عادي

أعضاء مصغرة لمعالجة المرضى.. ثورة طبية قيد الإعداد

19:13 مساء
قراءة دقيقتين

تطوير أعضاء مصغرة أشبه بتجسيدات رمزية للبنكرياس أو المثانة، بهدف فهم وعلاج الأمراض بشكل أفضل: هذه الرؤية قد تبدو من عالم الروايات، لكنها حقيقية للغاية وتخضع للدرس من جانب فريق من الباحثين من جميع أنحاء العالم.

بمعهد باستور في باريس، يكرس فريق الباحثة ميريا ريكيتي، رئيسة الآليات الجزيئية في مختبر الشيخوخة المرضية، وقته في إنتاج أدمغة صغيرة، أو بشكل أدق عضويات الدماغ.

ومنذ أن بدأت البحوث في نهاية عام 2020، ظهرت الآلاف من هذه العضويات، مئات منها لا يزال على قيد الحياة في التخمير الحيوي.

بالعين المجردة، يبدو ذلك على شكل كرات بيضاء صغيرة للغاية محفوظة بحرارة 37 درجة مئوية في علب بيتري، تُحفظ بدورها وفق حركة ثابتة تتيح نقل المغذيات اللازمة وتفادي تجمع هذه العضويات الواحدة مع الأخرى.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه بعد إخصاب البويضة في الطبيعة، تظهر بسرعة ما يسمى بالخلايا الجذعية متعددة القدرات، والتي لديها القدرة على إنتاج جميع أنواع الخلايا في جسم الإنسان، من خلايا عصبية أو جلدية أو ما إلى ذلك.

مع ذلك، نجح الباحث الياباني شينيا ياماناكا (الحائز جائزة نوبل للطب عام 2012)، قبل أقل من 20 عاماً، في تطوير طريقة تجعل من الممكن إعادة برمجة الخلايا البالغة المتخصصة في المختبر (الكبد والخلايا العصبية وما إلى ذلك)، بحيث يمكنها مرة أخرى إنتاج جميع أنواع الخلايا.

وشكلت هذه «الخلايا الجذعية المستحدثة متعددة القدرات»، والتي تسمى اختصاراً iPS، نقطة تحول في تاريخ علم الأحياء البشري، ما سمح بالكثير من الأبحاث الجديدة.

ومن الخلايا الجذعية المحفزة على وجه التحديد، يعمل فريق معهد باستور، بناءً على بروتوكولات طورتها مختبرات مختلفة، على توليد أشباه عضويات في الدماغ، ما يتيح الحصول في غضون بضعة أشهر على خلايا منظمة بحجم ثلاثة أو أربعة ملِّيمترات.

وتقول ميريا ريتشيتي «إنه شيء أبسط بكثير من القشرة المخية البشرية، لكن هذه العضويات تتكون من أنواع مختلفة من الخلايا، تتفاعل مع بعضها بعضاً، وتشكل طبقات تتمركز بشكل صحيح». وفي المجمل، يعطي ذلك «بنية ثلاثية الأبعاد، قريبة جداً من دماغ إنسان يبلغ من العمر 20 أسبوعاً».

ويشكل ذلك أحد مفاتيح فهم الفائدة من هذه التكنولوجيا الثورية، فالعضويات تعمل على تغيير الطريقة التي تُدرس بها الخلايا، فيما تُجرى معظم الأبحاث حالياً على خلايا ثنائية الأبعاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9bmrka

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"