تحقيق: حازم حلمي
فتح جيتكس 2022، الباب على مصراعيه لمطوري ومصممي روبوتات الذكاء الاصطناعي، ليعرضوا فيه أفضل منتجاتهم من صناعة روبوتات المستقبل. لا تكاد تمشي في زاوية من زوايا المعرض الذي انطلق أول مرة قبل 42 عاماً، إلا وستصادف أحد هذه الروبوتات، بعضها مبتسم والآخر قد يرشدك إلى الطريق، وبعضها يروج لمنتج شركته بطريقة مبتكرة، وبعضها يقدم النصائح للزوار وهو مبتسم. فرصة عظيمة وأبواب كثيرة كما يقول أصحاب هذه الروبوتات فتحها جيتكس لهم؛ ليتعرف الجمهور إلى هذا الإنسان الآلي الذي يعتبر أشد المنافسين المقبلين للبشر.
تستجيب الروبوتات التي يتم عرض بعضها لأول مرة في جيتكس دبي للعديد من الأنظمة والتحديثات، للتوافق مع التعديلات التي يضيفها الأفراد والشركات لها، وبالتالي فإن خيارات من سيقتني هذه الروبوتات متعددة وكثيرة ومتنوعة.
أكثر من 30 نوعاً من الروبوتات التقيناها أثناء زيارتنا لمعرض جيتكس 2022، ولا يشبه روبوت أخاه، فلكل واحد مهام يقوم بها، ورسالة تسويق وبيع يجب عليه أن يظهرها للزبون حتى يشتريه ويقتنيه.
سيطرت 5 دول كبرى على سوق الروبوتات مستحوذة على 74%، وهي الصين واليابان، وكوريا الجنوبية، وألمانيا والولايات المتحدة.
استكشاف فرص التسويق
يقول سلمان مقيمي، مهندس في تصميم وتطوير الروبوتات: «بدأنا هذا العام في تصنيع روبوتات «بيك بوت» PeykBot لتوصيل الطاعم للزبائن، يستخدم الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأرصفة والقيادة عبر مناطق المشاة، وهو حل مثالي لعمليات التسليم المستدامة والسريعة والمريحة التي يمكن دمجها بواسطة العديد من منصات التوصيل، وهي منتشرة الآن في قطر لتبدأ المهام خلال كأس العالم».
وأضاف: «أنفقنا في تطوير الروبوت «بيك بوت» أكثر من 500 ألف جنيه استرليني العام الماضي 2021، واخترنا عرضه في جيتكس لاستكشاف الشراكة والتعاون مع منصات التوصيل في منطقة الخليج العربي، ونعتقد أن المنطقة هي البيئة الجديدة للتكنولوجيا الذكية وهناك أسس قوية بدأت في تنفيذها من قبل الجهات الحكومية».
تشير التوقعات بأن يصل الإنفاق العالمي على الروبوتات إلى 242 مليار دولار العام المقبل 2023، كما سيتضاعف حجم السوق العالمية للروبوتات إلى ثلاثة أضعاف حجمها الحالي، حيث يتوقع أن ترتفع قيمتها من 98 مليار دولار في عام 2018 إلى أكثر من 275 مليار دولار بحلول عام 2025.
مهام متعددة
ترى مهرة آل علي، مهندس قواعد بيانات في مؤسسة الاتصالات المتخصصة «نداء»، أن العالم مقبل على ثورة كبيرة في إنتاج العديد من الروبوتات التي تتمتع بمهام مختلفة، موضحة أن المؤسسة تعرض في جيتكس الكلب البوليسي الآلي المعروف ب«سبوت» Spot الذي يجمع بين أفضل التقنيات الروبوتية والبرمجيات، لدعم العمليات ذات المهام الحرجة، ويمكن استخدام هذا الروبوت لأتمتة مهام الفحص الروتيني والتقاط البيانات ونقلها بأمان في الوقت الفعلي.
وأوضحت أن الروبوت تمّ إنتاجه بالتعاون مع شركة «إيرباص»، ويحمل على ظهره جهازاً مزوداً بنظام الذكاء الاصطناعي، والعديد من الحساسات مثل حساسات الحرارة، والتعرف إلى الأدوات والأشخاص، ويمكن المساعدة في العديد من المهام في المطار كفحص الحقائب، وتسهيل مهام عمل رجال الأمن، ويمكن استخدامه للدخول إلى مناطق الحرائق لإعطاء معلومات عنها، ويعمل على تحليل الأشياء التي يراها ويقوم بإرسالها على الفور إلى مركز البيانات، ويتم التعامل مع الأمر بناءً على المعلومات الدقيقة التي حصلنا عليها. عادة ما تُستخدم الروبوتات البشرية لخدمة العملاء، والالتقاء والترحيب، وأبحاث التعلم والتطوير واستكشاف الفضاء، والمساعدة الشخصية وتقديم الرعاية، والتعليم والترفيه، والبحث والإنقاذ، والتصنيع والصيانة، والعلاقات العامة، والرعاية الصحية، وغير ذلك الكثير.
روبوتات للتعليم
تقول ماد فيراس من فرنسا، وتشارك للمرة الثانية في معرض جيتكس: «نقوم بصناعة روبوتات من أجل الخير باستخدام الذكاء الاصطناعي العاطفي، والتي لها تأثير على القضايا الاجتماعية، مثل التعليم والإدماج وكبار السن، وصديق الأطفال».
وأضافت: «لقد استثمرنا 7 ملايين في صناعة روبوت الأصدقاء «Buddy»، ونحن نعمل على أنماط مختلفة من الروبوتات في العديد من المجالات، الضيافة والترحيب، وغيرها، وهذا العام نبحث عن شركاء موزعين ومستثمرين لنشر روبوتات Buddy على نطاق واسع في دولة الإمارات».
في أحدث تقرير لأكسفورد الاقتصادي، أشار إلى أن ما يقارب ال 20 مليون وظيفة في قطاع الصناعات حول العالم سيتم إنجازها بواسطة الروبوتات، وهو ما يعني فقدان 20 مليون شخص لوظائفهم في عام 2030.
جيتكس فرصة
قال جيسون رينو مؤسس شركة Firestorm الأمريكية: «طورنا روبوتين أحمر وأسود اللون في دبي، والروبوت الأحمر استثمرنا في إنشائه حوالي 100 ألف درهم، وهو قادر على التفاعل مع الجمهور من خلال قدرته على التجول، وارتفاعه 8 أقدام، ويمكن توصيل المهام والأعمال التي تطلب منه من خلال الاتصال على جهاز iPad المدمج على صدره».
وأضاف: «لدينا حالياً روبوت واحد، ونعمل على تطوير الروبوت الثاني، ونهدف إلى تسويق الروبوتات في العديد من دول العالم، وبدأنا حالياً في جيتكس دبي الذي يعتبر منصة انطلاق لنا، لكننا سنعمل على تطوير وتحديث الروبوت الجديد، وإضافة المزيد من الميزات التكنولوجية إليه، حتى يصبح منافساً قوياً لغيره من الروبوتات».
كشف الاتحاد الدولي للروبوتات، أن الصناعة العالمية تستقبل 422 ألفاً و271 روبوتاً صناعياً سنوياً، تزيد قيمتها على 16 مليار دولار. وأوضح الاتحاد في تقرير له، أن أكثر من نصف هذه الروبوتات يستخدم في صناعة السيارات والإلكترونيات، متوقعاً أن تشهد هذه النوعية من الروبوتات نمواً سنوياً قدره 23%.
عالم مملوء بالتحديات
قال الدكتور عماد علال، مؤسس ومدير شركة نملة في فرنسا: «نشارك لأول مرة في معرض جيتكس دبي، وهو سوق كبير مملوء بالتحديات والمنافسة بين عارضي الروبوتات، وهذا بحد ذاته يعطي طفرة كبيرة لصناعة هذه الروبوتات، وإضافة تعديلات جديدة عليها لتخدم شريحة أكبر من المجتمع».
وأضاف: «نعمل في إنترنت الأشياء وشبكات ال 5G والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وهذا الروبوت الذي يسمى «ألف» يقوم بالعديد من المهام: يرحب بالزوار في المعارض والمحلات، ونقوم بربطه بمعلومات من الشركة مباشرة للتواصل مع الجمهور».
وقال: «لدينا العديد من المستثمرين لدعم توجه الشركة في صناعة الروبوتات وإنترنت الأشياء، واستثمرنا 1.5 مليون يورو في هذه الصناعة، وهناك خطة من أجل فتح خطوط جديدة مع مستثمرين وشركات من أجل طرح هذا الروبوت في المنطقة».
