطوير عالم «الميتافيرس» بنجاح، وبالإضافة إلى النقاش حول كيفية حوكمة «الميتافيرس» وضبطه بشكل عام، يوجد الكثير من الأسئلة الأخرى حول الجهة التي ستقوم بإعداد «الميتافيرس» وتوقيت ذلك. باختصار، لن تقوم جهة واحدة فقط بإعداد «الميتافيرس» وتطويره، بل إنه سيرى النور على أيدي الكثيرين من الأفراد ومبتكري ومطوّري المحتوى على اختلاف أنواعه والشركات والكثير غيرهم.

وبالنسبة للمفاهيم والمتغيرات التي سيُسهم في تغيرها عالم «الميتافيرس» على مستوى الاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات أشار عقاد إلى أنه وخلال السنوات ال 10 المقبلة، نأمل أن يوظف «الميتافيرس» مئات المليارات من الدولارات من التجارة الرقمية حول العالم، ويغير طريقة عملنا ويدعم توظيف ملايين المبدعين والمطورين.

وتقوم الشركات والمبدعون والمطورون بتجربة بعض ميزات الواقع الافتراضي والواقع المعزز عبر تطبيقاتنا، والتي ستكون جزءاً كبيراً من عالم «الميتافيرس».

ولا تقتصر فرص الأنشطة التجارية على التواصل مع العملاء فحسب، بل ستساعدك أيضاً في إنجاز العمل، وسيمكن هذا العالم الموظفين من الشعور بالحضور الحقيقي والإنتاجية والاتصال، بغض النظر عن مكان وجودهم الفعلي.

والفوائد هائلة متوقعة للمجتمع، وخاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية، بدءاً من مساعدة طلاب الطب على ممارسة التقنيات الجراحية، وحتى تقديم الحصص المدرسية بطرق جديدة ومثيرة.

كيف يعمل «الميتافيرس»؟

وبالنسبة للتساؤل الكبير حول كيفية عمل عالم «الميتافيرس» أوضح عقاد أن التطور خلال السنوات الماضية أدى إلى تغيير جذري في طريقة التواصل والتعلم والعمل والتسوق وعلى مدى العقود القليلة الماضية، أزالت التكنولوجيا الحواجز أمام الاتصال والتعبير، لقد أضفى الطابع الديمقراطي على قدرتنا على التواصل مع بعضنا، في أي مكان وأي وقت، وأصبحت المسافة والتكلفة أقل فأقل من العوائق.

ويشكل «الميتافيرس» المرحلة التالية من عالم الإنترنت. نحن في مراحل مبكرة جداً من تطوير هذا العالم. في التسعينات مثلاً، كان من الصعب أن نتصور ما ستصبح عليه الإنترنت التي نعرفها حالياً. كذلك الأمر مع عالم «الميتافيرس»؛ حيث يصعب علينا تصور وفهم ما سيكون عليه الحال تماماً بعد 10 سنوات من الآن.

وستأخذ المنصات والتجارب التي تشكل عالم «الميتافيرس» ما نحبه في الإنترنت اليوم، مثل الاتصالات والتجارب التي يكون تحقيقها مستحيلاً في العالم المادي، وتجعلها أفضل.

وسيكون عالم «الميتافيرس» في كل مكان حولنا، وستكون قادراً على التحكم بكل شيء من خلال مجموعة متنوعة من التطبيقات والأجهزة المختلفة وبدلاً من تصفح الإنترنت (من خلال الشاشة كما نفعل الآن)، ستنتقل لتصفحه من الداخل.

يصعب تصور وفهم ما سيكون عليه «الميتافيرس» بعد 10 سنوات

ورداً على الموعد المتوقع الذي ستوفر فيه الشركة أجهزتها لتمكين اعتماد عالم «الميتافيرس» في الإمارات قال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «ميتا»: ما زلنا في بداية هذه الرحلة، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل على البنية التحتية والتكنولوجيا حتى تتحقق رؤيتنا ل«الميتافيرس» بالكامل. يشمل ذلك تسهيل الوصول إلى الإنترنت السريع والأجهزة والتجارب اللازمة.

ونستثمر في وصول المزيد من الأشخاص إلى الإنترنت السريع، ودعم البرامج والأبحاث التي تمكّن المزيد من الأشخاص من الوصول إلى «الميتافيرس»، بالإضافة إلى توفير سماعات الرأس والتجارب المرتبطة بالواقع الافتراضي للمزيد من الأشخاص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddk8z66

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"