تحقيق: يمامة بدوان
تجربة ثلاثية الأبعاد، بزاوية 360 درجة، أصبح الإقبال عليها واسع النطاق، ليس في عالم الشركات الخاصة، بل في الدوائر والوزارات الحكومية، ما جعلها تدخل سباقاً في تقديم خدماتها للمتعاملين، خلال دقائق، مقارنة مع ساعات كان يتطلبها أمر إنجاز أي معاملة، فضلاً عمّا تستنزفه من وقت وجهد لكلا الطرفين، المتعامل والموظف.
«الخليج»، استطلعت آراء عدد من المسؤولين والمختصين على هامش فعاليات معرض «جيتكس 2022»، حيث أكدوا أن «الميتافيرس» بات ينقل الجماهير من الأرض إلى الفضاء، عبر تجربة الواقع الافتراضي، ما يرتقي بسعادة المتعاملين ويمنحهم معلومات دقيقة، فضلاً عن سرعة في الإنجاز لا تتطلب سوى دقيقة، مقارنة مع ساعة كاملة بالطريقة التقليدية.
بديل للواقع
البداية كانت مع خليفة الجزيري، رئيس لجنة «الميتافيرس» في وزارة الاقتصاد، الذي قال إن «الميتافيرس» هو مكان إلكتروني بديل للواقع الذي نعيش فيه اليوم، ويمكن إجراء أي معاملة عن طريق واقع افتراضي، حيث نستخدمه في الوزارة كأحد الفروع الحقيقية، لكن في الفضاء وليس على الأرض.
وتابع أن هناك إقبالاً واسعاً على استخدامه، حيث يعد حركة جريئة تتصدرها وزارة الاقتصاد، وكأول جهة اتحادية يكون لديها مقر كامل في «الميتافيرس»، يشمل الخدمات كافة، وهناك أكثر الخدمات التي يزيد الإقبال عليها، تشمل كلاً من: قيد وكالة تجارية، وتجديد قيد وكالة تجارية، وتجديد براءة اختراع، وطلب براءة اختراع، وتسجيل المصنفات الفكرية، وإصدار شهادة المنشأ العربية.
وأوضح أن أكثر ما يمتاز به «الميتافيرس»، ليس توفير الوقت والجهد للمتعاملين، بل للموظفين، حيث يمكن لهم عقد اجتماعات في قاعة لجنة «الميتافيرس»، والشعور بوجود الآخرين، كما أنه عالج مشاكل المتعاملين ومنحهم شعور «التواصل» بينهم وبين الموظفين، من دون الحضور الشخصي للوزارة، حيث أصبح في متناول اليد في أي وقت، ويسمح للمتعامل بالحصول على موعد مع الموظف المعني بالأمر، ما يمنحه معلومة دقيقة وزيادة في تحقيق سعادته، وبذلك فإن «الميتافيرس» ساعدنا بإرجاع «التواصل» من دون هدر المال والتلوث، ومواجهة المتعاملين لازدحام الطرق وغير ذلك، بل إنه يسهم في تقديم الموظف للخدمة لأكثر من متعامل في الوقت ذاته، ما يسمح بزيادة الإنتاج.
قلب الحدث
أما إحسان عنبتاوي، الرئيس التنفيذي للعمليات والتسوق في «مايكروسوفت» الإمارات، فأوضح أنه من خلال تقنية الواقع المدمج الخاصة بجهاز مايكروسوفت «هولولينس 2»، الذي يستخدم تقنيات «الميتافيرس» والذكاء الاصطناعي، يمكن للأفراد تجربة تحاكي الواقع كأنهم في قلب الحدث، حيث يمكن لهم التجول في عدة معالم رئيسية في الإمارة، منها متحف المستقبل، وبرج خليفة، وبرواز دبي، ودار الأوبرا، ما يجعلهم يتفاعلون معها ويرونها بشكل ثلاثي الأبعاد، كما يمكن لهم تخطيط الزيارة لأي من هذه المعالم والمدينة من المنصة ذاتها.
وقال إن «الميتافيرس» هو دمج بين «الافتراضي» و«الواقعي»، ما يعزز من تجربة المستخدم له، بحسب رؤية «مايكروسوفت»، التي تسعى إلى تعزيز إنتاجية المستخدمين، سواء على صعيد الحياة الشخصية، أو العملية، من خلال موافقتها لمنصة «مايكروسوفت تيم» للعمل التفاعلي والاجتماعات عن بُعد.
الوقت والجهد
بدوره، أوضح المهندس محمد كلندر، مساعد مدير إدارة دورة حياة الأصول الرقمية في «ديوا»، أنه من خلال «ديوا فيرس»، التي تشمل 5 خدمات، هي مركز الخدمات الشاملة وغرفة الاجتماعات والجلسات المباشرة ومختبر الابتكار والطائرات الروبوتية، يمكن أن نجمع المتعامل والموظف في عالم افتراضي مباشر، حيث يمكن مساعدته بكل النواحي، وتخليص أي معاملة في اللحظة نفسها، ما يسهم في اختصار الوقت والجهد للمتعامل بالدرجة الأولى، إذ يمكن إنجاز أي معاملة خلال دقيقة، إلى دقيقتين، مقارنة مع ساعة كاملة في حالة إنجاز المعاملة بالشكل التقليدي.سرعة الإنجاز
في حين، أشار المهندس أحمد العمور، مدير مشاريع في دائرة المالية، في عجمان، إلى أن الدائرة أجرت تجربة واقعية على 100 متعامل، حيث تطلب أمر إنجاز المعاملة من خلال «الميتافيرس» من 5-10 دقائق، ما يعني سرعة في الإنجاز، وتوفير أكثر من 90% في المعاملات.
وقال إن «الميتافيرس» يتيح للمتعامل عيش الواقع الافتراضي بدل زيارة المبنى بشكل واقعي، ما يسمح له برؤية تفاصيل المبنى كاملة، والتحدث مع الموظفين والتقديم على أي خدمة.
