اعترافات شيرين قوّة

23:45 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

بعيداً عن الأضواء يعيش الفنانون حياتهم بشكل طبيعي كسائر البشر، يفرحون ويحزنون، يصيبون ويخطئون، لكن الفرق أن الشهرة (والأضواء طبعاً) تبيح للجمهور أحياناً أن يتجاوز حدوده وينصّب نفسه ولي أمر أي فنان، من حقه أن يملي عليه ما يجوز وما لا يجوز، ويصدر أحكامه عليه حتى دون أن يفهم ما الذي يحصل خلف الكواليس، وكيف تسير حياة هذا الفنان خلف جدران بيته؟، وهل هو ظالم أم مظلوم، وهل هو سعيد أم مقهور؟. 

شيرين عبدالوهاب من أكثر الفنانين والفنانات تعرضاً للتهكم على السوشيال ميديا، والأكثر خضوعاً لأحكام الجمهور عليها بالسلب حيناً وبالإيجاب أحياناً؛ والسبب لا يعود فقط إلى التقلبات الكثيرة في حياتها، بل هناك عامل أهم وهو عدم نضج شيرين وافتقادها للذكاء الاجتماعي كي تعرف كيف تتحكم في تصرفاتها وأقوالها أمام الجمهور والصحافة، وحتى في جلساتها مع أشخاص يغتنمون أي فرصة متاحة لتسجيل مواقف محرجة ونشر الفيديو على السوشيال ميديا دون علم الفنانة. 

في المقابل، نكتشف اليوم أن هذه الفنانة المكسورة الخاطر والتي عانت كثيراً بسبب زواجها غير المتكافئ من حسام حبيب، والذي أدى إلى تدهور حياتها ودخولها في أزمة صحية ونفسية قبل وخلال الطلاق، قوية وتملك إرادة مكّنتها من الوقوف ثانية والغناء مجدداً والاعتراف بأخطائها علانية؛ فليس من السهل أن تجلس فنانة على كرسي لتسرد فصولاً من مأساتها الشخصية، وتعترف بأنها أخطأت بحق نفسها، وأنها كانت متهورة لا تزن الكلام قبل أن تنطق به وتتحدث بمنتهى العفوية، وذلك خلال لقائها ببرنامج «صاحبة السعادة» على قناة «دي إم سي» مع الإعلامية إسعاد يونس. 

«اكتشفت إن الناس بتحبني ومتحبش تشوفني أغلط، والغلط كان جزءاً من شخصيتي المستهترة، مش كل حاجة ممكن تتقال، ولو أنا حافظت على اتزاني هبقى أسعد واحدة لأنهم هيبقوا سعداء بيَّ»، جرأة كبيرة أن تعترف شيرين بهذه الحقيقة وهي بالكاد تستعيد حيويتها ونشاطها الفني، وليس سهلاً أن تعترف بأنها عاقبت نفسها على اختيارها الخاطئ وتضحياتها التي لم تكن في محلها، بحلق شعرها وخروجها على الملأ لتشكل صدمة للجمهور، فهي رأت أنها بذلك تولد من جديد وتنفض عنها غبار الأيام المرّة الماضية.  ليست الفنانة الأولى التي تمر بأزمة نفسية ولا الأولى التي تفشل في علاقة وزواج، ولن تكون الأخيرة، إنما هي من القلائل الذين يواجهون الجمهور بهذه الشفافية، وعلى الجمهور أن يقدر هذا التواصل الحقيقي، بلا تنمر أو استخفاف، خصوصاً أنها اعترفت أنها بحاجة إلى أن يحتويها الجمهور.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ayufsum

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"