مقال مدفوع
جديد الأسواق

الدور الذي يلعبه الحد من الضرر في حياتنا اليومية

12:35 مساء
قراءة 3 دقائق
الصورة الرئيسية

يتمثل الحد من الضرر بمفهومه الواسع، في أي فرصة تُتاح لنا للحد من الآثار السلبية لفعل أو سلوك أو لشيء نستهلكه أو نُعرّض أنفسنا له. لذلك يمكن للحد من الضرر أن يتجلى بأمور بسيطة في حياتنا اليومية كإستخدام حزام الأمان عند القيادة لتقليل الضرر عند وقوع حادث ما، أو استبدال السكر بمُحليّات بديلة في قهوة الصباح لتخفيض تناول السكر.
و قد إستحوذ الحد من الضرر بأشكاله العديدة على اهتمام المجتمع باعتباره أداة لتحسين الصحة العامة للأجيال القادمة. لطالما حاول الأفراد والمنظمات الاجتماعية والشركات تطبيق علوم السلوك والإدراك والاجتماع لدفع المستهلكين نحو عادات صحية أفضل .  على سبيل المثال: الاهتمام المتزايد بتحسين عادات الأكل وأنماط النوم السليمة والتمارين الإدراكية، مثل التأمل، تشكل جميعها فرصاً للشركات لدعم المستهلكين بالمنتجات والخدمات الضرورية التي تندرج جميعها تحت مظلة الحد من الضرر.
وفي هذا السياق، تبلغ قيمة سوق الرعاية الصحية في العالم اليوم أكثر من 1.5 تريليون دولار، وفقاً لشركة ماكينزي، ويُقدر أن تنمو بنسبة خمسة إلى عشرة في المائة سنوياً بفضل زيادة اهتمام المستهلكين وارتفاع القوة الشرائية . وكشف استطلاع أجرته الشركة نفسها شمل حوالي 7500 فرد في ستة بلدان، أن نحو 79% من المشاركين يعتقدون أن العافية مهمة، و42% منهم عبروا عن قناعتهم بأن الصحة تأتي على رأس أولوياتهم .
و قامت الحكومات بالاستفادة من تأثيرها بطبيعة الحال بدعم وتعزيز اهتمام المجتمع بالصحة الشخصية، من خلال وضع التشريعات وتحويل الموارد لمعالجة التحديات المتعلقة بالصحة، على ضوء الاهتمام المتزايد بالرفاهية الشخصية من قِبل المجتمع.
على سبيل المثال، وضعت حكومة الإمارات العربية المتحدة مؤشرات أداء رئيسية لقياس أداء الرعاية الصحية كإحدى الركائز الأساسية لرؤية 2021 و تشمل هذه المؤشرات متوسط العمر الصحي المتوقع، و استهلاك منتجات التبغ، ومعدل انتشار مرض السكري ،  من بين أمور أخرى. بينما تتطلع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، إلى بناء مستقبل متقدم للبلاد من خلال ثلاث ركائز رئيسية، تهدف إحداها  لجعل المجتمع السعودي مجتمعاً حيوياً يركز على سعادة المواطنين والمقيمين، وينعم بالرفاهية الاجتماعية، وبنمط حياة صحي وبيئة معيشية إيجابية
و يبلغ عدد الأشخاص الذين يستمرون بالتدخين اليوم نحو مليار شخص في العالم، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، ومن غير المرجح أن ينخفض هذا العدد في المستقبل المنظور.  
و يسبب التدخين عدداً من الأمراض الخطيرة (بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة والسرطان) ويزيد من خطر الوفاة المبكرة. ويٌقدرعدد الوفيات المرتبطة به حوالي ثمانية ملايين حالة كل عام، لذلك يمثل التدخين تحدياً هائلاً للصحة العامة لكل من الحكومات والمشرّعين وسلطات الصحة العامة في العالم .
لقد تغيرت نظرة المجتمع حول الأولويات حيث أصبحت الرفاهية الشخصية والخيارات الصحية  في الطليعة بالنسبة اليهم، على النحو المبين أعلاه، وهذا الأمر يدعونا للتفاؤل عندما نفكر في التحدي الذي يمثله التدخين على الصحة العامة. إضافة الى ذلك تستمر خيارات وفرص الحد من الضرر في التقدم بوتيرة سريعة. 
و نتفق جميعاً على أن أفضل خيار يمكن للمدخن البالغ اتخاذه هو الاقلاع عن التدخين والنيكوتين كلياً، ولكن الحقيقة أن الكثيرين لا يفعلون ذلك. وبالتالي، فإن تحول المدخنين البالغين، الذين قرروا الاستمرار في التدخين، إلى بدائل أفضل مدعومة بالعلم و يعتبر فرصة هامة تساهم في تسريع وتيرة تخفيض عدد المدخنين. وهذا هو مبدأ الحد من أضرار التبغ.
إن الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا في ابتكارات مثل المنتجات الخالية من الدخان كالتبغ المسخّن، بالرغم من كونها ليست خالية من المخاطر، باستطاعتها الحد من الضرر الناجم عن تدخين السجائر، وهذا الامر يشكل فرصة هامة للصحة العامة.
و يأخذ الحد من الضرر العديد من الأشكال اليوم، كبدائل السجائر الخالية من الدخان، وكريم الوقاية من الشمس الذي نحمله معنا الى الشاطئ. وبينما يسعى المجتمع  لعيش حياة أقل ضرراً، يمكن لكل واحد منا اتخاذ خطوات إيجابية لتحسين صحتنا من خلال تبنّي العديد من خيارات الحد من الضرر التي تحيط بنا.

برعاية  "فيليب موريس للخدمات الإدارية (الشرق الاوسط) المحدودة"

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2cwyybkm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"