عادي
بايدن يهاتف عون مهنئاً.. وميقاتي يستعجل «توتال» لبدء التنقيب عن الغاز

صيغة نهائية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

13:14 مساء
قراءة 4 دقائق
3
1

بيروت - «الخليج»، وكالات:

تسلم الرئيس اللبناني ميشال عون من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، أمس الثلاثاء، الصيغة النهائية التي تسلمها من الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين لاتفاق «تاريخي» لترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، وسط تأكيده أن هذه الصيغة مرضية وتلبي مطالب لبنان، بالتزامن مع تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن مسودة الاتفاق تحفظ الحقوق اللبنانية، مطالباً شركة «توتال» المباشرة فوراً بالتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية، فيما تلقى عون اتصالاً من نظيره الأمريكي جو بايدن لتهنئته بإتمام مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، في وقت يتوقع أن تؤجل جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية غداً الخميس لفقدان النصاب، فيما التأليف الحكومي لا يزال متعثراً.

  اتفاق يرضي الطرفين

واعتبرت الرئاسة اللبنانية في بيان أن الصيغة النهائية للاتفاق، مرضية للبنان لا سيما وأنها تلبي المطالب اللبنانية التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية، وتطلبت جهداً وساعات طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقدة. ورأت الرئاسة أن الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية، وذلك في توقيت مهم بالنسبة إلى اللبنانيين. كما أعلنت الرئاسة اللبنانية في تغريدة أن بايدن هنأ عون خلال الاتصال «بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية»، وأكد له «وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية». 

من جانبه، قال بوصعب بعد اللقاء: «هذا الترسيم يتضمن مصالح اقتصادية كبيرة، وقد حصل عليها لبنان، وسيقوم بالاستشارات اللازمة، والاتفاق لبّى مطالب لبنان»، مشيراً إلى أنه «على عكس ما يشاع، حاز لبنان مطالبه المحقة والفريق الآخر حصل على ملاحظات طالب بها والجو إيجابي وتوصلنا إلى حل يرضي الطرفين». وأوضح بوصعب أن «لبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا والإسرائيلي يمكن أن يأخذ تعويضاته من شركة توتال وليس من لبنان وسبق للبنان أن وقع اتفاقا مع «توتال» في ال 2017»، مؤكداً أنه «لا تقاسم للغاز أو الثروات بين لبنان وإسرائيل في ما يتعلق بحقل قانا، ولبنان سيحصل على كامل حقوقه وكل الملاحظات التي أرسلناها أخذت بعين الاعتبار». 

 ميقاتي يستعجل «توتال»

كما سلم بوصعب نسخة من صيغة الاتفاق إلى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، الذي أكد أن «الموقف اللبناني الموحّد في هذا الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه أفضى إلى هذه النتيجة الإيجابية، وكلنا أمل أن تبلغ الأمور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية». واجتمع ميقاتي مع وزير الطاقة وليد فياض ووفد من شركة توتال الفرنسية ضم رئيس مجلس الإدارة المدير العام رومان لامارتينيار، ومدير الشركة ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفيه، ومدير شمال إفريقيا جان جايلي. وخلال الاجتماع طلب ميقاتي من ممثلي شركة «توتال» المباشرة بالإجراءات التنفيذية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية فوراً. وكذلك سلم بوصعب نسخة مماثلة من صيغة الاتفاق إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأكد من هناك أن «الملاحظات التي طالب بها لبنان أُخذ بها في المسودة النهائية والنقاش حول المسودة والتعديلات التي طرأت عليها تم الانتهاء منها»، وقال: «سنودع الاتفاق لدى الأمم المتحدة وهو ليس بين لبنان ودولة لا نعترف بها إنما مع الولايات المتحدة والمفاوض أخذ بالاعتبار المطالب اللبنانية».

وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسؤول كبير بالحكومة اللبنانية وآخر مقرب من «حزب الله»  أن المفاوضات انتهت،  وأن «حزب الله أعطى الضوء الأخضر للاتفاق  الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

 انسداد الأفق الحكومي

 من جهة أخرى، لا يزال الأفق الحكومي مسدوداً، لكن تُجرى محاولات للتفاهم على التشكيلة الحكومية وفق الصيغة التي تقدم بها ميقاتي مع تعديل يطاول بين 4 و6 وزراء فقط، وبالتالي من المتوقع أن تنشط المساعي خلال هذا الأسبوع لحل العقدة الحكومية وإلا فالأمور ذاهبة نحو مزيد من التعقيد والتعطيل.

إلى ذلك، يتوقع أن تؤجل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة غداً بسبب فقدان النصاب وهو 86 نائباً من أصل 128، خاصة أن التيار «الوطني الحر» سيقاطعها، على أن يحدد رئيس المجلس موعداً لجلسة ثالثة وسط توقعات بألا يتم انتخاب رئيس قبل حصول تسوية بين القوى السياسية.

غنتس: اتفاق الترسيم "عادل" للجانبين

اعتبر وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، أمس الثلاثاء، أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان «عادل للطرفين». 

وخلال زيارة لمقر القيادة الشمالية في صفد، قال غانتس إن تفاصيل الصفقة ستقدم للجمهور «بشفافية»، جازماً أن «وزارة الجيش ضمنت أن الاتفاقية تفي بجميع الاحتياجات الأمنية». وأضاف: «نحن لم نتنازل ولن نتنازل عن ملليمتر من أمننا»، لافتاً إلى أن «الصفقة تتقدم على الرغم من تهديدات حزب الله، الذي حاول تخريب العملية».

 وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد صرح بأن «الاتفاق مع لبنان إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي، ويضمن استقرار الحدود الشمالية وسيتم عقد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة وللحكومة اليوم الأربعاء للموافقة على الاتفاق».

وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهرار أن «تشدد إسرائيل في مواقفها لبى في المقابل كل متطلباتنا ولبنان تراجع»، مشيرة إلى أنه «سيكون هناك اعتراف بالخط العائم، وأن الاتفاقية ستصادق عليها الحكومة الإسرائيلية كخطوة أولى». وسبق أن أكد رئيس مجلس الأمن القومي التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيال حولاتا، إنه «تم تلبية جميع مطالب إسرائيل في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية. وعليه، نحن في طريقنا إلى اتفاق تاريخي مع لبنان»، وقال: «لقد تم تعديل وتصحيح التغييرات التي طلبناها. حيث حافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية». كما أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنه «بالتنسيق مع واشنطن ستصدق إسرائيل على اتفاق ترسيم الحدود المائية بعد تصديق لبنان عليه».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xpwmfpf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"