كلمتهم بفن ورُقيّ

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

كيف يفكر الأطفال؟ ما الذي يشغل بال المراهق؟ كيف يرى الصغار العالم من حولهم؟ وما تطلعاتهم للمستقبل؟ وكيف هو شكل المستقبل في عيونهم؟ أسئلة قد لا تخطر على بال أولياء أمور يربون أطفالاً ومراهقين، ولا يخطر على بال كثير منهم أن يناقش ابنه الطفل أو المراهق عن رأيه في أمور حياتية يعيشها كل يوم، ولا يستشيره في قضايا تتعلق به، ولا يهتم لاكتشاف ما يجول في خاطره، وكيف يرى الحياة من منظوره الفتي المقبل على الدنيا بكل شغف وحماسة. 
كل طفل وشاب يبحث لنفسه عن مساحة يعبر بها عن ذاته وعن أفكاره أياً تكن تلك الأفكار ومهما تكن «ساذجة» أو عادية في عيون الكبار، لكنها مهمة من وجهة نظر الطفل، قد يعلق عليها آمالاً كبيرة وقد تدلّنا نحن الكبار على خريطة تفكيره وشكل مستقبله؛ والفن وسيلة من تلك التي تتيح للشباب والصغار التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بأشكال مختلفة، وعبر تلك الرسوم أو الكتابات أو الأفلام تصلنا رسائلهم ويصبح علينا أن نجيد قراءتهم وسماعهم وفهمهم. 
«مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب»، نافذة تسمح للصغار واليافعين الطموحين تقديم أفكارهم والتعبير عن مشاعرهم، منذ انطلاقته الأولى عام 2013؛ حيث كان المهرجان الأول في الإمارات وفي المنطقة؛ وها هو يجدد اللقاء بدورته الحالية التاسعة التي تستمر حتى 15 أكتوبر، تحت شعار «فكّر سينما».
ضيوف وفعاليات وأنشطة كلها ذات قيمة، لكن الأبرز في هذا الحدث الفني الرائع يكون دائماً مصنوعاً بأنامل الصغار ومن وحي أفكارهم يظهرون ما يملكون من إبداع. 
إذا كانت السينما بحد ذاتها سحر، فإن كل فيلم يصنعه طفل ومراهق وشاب، يحمل سحراً خاصاً بغض النظر عن مدى جودة الفيلم ونجاحه من كل النواحي الفنية؛ إذ يكفي أنه يأخذنا إلى عالم هؤلاء المبدعين الصغار، يقربنا منهم، يتيح لنا أن ننظر إلى العالم والحياة بعيونهم، ولا شكّ في أنه يجمع بين الواقع والخيال بطرائق مختلفة. 
يتضمن المهرجان عرض 95 فيلماً من 43 دولة، والأفلام المتنافسة في الجوائز منها 125 في فئة «الأفلام من صنع الأطفال واليافعين»، و16 في فئة «الأفلام التي يصنعها الطلاب»،.
 لا شك أن أفلام الكبار تكون أكثر حرفية، لكن في أفلام هؤلاء المتنافسين الصغار رؤى مختلفة، قد تكون الصنعة سهلة لكن هذا الحرفي الصغير مشغول بالفكرة أكثر من التقنيات، على عكس أفلام طويلة يصنعها المحترفون في العالم ينشغلون بالتقنيات فيها على حساب المضمون والكلمة والفكرة والرسالة. 
الجوهر في ما يصنعه الصغار في المهرجان أنهم يصنعون عالماً من السحر والجمال وربما الألم، والمهرجان يقدم لهم فرصة ذهبية ليقولوا كلمتهم بفن ورُقيّ.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rp6ku78d

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"