عادي

22 رحلة حول العالم في «أوبر»

00:23 صباحا
قراءة 3 دقائق
18

القاهرة: «الخليج»

منذ بدايات عام 2017 حتى أوائل 2020 عندما بدأت جائحة كورونا، كان عمله يحتم عليه السفر في بعض الأحيان ثلاث مرات شهرياً، كانت الرحلات تتنوع ما بين رحلات داخلية في الولايات المتحدة الأمريكية أو رحلات دولية لأماكن مختلفة من العالم، خلال تلك الفترة كان يعتمد في تنقلاته داخل أي مدينة يقوم بزيارتها على «أوبر».

لم يبدأ فادي زويل في تدوين أحاديثه مع سائقي «أوبر» حتى التقى ذلك السائق الإفريقي بمدينة سياتل في واشنطن، الذي حكى له عن التمييز العنصري الذي واجهه، ومع مرور الوقت صادفته قصص أكثر إثارة وتشويقاً، لم تقتصر على معاناة المهاجرين فقط من صعوبة التأقلم في أوطانهم الجديدة، لكن شملت أيضاً عادات وتقاليد هذه البلدان، ومواضيع أخرى مختلفة ومتشعبة مثل أحاديث في السياسة والأديان، وأخرى عن التاريخ والجغرافيا والاقتصاد.

سجل فادي زويل كل هذا في كتابه «رحلاتي مع أوبر.. 22 رحلة حول العالم» واختار منها ما ترك أثراً واضحاً في نفسه، وتعلم منها أشياء جديدة لم يكن يعرفها من قبل، وأكثر ما أثار انتباهه في لقاءاته وحواراته مع سائقي أوبر أن لهم خلفيات ثقافية واجتماعية متنوعة ومركبة، مثل هذا الرجل المتيسر من أرباب المعاشات، الذي لم يستطع الجلوس في المنزل بلا عمل، وقرر النزول إلى الشارع، واستخدام سيارته الخاصة في توصيل الآخرين، بغرض التفاعل مع الناس، وتضييع الوقت، ومنهم من شاهد حروباً، وتعرض لمواقف أثرت في شخصيته للأبد، ورجال أعمال، منهم من فشل، ولجأ للعمل كسائق أوبر، من وقت لآخر، ومنهم من كانت مقابلته لغرباء، تسعده كنوع من التغيير، وسيدات هن العائل الوحيد لأسرهن، لم يجدن سوى أوبر لإدخال مصدر ثابت من الرزق.

وجد زويل في هؤلاء السائقين مزيجاً عجيباً من طبقات المجتمع المختلفة، وسمع منهم قصصاً تعكس خبراتهم الشخصية، التي اكتسبوها من خلال تجارب، أثمر بعضها عن نتائج إيجابية، وأخرى انتهت بالفشل، رأى وسمع الكثير من القصص خلال هذه الرحلات، وركز على عادات وثقافات الشعوب المختلفة، ومن النقاط التي ركز عليها في الكتاب أنه لا يوجد مكان أو ثقافة مثالية وخالية من المشكلات الاجتماعية، التي تؤثر في من يعيش فيها.

خلال حياته في أمريكا، تعامل زويل مع الكثير من الشخصيات في مختلف المناصب، ذوي أصول هندية أو صينية أو عربية، ولدوا وتربوا وعاشوا في المجتمع الغربي، متأثرين بالثقافة الغربية في الشارع والمدرسة والعمل، لكنهم مازالوا على اتصال بالحضارة الشرقية في المنزل، فتجد مزجاً غريباً من الثقافات في سلوكيات هؤلاء الأشخاص.

رأى أمثلة لعرب ومصريين متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم، ويقاومون أي عادات أو ثقافات قادمة من المجتمع المحيط بهم، فهم يغرسون في أطفالهم أنهم مختلفون عن هذا المجتمع، بعاداته وتقاليده، ويقدمون صورة لبلدهم الأم على أنها الثقافة الصحيحة التي يجب اتباعها، المشكلة عندما يصطدم الأبناء بالعادات والتقاليد السيئة في بلدهم الأم، التي صورها الآباء كمجتمع مثالي ونموذج يجب الاحتذاء به.

في هذا الكتاب – يقول المؤلف – بذلت قصارى جهدي لإسقاط الضوء على بعض الاختلافات بين الحضارة الشرقية والحضارة الغربية، وتعمدت ألا أنحاز لأي من الحضارتين، لاقتناعي بعدم وجود الحضارة أو الثقافة المثالية، فلكل منهما عيوب ومميزات، تورث عبر الأجيال، فتصبح جزءاً من هوية الشعوب، التي تنتمي إلى هذه الثقافات، ويحاول أيضاً إعطاء صورة واقعية لمن يحلم بالهجرة من الشرق، عن التحديات والمصاعب التي قد يواجهها في مجتمعات الغرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdde387h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"