عادي

«الناتو» يعزز وجوده في بحر البلطيق.. ويحذر موسكو من رد «حازم»

20:35 مساء
قراءة 4 دقائق

كييف- رويترز

حذر حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، موسكو أن أي هجمات على البنية التحتية الحيوية للحلفاء ستلقى «رداً موحداً وحازماً». وقال الحلف: إنه يراقب القوات النووية الروسية عن كثب في الوقت الذي «تخسر» فيه موسكو «في ساحة المعركة» في أوكرانيا.
وقال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: إن الحلف الدفاعي لم يشهد أي تغييرات في الوضع النووي لروسيا، لكنه يقظ ويواصل تدريبه على الاستعداد النووي الأسبوع المقبل.
وقال ستولتنبرغ: «الآن هو الوقت المناسب للحزم والوضوح في أن الحلف موجود لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم. وإذا ألغينا الآن فجأة تدريبات نمطية مخطط لها منذ فترة طويلة بسبب الحرب في أوكرانيا، فإننا ننقل رسالة خاطئة بشدة».
وكان ستولتنبرغ يشير إلى مناورة «ستيد فاست نون» السنوية التي تتدرب فيها القوات الجوية للحلف على استخدام القنابل النووية الأمريكية الموجودة في أوروبا مع رحلات تدريبية بدون أسلحة حية.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي قبل اجتماع يستمر يومين في بروكسل لوزراء دفاع دول الحلف الغربي: إن المناورة «تدريب لضمان أن ردعنا النووي مازال آمناً وفعالاً». وقال: إن القوة العسكرية للحلف هي أفضل طريقة لمنع أي تصعيد للتوتر مع روسيا التي وجهت تهديدات مضمرة باستخدام أسلحة نووية ضد أوكرانيا.
وتعهد ستولتنبرغ أيضاً بتعزيز حماية البنية التحتية الحيوية رداً على الهجوم على خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم. وقال إن الحلف عزز بالفعل وجوده إلى المثلين في بحر البلطيق وبحر الشمال، ليصبح هناك أكثر من 30 سفينة معومة بأنشطة للطائرات والغواصات.
وأضاف ستولتنبرغ: «سنعزز حماية البنية التحتية الحيوية، نظراً لما لحق بخطوط أنابيب نورد ستريم من تخريب». ولم يتضح بعد الأطراف الضالعة في الهجوم على خطوط الأنابيب.

قصف لليوم الثاني

وقصفت الصواريخ الروسية أوكرانيا لليوم الثاني، لكن بكثافة أقل من الاثنين، عندما قتلت عشرات الغارات الجوية 19 شخصاً وأصابت أكثر من مئة وأدت إلى انقطاع إمدادات الكهرباء في أنحاء مختلفة من البلاد.
وقالت بيلاروسيا، أقرب حلفاء موسكو، إنها بدأت تدريبات لتقييم «جاهزيتها القتالية» بعد أن أمرت قواتها، الاثنين، بالانتشار مع القوات الروسية بالقرب من حدودها مع أوكرانيا. وسمحت بيلاروسيا لموسكو باستخدام أراضيها لشن عملية على أوكرانيا، لكنها لم ترسل بعد قواتها عبر الحدود.
وضمت موسكو مناطق جديدة من أوكرانيا، وحشدت مئات الآلاف من الروس للقتال، وهددت باستخدام الأسلحة النووية مراراً في الأسابيع الأخيرة، ما أثار قلق الغرب.
وقال مسؤولون محليون: إن ضربات صاروخية أخرى أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل في بلدة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا، وتركت جزءاً من مدينة لفيف بغرب البلاد بدون كهرباء. ودوت صفارات الإنذار في وقت سابق بأنحاء أوكرانيا لليوم الثاني.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتعرض لضغوط في الداخل لتصعيد الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر مع خسارة قواته في ساحة المعركة منذ أوائل سبتمبر/ أيلول، إنه أمر بضربات، الاثنين، رداً على انفجار دمر جسراً يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم.

الدفاعات الجوية

وبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع زعماء آخرين في مجموعة السبع، الثلاثاء، في اجتماع افتراضي سبل دعم أوكرانيا واستمعوا إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي وهو يناشدهم للحصول على أنظمة دفاع جوي، وصفها بأنها «أهم الأولويات».
وقال زيلينسكي: إن روسيا بدأت مرحلة جديدة من التصعيد، لذا فإن هناك حاجة لفرض عقوبات جديدة، ودعا إلى إرسال بعثة مراقبة دولية على الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا.
واتهم رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو أوكرانيا مراراً بالإعداد لهجوم على بلاده، رغم أنه لم يقدم أي دليل على ذلك، وتنفي كييف أي خطة من هذا القبيل.
وأفادت وزارة الدفاع في بيلاروسيا، الثلاثاء، بأنها بدأت ما وصفته بأنه تفتيش عسكري، قائلة: «خلال التفتيش، ستعمل الوحدات العسكرية والوحدات الفرعية على كيفية الاستعداد للقتال».
وصرحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للإذاعة الفرنسية، أن بيلارسيا قد تواجه مزيداً من العقوبات الغربية إذا تورطت بشكل أكبر في أوكرانيا، مضيفة أن روسيا انتهكت قواعد الحرب بهجمات، الاثنين.
وتعهد بايدن بالفعل بإمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وهو تعهد قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه سيطيل أمد الصراع.
وحذر بيان مشترك لمجموعة السبع بعد الاجتماع بيلاروسيا من المزيد من التورط في الحرب، ودان الضربات الصاروخية الروسية.
واحتمى سكان العاصمة كييف لليوم الثاني في محطات مترو الأنفاق، حيث لا تزال القطارات تعمل.

المزيد من الضربات

قالت روسيا: إنها واصلت شن ضربات جوية طويلة المدى على البنية التحتية للطاقة والجيش في أوكرانيا، الثلاثاء. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الأهداف الروسية الرئيسية ركزت على منشآت الطاقة في حملة مخطط لها مسبقاً وتهدف لتنغيص حياة الأوكرانيين.
وكتب كوليبا على «تويتر»: «لقد أصابوا العديد من المرافق بالأمس وضربوا الأهداف نفسها اليوم وأهدافاً جديدة». وقال نائب وزير الداخلية يفيني ينين إن مئات المراكز السكنية في كييف ولفيف وأماكن أخرى لا تزال بدون كهرباء، الثلاثاء. وفي خطاب مصور من موقع أحد الهجمات في كييف، تعهد زيلينسكي بمواصلة القتال.
وأضاف: «سنبذل قصارى جهدنا لتعزيز قواتنا المسلحة. سنجعل المعركة أكثر إيلاماً للعدو». وتتهم موسكو الغرب بتصعيد الصراع من خلال دعم أوكرانيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله: «نحذر ونأمل أن يدركوا في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى خطر التصعيد».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن روسيا لن ترفض اجتماعاً بين بوتين وبايدن خلال اجتماع قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في إندونيسيا في منتصف الشهر المقبل وستنظر في أي اقتراح يصلها بهذا الصدد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3s38mj7s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"