عادي
تُوثّق الجانب الإنساني لقضية اللاجئين بالتعاون مع «القلب الكبير»

أليخاندرا ألكالا: «حكاية الحي» ينتصر لإرادة البشر

22:59 مساء
قراءة دقيقتين

تؤكد المخرجة المكسيكية أليخاندرا ألكالا أن الاتجاهات السائدة في الإعلام تصور قضايا اللاجئين من خلال الجوانب التراجيدية، وأن المآسي أمر واقع في حياة الناس، إلا أن الإرادة الإنسانية قادرة على التغلب عليها وتحويلها إلى فرص إيجابية. وتشير إلى أن فيلم «حكاية الحي»، الذي يُعرض ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، يسعى لتسليط الضوء على هذه الحقيقة الغائبة.

يروي الفيلم، الذي أُنتج بالتعاون مع «القلب الكبير»، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة ودعم اللاجئين والمحتاجين حول العالم، قصة أسماء، وهي لاجئة سورية لم تُكمل تعليمها المدرسي، أطلقت مشروعاً قرائياً في مخيم الزعتري بالأردن لتمكين الفتيات اللاجئات ومساعدتهن على بناء حياتهن. وهي أم لأربعة أطفال تحولت حياتها إلى الأفضل بعد أن وفرت منظمة «نحن نحب القراءة» الخيرية الأردنية لها الدعم والتدريب، ويتتبع الفيلم رحلتها التي بدأتها متدربة متطوعة وانتهت رائدة أعمال اجتماعية أطلقت مشروعها القرائي.

1

وتقول ألكالا: «لم يكن الجانب الذي حرصنا على توثيقه خلال الفيلم هو التدريب الذي تلقّته أسماء، وإنما التّحول الجذري الساحر الذي تشهده حياة الناس بعد تعزيز مهاراتهم، وثقتهم بأنفسهم، وتشجيعهم للإيمان بقدراتهم وقوتهم ليصبحوا أبطال قصصهم، ويبنوا مستقبلهم بأنفسهم، إذ يساعد هذا النوع من الأفلام على كسر الحواجز وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن اللاجئين، فلا يتوجب على الإنسان أن يكون لاجئاً للتواصل مع إنسان لاجئ، وهذه هي الطريقة الأفضل لمناقشة هذه القضية: تسليط الضوء على جانبها الإنساني.

وتضيف المخرجة المكسيكية التي هاجرت عائلتها إلى الولايات المتحدة، وشاركت مع والدها في تأسيس جمعية «هوم ستوريتيليرز» ذات النفع العام لتوجيه شغفهما المشترك بالسرد القصصي البصري بطريقة مؤثرة اجتماعياً: «نأمل من خلال أفلامنا أن نكون قادرين على تسليط الضوء على شجاعة اللاجئين، وتقديم الحلول التي تمكنهم من عيش حياة كريمة».

وتعرب ألكالا عن تفاؤلها بقدرة النساء والفتيات على التواصل مع أسماء ومناصرة جهودها لتمكين المرأة عند مشاهدة الفيلم الذي سيلهمهن على اتخاذ خطوات عملية. وتضيف: «تربطني علاقة راسخة مع أسماء، المرأة التي تكافح في عالم تغيب عنه العدالة، والأم التي تقدم لأبنائها أفضل ما لديها وتوفر لهم أفضل حياة ممكنة، وراوية القصص التي تحاول إحداث تغيير إيجابي في العالم».

1

وتشير ألكالا إلى أن المهرجانات التي تعرض أفلاماً تحمل رسائل اجتماعية، وعلى رأسها مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، تقدم المنصة اللازمة للحوار حول القضايا التي تجسدها تلك الأفلام.

الفيلم الوثائقي الذي يصور عزم أسماء وإصرارها على بناء جيل واعٍ من السيدات والفتيات الناجحات، حصل على جوائز عالمية، وعُرض في عدد من المهرجانات السينمائية في الولايات المتحدة، والمكسيك، واليونان، وهولندا، وكندا، وفنلندا، والمغرب، وألمانيا، والدنمارك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/57cham6p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"