نادي المبدعين

مجموعة التوصيات التي خلص إليها ملتقى كبار السن 2022 والذي نظمته دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، تعكس مدى الاهتمام المتنامي بهذه الفئة المهمة في المجتمع، والحرص على تنفيذ البرامج التي من شأنها أن تسهم في تعزيز الجوانب النفسية والاجتماعية لكبار السن الذين كان لهم دور فاعل، وإسهامات وبصمات واضحة في مسيرة البناء والتطوير منذ تأسيس الدولة.
إنشاء نادي المبدعين من كبار المواطنين، يتطلب تعاون وتكاتف العديد من الجهات ذات العلاقة، ومثل هذه النوادي التي يتم إنشاؤها وفق أسس علمية مدروسة، ستشجع كبار السن على الالتحاق بها، والتفاعل مع البرامج والأنشطة التي تطرحها، وهذا بدوره يسهم في شغل وقت فراغ كبار السن، بطريقة تجعلهم فاعلين في تفاصيل الحياة اليومية، إلى جانب رفع مستوى جودة الحياة والرفاهية لديهم. 
تنفيذ توصية إشراك كبار السن في مجالس أولياء أمور طلبة المدارس، من شأنه أن يحقق العديد من الفوائد، سواء لكبار السن أو كبار المواطنين الذين يتم اختيارهم للمشاركة، أو للمجالس وذلك لجهة الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في الوصول إلى قرارات، تعزز من أداء مجالس الآباء، إلا أن المشكلة تكمن في أن أعضاء مجالس الآباء، هم أولياء أمور طلبة ما زال أبناؤهم على مقاعد الدراسة، وتنتهي عضويتهم بالمجالس مع تخرجهم في المدارس، ما يتطلب آلية تسمح بدخول كبار السن في مجالس الآباء.
الخطوة المقبلة تتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذ التوصيات التي تم اعتمادها، وذلك بالتنسيق والتعاون مع جهات الاختصاص، وبحث تعميم هذه التوصيات على مستوى الدولة، فتوصية استحداث مساق علمي بعنوان: «الابتكار الاجتماعي لخدمة كبار السن» لطرح الأفكار وتطبيقها من قبل طلاب الجامعات، تضع على الجامعات مسؤولية المشاركة الفاعلة في تحويل هذه الأفكار إلى برامج عمل قابلة للتنفيذ، في إطار الاهتمام المتنامي من قبل الجميع بكبار المواطنين. 
الخبراء والمختصون يُجمعون على أن تعزيز الجوانب الاجتماعية لكبار السن من أهم العناصر التي من شأنها أن تبعد هذه الفئة عن العزلة، وتحميهم في الوقت ذاته من العديد من الأمراض والمضاعفات الصحية مثل الاكتئاب واضطرابات النوم، وبالتالي فإن استحداث وطرح برامج اجتماعية تفاعلية لكبار السن، يساعد كثيراً على تحسين حالتهم الصحية والنفسية، وهنا تقع المسؤولية على مختلف الجهات، وحتى أفراد الأسرة الواحدة، والمطلوب منهم جميعاً التعاون لإدماج كبار السن في المجتمع وفي الأسرة.
[email protected]