في يوم الغذاء العالمي

00:55 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

تحتفي المنظمات الإغاثية والإنسانية والمجتمع الدولي والعالم في تاريخ 16 أكتوبر/تشرين الأول، من كل عام بيوم الغذاء العالمي، الذي يهدف إلى زيادة الوعي بشكل عام بأزمة الجوع والفقر في العالم، والدعوة إلى التضامن بين دول العالم في مكافحة الجوع وسوء التغذية والفقر، وأيضاً الاهتمام بالإنتاج الزراعي، والتشجيع على الابتكار التكنولوجي والمعرفي لخدمة بلدان العالم الثالث. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: هل تحقق الأمن الغذائي أم أن العالم سيواجه مخاطر الأمن الغذائي وخاصة في بلدان العالم الثالث التي يكثر فيها الفقر والجوع؟

الفقر والمجاعة والجوع أزمات مرتبطة جميعاً بالأمن الغذائي، فإذا توفر الأمن الغذائي تعيش المجتمعات بأمان من دون تعرضها لمثل هذه الآفات. وتاريخ المجاعات بالنسبة البشرية ممتد حتى قبل الميلاد، وكان ذلك في روما القديمة بعد سقوط الإمبراطورية، ويرجع سبب ذلك إلى انعدام الأمن الغذائي، فالأمن الغذائي اليوم كما من قبل يحمي الدول من المجاعة والفقر، ولذلك، فإن العمل على جعل الاستدامة أساساً للأمن الغذائي هو مطلب يجب تحقيقه، لكي يلبي تحديات العصر، ويتمكن من تأمين الغذاء في الوقت الحاضر وللأجيال القادمة.

اليوم فإن 11.7% من سكان العالم أو ما يقارب 924 مليون شخص بحسب تقارير من الأمم المتحدة يعيشون في فقر وانعدام في الأمن الغذائي، وهذا يشكل خطراً كبيراً على المجتمعات، ويرجع ذلك لأسباب عدة، أهمها جائحة كورونا التي حولت العالم إلى مستنقع متقلب ترتفع فيه أسعار السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه جداً، ولا تراعي حاجيات الدول، وتعتبر الشعوب التي تعتمد اعتماداً كلياً على استيراد المواد الغذائية من الخارج هي المجتمعات الأكثر تعرضاً لانعدام الأمن الغذائي، وهذا يستدعي التفكير بشكل موسع في ضرورة اعتماد الدول على نفسها في إنتاج وتأمين ما يكفي من الغذاء لسكانها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتلبية حاجات الأسواق المحلية، وتأمين المخزون الوطني.

تعتبر دولة الإمارات من الدول القليلة في الشرق الأوسط التي عملت على مبدأ الاستدامة في الأمن الغذائي في وقت مبكر قبل عدة سنوات، وبفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعيش دولة الإمارات ازدهاراً ونمواً ملحوظين في منظومة الأمن الغذائي، بينما كان العالم يعيش فقراً وجوعاً وانعداماً في الأمن الغذائي خلال أزمة كورونا التي شهدت أزمات متنوعة في الأمن الغذائي على المستوى الدولي بين بلدان العالم بمختلف أطيافها.

فهناك دول فقيرة سقطت من الأيام الأولى، وتبعتها دول متقدمة غنية شهدت أسواقها انعدام وجود بعض المواد الغذائية والمؤن الأولية لتلبية حاجة مواطنيها أثناء الحجر، مع ارتفاع جنوني في الأسعار، أما بفضل حكمة ورؤية صاحب السمو رئيس الدولة، فإن السوق المحلي في دولة الإمارات والمخزون الوطني شهد استقراراً لافتاً، بسبب توفير كل المواد الغذائية سواء الضرورية أو غير ضرورية؛ بل كانت دولة الإمارات إبان أزمة كورونا ترسل مساعدات غذائية إلى أكثر من 178 دولة حول العالم بقيمة تتعدى مليار دولار.

هذه الاستراتيجية التي وضعتها القيادة الرشيدة هي أساس استدامة الأمن الغذائي، وقد قال سموه في كلمات صغيرة في حجمها كبيرة في معانيها: «لا تشلون هم»، وكانت رسالة طمأنينة للشعب الإماراتي ولكل المقيمين على أرضها، وأيضاً للأصدقاء في مختلف الدول التي تستفيد من المساعدات الإنسانية.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dcfj8pz

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"