أيام الشارقة الثقافية

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

الأسبوع المنصرم كان أسبوعاً استثنائياً حافلاً؛ حيث شاركتُ في فعاليات أيام الشارقة الأدبية في البرتغال والتي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع جامعة كويمبرا البرتغالية، وكانت من 2-إلى 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شهدت الأيام فعاليات مشتركة قدّمها الجانبان، شارك فيها من الإمارات د. أمحمد مستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والناقدة الدكتورة مريم الهاشمي، والباحث الروائي المسرحي سعيد الحنكي، والإعلامي الكاتب غيث الحوسني صاحب مبادرة موزاييك الثقافية، ومن البرتغال العديد من الباحثين المميزين، تناول المحاضرون العديد من المواضيع ذات الاهتمام والارتباط المشترك بين التاريخ والثقافة العربية الإماراتية والثقافة البرتغالية.
كانت الفعاليات ذات بُعد اجتماعي ثقافي تاريخي، وعبّرت عن بعد إنساني كبير مشترك تقرّبه الثقافة بشكل كبير، وأحسنت الشارقة من خلال هيئة الشارقة للكتاب إقامة مثل هذه الأيام في العديد من مدن العالم؛ كونها تعرّف العالم بما لدينا من وعي، وثقافة بمختلف مكنوناتها، تترجم الفكر الإنساني الخلاق الذي أرساه صاحب السمو الوالد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وشيخ الثقافة الذي لا يألو جهداً في تقديم الثقافة بكل أشكالها وعلى كافة الصعُد وينقلها إلى الأجواء العالمية بكل اقتدار.
خلال أيام الشارقة الأدبية كذلك تمّ عرض فيلم خورفكان الذي يبين بسالة الإنسان الإماراتي في الذود عن أرضه، والدفاع عنها بكافة الطرق، خصوصاً أنه يروي قصة دفاع الأهالي عن بلادهم أمام الغزو البرتغالي، وكذلك طرْح الأجزاء الجاهزة من المعجم التاريخي للغة العربية وإهداؤها للجامعة، وأنقل هنا لصاحب السمو شيخ الثقافة وعضيدها طلب أحد الباحثين الأكاديميين في جامعة كويمبرا، والتي تعد إحدى أقدم الجامعات في أوروبا وأعرقها، الدعم في تأسيس قسم للدراسات العربية الإسلامية بالجامعة، يعنى بدراسة وترجمة الإبداع العربي بكل أشكاله، ويؤسس لباحثين متخصصين في الأدب العربي يتقنون اللغة العربية، ويعرفون خصوصيتها وآدابها.
أيام الشارقة الأدبية فكرة خلاقة تقربنا من الآخر في كل مكان، وتعرّف بالإمارات بشكل حقيقي، وتعطي صورة صادقة بعيداً عن الصور التشويهية التي ينقلها الإعلام الغربي، وتُسهم كذلك بشكل كبير كقوة ناعمة تؤسس لعلاقة أكثر وعياً وتفهماً وتقارباً خصوصاً من أصحاب الفكر والثقافة، ومع جهات ذات تأثير كبير في مجتمعاتها.
شكراً سيدي شيخ الثقافة.. شكراً هيئة الشارقة للكتاب، شكراً لجميع من شارك ونظم وكان هناك معنا وبيننا وساهم في إعطاء فكرة صادقة عن الإمارات وشعبها وثقافتها ووعيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/46n5fvps

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"