«وول ستريت» تتعثر مع نتائج دون المتوقع

تراجعت الأسهم الأمريكية، الجمعة، إذ أبقت توقعات التضخم المرتفعة المخاوف من أن مسار رفع أسعار الفائدة الاتحادية القوي قد يؤدي إلى ركود.

وفي الجلسة الأخيرة من أسبوع متقلب، فتحت الأسهم على ارتفاع قبل أن تغير مسارها بعد أن أظهرت بيانات من جامعة ميشيجان تحسن معنويات المستهلكين في أكتوبر /تشرين الأول، لكن توقعات التضخم ساءت مع ارتفاع أسعار البنزين.

وكانت بيانات أظهرت الخميس أن مؤشر أسعار المستهلكين، الذي يقيس التضخم، لا يزال مرتفعا بشدة.

وفقد المؤشر ستاندرد اند بورز 500 ما قيمته 84.18 نقطة أو 2.29 في المئة ليغلق عند 3585.73 نقطة، فيما خسر المؤشر ناسداك المجمع 325.82 نقطة أو 3.06 في المئة إلى 10323.33 نقطة. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 368.69 نقطة أو 1.23 في المئة إلى 29670.03 نقطة. 

وارتفعت أرباح شركات ستاندرد اند بورز بنسبة 2.4٪ في الربع الثالث، وفقًا لأحدث تقديرات المحللين التي جمعتها «فاكت ست». هذا هو أسوأ نمو منذ الربع الثالث من عام 2020، قلب الوباء.

عندما بدأ الربع الثالث، كان من المتوقع أن يبلغ نمو الأرباح 10٪ لهذه الفترة، لكن ارتفاع التكاليف وأسعار الفائدة تآكلت أرباح الشركات. في الفترة التي سبقت بداية موسم التقارير هذا، أصدرت 65 شركة ستاندرد آند بورز إرشادات سلبية، مقارنة بـ 41 فقط أعطت توقعات إيجابية.

• أرباح البنوك

تجاوزت أرباح «جيه بي مورجان» توقعات المحللين خلال الربع الثالث بدعم من زيادة دخل الفائدة، وأعلن أكبر بنك في أمريكا من حيث الأصول تسجيل أرباح 3.12 دولار للسهم خلال الربع الثالث منخفضة من 3.74 دولار في نفس الفترة من العام الماضي، لكنها أعلى من التوقعات البالغة 2.88 دولار، وبلغت الإيرادات 33.49 مليار دولار.

وذكر البنك أن صافي دخل الفوائد ارتفع 34% خلال الربع السنوي إلى 17.6 مليار دولار، مع رفع الاحتياطي الفيدرالي للفائدة لمواجهة التضخم.

وخصص البنك احتياطات بقيمة 808 ملايين دولار وسط مخاوف من حدوث انكماش اقتصادي بسبب جهود البنك المركزي.

• مورجان ستانلي

من جهته، أعلن «مورجان ستانلي» عن نتائج مخيبة، بضغط من تراجع إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية للبنك. وقال البنك الاستثماري إن أرباحه البالغة 2.63 مليار دولار خلال الربع الثالث، تراجعت 29% على أساس سنوي، وهي أدنى من التوقعات، محققاً 1.47 دولار للسهم مقابل توقعات عند 1.49 دولار.

وبلغت إيرادات البنك 12.99 مليار دولار خلال الفترة مقارنة بوقعات 13.3 مليار دولار، وتراجعت الإيرادات 12% عن العام السابق. وانخفضت الإيرادات الفصلية للخدمات المصرفية الاستثمارية 55% لتصل إلى 1.28 مليار دولار، وهو ما يتوافق مع تقديرات المحللين،

في حين تراجعت إيرادات إدارة الاستثمار 20% لتصل إلى 1.17 مليار دولار، وهي أقل من توقعات السوق البالغة 1.29 مليار دولار.

• سيتي جروب

إلى ذلك، قالت مجموعة «سيتي جروب» المصرفية إن أرباحها للربع الثالث تراجعت 25% مع زيادة مخصصات خسائر الائتمان وتراجع الخدمات المصرفية الاستثمارية.

وفي الربع المنتهي في 30 سبتمبر، انخفض صافي الدخل بنسبة 25% على أساس سنوي إلى 3.48 مليار دولار، أو 1.63 دولار في أرباح السهم. وتضمنت النتائج مكاسب قبل الضرائب بقيمة 520 مليون دولار من بيع أعمالها الاستهلاكية في آسيا.

وجاء الانخفاض في الأرباح جزئياً من زيادة احتياطيات خسائر القروض، حيث زادت «سيتي» مخصصاتها لخسائر الائتمان بصافي 370 مليون دولار، مقارنة بإصدار أكثر من مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي. وبلغ إجمالي مخصصات خسائر الائتمان للربع 1.37 مليار دولار.

على صعيد التداول، أعلنت «سيتي» عن 3.06 مليار دولار من إيرادات الدخل الثابت و1.01 مليار دولار من عائدات الأسهم، مقابل توقعات3.19 مليار دولار و965 مليون دولار على التوالي.

وكانت الخدمات المصرفية الشخصية نقطة مضيئة، حيث ارتفعت الإيرادات 10٪ على أساس سنوي إلى 4.33 مليار دولار، مما يعكس نمو صافي دخل الفائدة مع ارتفاع أسعار الفائدة.

• «ويلز فارجو»

إلى ذلك، تراجعت أرباح «ويلز فارجو» خلال الربع الثالث مع تخصيص البنك المزيد من الأموال استعدادًا لتباطؤ اقتصادي محتمل ناتج عن سعي الاحتياطي الفيدرالي لمواجهة التضخم. وبلغت أرباح رابع أكبر المصارف الأمريكية 3.53 مليار دولار أو 85 سنتا للسهم خلال الربع الثالث المنتهي في الثلاثين من سبتمبر، مقارنة مع 5.12 مليار دولار أو 1.17 دولار للسهم في نفس الفترة من العام الماضي.

وعزز البنك مخصصات الخسائر الائتمانية إلى 784 مليون دولار، مقارنة مع 1.4 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق.

• مبيعات التجزئة

واستقرت مبيعات التجزئة الأمريكية خلال سبتمبر على غير المتوقع، مع تأثير ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته في 40 عامًا، على الإنفاق. وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن قيمة إجمالي مبيعات التجزئة استقرت خلال سبتمبر، بعد تعديل بيانات أغسطس بالرفع لتظهر ارتفاع المبيعات 0.4%، في حين كان متوقعا ارتفاع المبيعات 0.2% في الشهر الماضي.

باستثناء البنزين، فإن مبيعات التجزئة تكون قد ارتفعت 0.1% في سبتمبر، بينما انخفضت المبيعات في محطات الوقود بنسبة 1.4%.

• تداولات الخميس

وأغلقت الأسهم الأمريكية على ارتفاع حاد، الخميس، إذ تراجع المستثمرون عن رهانات الهبوط بعد تقرير أسعار المستهلك المخيب للآمال. وقاد القطاعان المالي والطاقة المكاسب بين قطاعات ستاندرد اند بورز.

وتراجعت الأسواق بشدة في وقت سابق من الجلسة بعد أن ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي بوتيرة سنوية قدرها 8.2 في المئة في سبتمبر أيلول، مقارنة مع تقديرات بارتفاع 8.1 في المئة.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 6.6 في المئة الشهر الماضي، مقارنة مع تقديرات بارتفاعه 6.5 في المئة. وكانت القراءة أعلى من ارتفاع 6.3 بالمئة في أغسطس/ آب.

وارتفع ستاندرد اند بورز، الخميس، بواقع 92.38 نقطة أو 2.58 في المئة ليغلق عند 3669.41 نقطة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المجمع 227.30 نقطة أو 2.18 في المئة إلى 10644.4 نقطة. وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 829.08 نقطة أو 2.84 في المئة إلى 30039.93 نقطة.