عادي

عالم يترنح عند أبواب القطب الشمالي

16:40 مساء
قراءة دقيقتين
ديفيد ديلي (أ.ف.ب)
مدينة تشرشل (أ.ف.ب)
يقيم ديفيد ديلي مربي كلاب عربات الجر عند أبواب القطب الشمالي في كندا في عالم يتغير كثيراً، ما يدفعه إلى التأكيد «ستعاقبنا الأرض على كل ما نكبدها إياه».
في مدينة تشرشل النائية بمحاذاة خليج هادسن، حيث وتيرة الاحترار المناخي أسرع بثلاث مرات من أي مكان آخر في العالم، تختفي الأطواف الجليدية تدريجياً.
على غرار أجداده من الخلاسيين أحد الشعوب الأصلية الثلاثة في كندا، يعيش هذا الرجل البالغ 59 عاماً بانسجام مع الطبيعة محاطاً بكلابه الستة والأربعين عند نهاية التُندرا وبداية الغابة القطبية.
سنة بعد سنة، يخشى من تأخر متواصل في تساقط الثلوج. ويقول «كلابي تنتظر حلول الشتاء على غرارنا جميعاً. هذه الثقافة في طور الانقراض».
صيفا وشتاء يجول ديفيد ديلي في أرجاء هذه المنطقة المعروفة بشفقها القطبي، حيث يمارس الصيد ويرصد عن كثب التغيرات الحاصلة على صعيد الثروتين الحيوانية والنباتية.
ويروي الرجل الذي يقدم للسياح نشاطات تتعلق بالسكان الأصليين، قائلاً «عندما كنت طفلاً كنت أصطاد السمك والحيوانات والطيور ولم أكن أعثر على أيائل كثيرة، أما الآن فهي منتشرة أينما كان. والأمر كذلك بالنسبة لديك الخلنج (أو ديك الخشب) صاحب الذنب الرفيع وخز الصنوبر..»
ويلتقي هذا القول مع نتائج دراسات علمية تفيد أن الاحترار المناخي يعرض للخطر الأنواع القطبية الشمالية خصوصاً من خلال فتح الأبواب أمام حيوانات أخرى آتية من الجنوب. فهنا الحيوانات كما النبات، تهاجر شمالاً.
ويؤكد ديفيد ديلي أن «لا خيار» أمام البشر إلا «التكيف» على غرار الحيوانات.
ويتسبب الاحترار المناخي في تقصير المدة التي يكون فيها خليج هادسن متجمداً ما يرغم الدببة البيضاء في المنطقة على المكوث لفترة أطول من قبل على اليابسة خلال فصل الصيف. يعني ذلك أن أشهر التعايش مع الإنسان أطول ما يدفع الحيوان اللاحم إلى الاقتراب أكثر فأكثر من المدينة.
وينبغي للمتنزه في محيط تشرشل حمل بندقية ومادة رادعة وعدم المشي وحيداً بعد حلول الظلام أو عندما تكون الرؤية سيئة.
يزداد الوضع تعقيداً خلال الخريف عندما تتضور الدببة جوعاً بعد شهر أمضته على اليابسة من دون أكل مع غياب حيوانات الفقمة.
ورغم تراجع عددها منذ ثمانينات القرن الماضي، يقدر عدد الدببة القطبية حول تشرشل ب800... ما يوازي عدد سكان البلدة.
ويؤكد رئيس بلدية تشرشل مايكل سبنس من شعب كري الأصلي «يجب البحث عن النقاط الإيجابية على الدوام».
ويقول سبنس إن تطور السياحة وحركة المرفأ بسبب ارتفاع الحرارة «يوفران أيضاً فرصاً للنمو الاقتصادي للسكان المحليين».
فوجود الدببة بكثرة بات يستقطب آلاف السياح سنوياً إلى هذه المنطقة النائية في مقاطعة مانيتوبا التي تعجز السيارات عن الوصول إليها.
ويسمح ذوبان جليد البحر للسفن بالبقاء لفترة أطول في مرفأ المدينة، الوحيد الذي يتمتع بمياه عميقة في القطب الشمالي الكندي.
إلا أن هذه الفرص تعوقها تداعيات أخرى للاحترار المناخي وخصوصاً ذوبان الأرض، ما يؤدي إلى تغير المشهد الطبيعي بها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49hzdu7a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"