رجل السلام يصنع السلام

00:17 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

تحرك رجل السلام ليصنع السلام. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يزور موسكو في مرحلة حرجة من تطورات الحرب في أوكرانيا. ولعل بيان الخارجية الإماراتية الذي أوضح الغرض من هذه الزيارة، يجعلنا نعلم حجم الدبلوماسية المتكتمة التي مارستها الإمارات مع جميع الأطراف، وتجاوب هذه الأطراف مع مساعيها، لنصل اليوم إلى لحظة الزيارة.

يمكن القول، إن العديد من الأطراف حاولت أن تتدخل لوقف الحرب. ولعل هذه الأطراف لديها دوافعها ومبرراتها ومصالحها. إلا أن المؤكد أن الوسيط النزيه هو من يعمل من أجل السلام دون دوافع ذاتية. وهكذا نرى العالم ينظر إلى رجل السلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ذي اليد البيضاء وهو يعمل من أجل إرساء السلام في العالم في مثل الأزمة الكبرى التي يواجهها. فالحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا لم تترك ركناً في العالم لم تؤثر فيه.

بدأت الحرب والربيع على الأبواب، وشهدنا أزمة توريدات القمح والذرة والزيوت بعد أن توقفت روسيا وأوكرانيا، وهما من أهم الدول الزراعية في العالم، عن التوريد بسبب الحرب. ورغم بعض الحلول العاجلة من مساهمات الدول المنتجة الكبرى للحبوب، إلا أن الأزمة مستمرة خصوصاً بعد موسم صيفي جاف وحرارة مرتفعة في العديد من القارات. أسعار الغذاء العالية كانت بسبب الحرب، ولهذا نرى مسعى السلام.

اليوم وقد مرت على الحرب أشهراً طويلة، ودخل الغاز والنفط سلاحين في الصراع، يتجه العالم نحو شتاء بارد بلا توريدات كافية من الطاقة. ولعل أوروبا أكثر المتضررين. فلا يكفي أن الحرب في قلب أوروبا، وتجد الدول الأوروبية نفسها مجبرة بشكل أو آخر في أن تكون طرفاً فيها، إلا أن البرد ليس إلا جزءاً من المشكلة. فالطاقة لا تدفئ البيوت فقط، بل تشغل المصانع. والعالم للتو قد بدأ في التعافي من تداعيات وباء كورونا. وآخر ما يحتاج اليه هو أن يتأثر الإنتاج الصناعي، وخصوصاً في أوروبا، بنقص توريدات النفط والغاز. أسعار الطاقة العالية كانت بسبب الحرب، ولهذا نرى مسعى السلام.

والآن وقد مرت تسعة أشهر على الحرب، فإن العالم أقل أمناً وأكثر تعرضاً للتهديدات من كل نوع. لا يكفي ما سال من دماء بين الطرفين المتحاربين، بل إن الحديث عن حرب نووية صار على كل لسان بعد أن ظنت البشرية أنها طوت هذا الملف منذ نهاية الحرب الباردة. الحرب التقليدية بوجود الأسلحة الفتاكة والصواريخ والمسيرات شيء مفزع. فكيف وقد بدأت الأطراف تلوّح بالأسلحة النووية. الكلفة البشرية حتى اليوم عالية، وقد تكون أقسى وأمرّ إذا تركت الحرب من دون أن تجد لها نهاية سريعة. ولهذا نرى الحاجة إلى السلام.

كل الاستثمار البشري في العلم والمعرفة والثقافة، في التكنولوجيا والطب، في الأخلاق والسياسة، على المحك اليوم. لا معنى لكل هذا من دون أمن وسلام. وللسلام رجال، خبروا الحرب ومقتدرون على فهم نتائجها، وهم الأقدر على استثمار علاقات ربطتهم على مدى السنين مع الزعماء المؤثرين في مجريات الحرب اليوم. ولهذا جاءت رحلة رجل السلام الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو ليلتقي الرئيس فلاديمير بوتين. الصداقة بين الإمارات وروسيا في أقوى مراحلها، ويعلم الرئيس بوتين أن ما يسمعه من الشيخ محمد بن زايد نابع من الحرص على استعادة السلام، وأن الإمارات، بلد السلام والمحبة، هي الدولة القادرة على توفير الأجواء المناسبة لكبح دعوات التصعيد في الحرب، والشروع في الخطوات نحو استعادة السلام.

أنظار العالم تتركز اليوم على رجل السلام الشيخ محمد بن زايد، القائد الخبير ورجل السياسة المحنك، ورجل الإيثار الذي طالما بذل الكثير لكي ينعم العالم بالسلام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7b49edfx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"