عادي

«دبي فون» نموذج رائد.. العبدان يوثق تاريخ التسجيلات الموسيقية في الإمارات

19:17 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1

نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، مساء الاثنين، محاضرة بعنوان «تاريخ التسجيلات الموسيقية في الإمارات - دبي فون نموذجاً» للشاعر والباحث والناقد علي العبدان، حضرها عبد الحميد أحمد، الأمين العام للمؤسسة، ود.فاطمة الصايغ، عضو مجلس أمناء المؤسسة.

سرد العبدان تاريخ التسجيلات الموسيقية وحركتها من المحيط المجاور مثل البحرين والهند والعراق وغيرها من الدول، وعرج على أسماء مغنين ساهموا في الحركة الموسيقية منذ ذلك الوقت، وعرض نماذج صوتية لأسطوانات طبعت أو وزعت قبل سبعين عاماً، واستشهد بمقامات كانت منتشرة وعرّفها بشكل علمي وقدمها عزفاً على آلة العود.

وقال العبدان في مستهل محاضرته: «في أواخر الأربعينات افتتح يوسف أحراري الخاجه وابن عمّه زينل أحراري الخاجه محلاً لبيع الأسطوانات التجارية، وكان أولَ محل لاستيرادها وبيعها وتوزيعها في دبي ومنطقة الإمارات عموماً، ثم أصبح المحل شركةً لإنتاج الأسطوانات بدلاً من الاكتفاء باستيرادها وتوزيعها، ومن هنا أصبحت «دبي فون» أول شركة وطنية لإصدار التسجيلات الفنية في دبي والإمارات، واستمر يوسف الخاجه في إدارة الشركة في حين تركها ابن عمه زينل الخاجه بعد مدةٍ، وكانت الأسطوانات التجارية التي تبيعها الشركة وتوزعها لا تأتي إليها مباشرة، بل كانت ترد عن طريق البحرين التي كانت في ذلك الوقت إحدى المحطات الرئيسية في الخليج في عملية الاستيراد الفني من الهند والعراق ومصر، وإعادة التصدير إقليمياً».

وأضاف العبدان في سرده لتاريخ الحركة الموسيقية: أصبحت «دبي فون» وكالة لشركتي «ماركوني» و«هِز ماسترز فويس» في دبي وعموم ساحل الإمارات، وكانت الأسطوانات التي تستوردها تحوي أغنيات من قوالب عربية عدة، فمنها الأصوات الخليجية الكويتية والبحرينية، والأدوار اليمنية، والبستات العراقية، كما كانت تستورد أسطواناتٍ من القاهرة أيضاً تحوي طقاطيق مصرية، وهذا التنويعُ في الاستيراد يعكسُ الشخصية الأدبية والفنية والتذوقية ليوسف الخاجه وزينل الخاجه، ولا عجبَ فقد كانا مثقفين وطالبي معرفة منذ أن تلقيا تعليمَهما في المدرسة الأحمدية بدبي، إلى أن أصبحا تلميذين لشاعر دبي ذائع الصيت مبارك بن حمد العقيلي، خاصة يوسف الخاجه الذي لازمَهُ زمناً طويلاً، وجمع أشعارَه، وحفظ مخطوطاتِهِ من الضياع بعد وفاته، وهو الذي أعطى نصوصاً من أشعار العقيلي اختارها بعنايةٍ للمطرب محمد عبد السلام ليلحنها ويغنيها ويسجلها على أسطوانات لشركته «دبي فون» عام 1952، وكان العقيلي وقتها لا يزال حياً.

وأشار علي العبدان إلى أن «دبي عرفت الطرب الشعبي باكراً ،إذ كان يفد إليها العديدُ من المطربين والموسيقيين من الخليج واليمن في زياراتٍ تتكرر بين مدةٍ وأخرى منذ أوائل القرن العشرين، ولمّا أصبحَ لبعض هؤلاء المطربين شهرة ظاهرة في دبي قرّر يوسف الخاجه أن يُسجلَ لهم أسطواناتٍ لشركته بدلاً من أن يستمر في الاستيراد، خاصةً أن عملية التسجيل واختيار المطربين والنصوص ستمكنه من التحكم في الإنتاج حسب الذوق السائد، أو ما يتطلبه السوق، أو ربما حسب رؤيته الفنية والأدبية الخاصة، وقال العبدان: لم تكن «دبي فون» تملك آلة تسجيل ولا مصفوفات، فكان لابد من الاستعانة بمحلٍّ يملك كل ذلك، كما أن عملية تحميض المصفوفات وطبعها على أسطوانات حجرية كانت تُجرى في الهند في الأربعينات والخمسينات حيث يوجد فرع الشركة الإنجليزية «غراموفون» في بومبي، وهكذا سافر يوسف الخاجه وابن عمه إلى هناك لتسجيل أسطوانات تجارية خاصة بشركتهما؛ مصطحبين معهما مجموعة من المطربين والموسيقيين، منهم مطرب دبي الفنان محمد عبد السلام، والفنان اليمنيّ ناصر أحمد حبشي، وكان مطرباً وعازفاً متمكناً، وبعض العازفين على آلات الإيقاع، منهم علي الخضر وآخَر اسمُهُ سلمان».

المحاضرة تضمنت عرضاً صوتياً وعزفاً موسيقياً وصولاً إلى قراءة العبدان إحدى قصائده، وفي نهايتها، قدمت د.فاطمة الصايغ له درعاً تذكارية، شاكرة جهوده الطيبة في الحفاظ على هذا التاريخ وتوثيقه للثقافة الأصيلة في المجتمع.

وعلى هامش المحاضرة وقع العبدان نسخاً من كتابه الجديد «مقالات الشعر الشعبي 2012 / 2022» في جزئه الأول، وهي مقالات تعرض السمات الأدبية والفنية للعديد من قصائد الشعر الشعبي في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6ku5d8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"