تحقيق الأهداف

00:50 صباحا
قراءة دقيقتين

لا شك في أن لكل إنسان منّا أحلاماً وأهدافاً ينشدها، بعضها ربما يظل حبيس أحلام اليقظة، فتشعر أنك فاشل وغير قادر على مواصلة الطريق بسبب التحديات الكبيرة التي ستعترضك خلال رحلة حياتك.
وتمضي بك سفينة الحياة التي تتذبذب في بحر متلاطم الأمواج دون أن تهتدي إلى بر الأمان، فتحيا كالحالمين الذين لا يملكون شيئاً سوى أضغاث أحلام تقتات مخيلاتهم التّعِسَة عليها دون أن ترى النور.
ربما تتساءل بينك وبين نفسك: ما السبب الكامن وراء التوقف في منتصف الطريق أو حتى عدم السير في الطريق من أساسه؟ فدعني أخبرك بأن السبب الرئيسي في فشل معظم الناس وعدم تحقيقهم لما يطمحون إليه، هو أن معظمنا لا يركز على هدف واضح ومحدد، فتجدنا نركز على أهداف متعددة كثيرة، بعضها جوهري وبعضها ثانوي، في حالة أشبه برجل يريد أن يحمل بطيختين أو أكثر بيد واحدة، بدلاً من تركيزه على حمل بطيخة واحدة.
كثير من الناس يحاولون تحقيق أهداف عديدة في آن معاً، فتكون النتيجة هي الفشل. فتشتيت التركيز على أكثر من أمر واحد لا يعطي نتائج ملموسة كبيرة، كأن تطمح إلى إتقان اللغة الصينية خلال سنة واحدة، إلى جانب رغبتك في إتقان جميع أسرار التصميم، إضافة إلى الحصول على خبرة عالية في مجال التسويق الإلكتروني، وربما أكثر من ذلك.
إن وضع أهداف كثيرة خلال فترة زمنية قصيرة يشتت الانتباه ويستنزف الطاقة ويفقد المرء حماسته؛ لأن النتائج الذي سيحصدها ستكون بطيئة، حيث ستلاحظ بعد بضعة أسابيع أنك تقدمت بضع خطوات فقط في تعلم اللغة الصينية، وقليلاً في مجال التصميم والتسويق، وسيبدو لك أنك بعيد جداً عن تحقيق هدفك خلال المدة المتوقعة.
بينما لو قمت بالتركيز على هدف واحد كل مرة، وأوليته كل اهتمامك وتركيزك وطاقتك، فعندها ستتمكن من تحقيق نتائج سريعة وعظيمة.
من مفرزات عصر السرعة الذي نحيا فيه، تشتت الإنسان ورغبته في إتقان كل شيء وتعلم أكثر من مجال واختصاص في وقت واحد، بسبب المنافسة الشرسة ومتطلبات سوق العمل. لكن من يفعل ذلك لن يحصد سوى خيبة الأمل.
لذلك يوصي الحكماء والناجحون، بأن تصب تركيزك على هدف واحد رئيسي كل مرة، وبعد أن تحققه تنتقل إلى هدف آخر، وهكذا دواليك. فضع هدفاً واضحاً محدداً اليوم وحدد فترة زمنية لتحقيقه، وأعطه كل تركيزك وطاقتك، وستغدو من بين أكثر الناس نجاحاً على كوكب الأرض.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28uuvv3d

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"