مقال مدفوع
محتوى ممول

كيف يُعيق عصر المعلومات المضلِلة التقدم اليوم

15:40 مساء
قراءة 3 دقائق
الصورة الرئيسية

يأخذ موضوع الحد من الضرر، حيزاً كبيراً من النقاش بين المشّرعين ورواد الأعمال وعامة الناس، نظراً لأهميته في المساهمة ببناء مجتمع أكثر صحةً و ازدهاراً . ولكن على الرغم من المزايا الهامة لنهج الحد من الضرر على المجتمع، إلا أن عصر المعلومات المُضلِلة والإفتقار إلى المعلومات الدقيقة وتزايد عدم الثقة بالعلوم ، يهددان بتقليص مزاياه الإيجابية.
عندما يفتقر الأفراد إلى الحقائق الكاملة المتعلقة بخيارات وسلوكيات الحد من الضرر، قد يترددون في إتخاذ خطوات إيجابية حيالها بدافع الخوف او التشكيك في فوائدها. ولعل المثال الأفضل على ذلك هو التردد بأخذ اللقاحات. فقد وجدت دراسة أمريكية، استندت إلى بيانات مستقاة من وسائل التواصل الاجتماعي الرائدة بالإضافة إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، علاقة بين المعلومات الخاطئة وأخذ اللقاح، فعندما زادت المعلومات المُضلِلة إنخفض معدل تلقي اللقاح .   
 تُظهر الدلائل كذلك أن المعلومات المغلوطة ليست العقبة الوحيدة التي تحول دون حصول الأفراد على معلومات كافية عن صحتهم. 
إذ تُشير دراسة حديثة صادرة عن الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية إلى مخاطر عدم الدراية في مجالات أخرى تتعلق بالصحة الشخصية. فقد وجد استطلاع  شمل أكثر من 1000 بالغ في الولايات المتحدة أن 67% من المشاركين يعتقدون أن عامل الوقاية من الشمس  (SPF30) يوفر ضعف الحماية من الأشعة  فوق البنفسجية الضارة التي يوفرها عامل الحماية (SPF15). بالاضافة إلى ذلك وجدت الدراسة أن نحو 43% من المشاركين لا يدركون أن الظل يحمي من الأشعة فوق البنفسجية. 
أما في موضوع التغذية، فقد وجد بحث حول تأثير ارتباك المستهلك على قدرته على الحصول على المعلومات الغذائية اللازمة وفهمها لاتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بسلوكه الغذائي أن "المعلومات الغذائية غير الكافية المستمدة من مصادر غير موثوقة، والمعلومات الغذائية المغلوطة، وسوء الإلمام بالتغذية"، تمنع المشاركين من اتخاذ خيارات غذائية صحية. 
كما أن المعلومات المُضللِة و الافتقار  إلى الوصول إلى الحقائق يُعيقان التقدم نحو مستقبل خالٍ من الدخان. فقد وجد استطلاع عالمي أجرته شركة فيليب موريس انترناشونال شمل أكثر من 29000 بالغ، أن نحو نصف المشاركين يعتقدون خطأً أن السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن أكثر ضرراً أو تُعادل ضرر السجائر (نحو 45 بالمائة لكل فئة من المنتجات). وفي الوقت عينه، وفقاً للاستطلاع نفسه، تَبيَن انه من المرجح أن يتحول أكثر من ستة من كل عشرة مدخنين (63 بالمائة) إلى بدائل أفضل (مثل السجائر الإلكترونية أو منتجات التبغ المسخن) لو تَوفّر لهم إيضاحات عن كيفية إختلافها عن السجائر والعلم الكامن وراء تلك البدائل.

تشير الأمثلة المبينة أعلاه كافة إلى الحاجة إلى مزيد من الشفافية في إيصال المعلومات الدقيقة، وإلى حوار مفتوح، وصوت أعلى للعلم من خلال المنصات الإعلامية كافة، لمعالجة المعلومات الخاطئة وسوء الفهم حول العناية الشخصية على نطاقٍ واسع.
تؤثر المعلومات المضلِلة أو غير الدقيقة، سواء عبر الإنترنت أو عبر الوسائل الإعلامية الاخرى، بشكل كبير في نظرة الناس وسلوكياتهم. في أحسن الأحوال، تتركهم في حيرة من أمرهم، وفي أسوأ الأحوال، تؤدي إلى زعزعة ثقتهم في الحقائق والعلوم وإرشادات الخبراء، ويمكن أن تقودهم إلى اتخاذ خيارات غير حكيمة.
في نهاية المطاف، يصبح من الصعب للغاية تجاهل الحقائق. ولكن إذا بذلنا جهداً أكبر للقضاء على المعلومات الخطأ، يمكننا تحقيق أكثر وأسرع من ذلك بكثير. تبقى الأدلة العلمية والشفافية أفضل الوسائل لتحقيق ذلك ليتمكن الرجال والنساء من اتخاذ قرارات مدروسة.
برعاية "شركة فيليب موريس للخدمات الإدارية (الشرق الأوسط) المحدودة"

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2m6yun4r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"