كما لو أن الخط يتنفّس

صحيح أن المرأة لم تحقق نجومية فكرية في الفلسفة وعلم المنطق والفلك، وفي حدود إبداعية ضيّقة نجحت في الشعر، وفي السينما مخرجات نساء قليلات في العالم وفي الوطن العربي، غير أن المرأة العربية تفوّقت في تجارب تشكيلية عديدة «نجاة مكّي إماراتياً» وفي النحت «منى السعودي»، لكن أكثر نجاحات المرأة في الفن كانت في الخط، وفي ملتقى الشارقة للخط نعاين بتركيز واحترام خطوطيّات نسائية بأقلام وأحبار فنّانات شابات.
المرأة بطبعها وطبيعتها البشرية الناعمة أقرب إلى الإبداع في الخط، وهي تلقائياً ترسم كأي طفل يجد ذاته الحرّة في الخطوط والخربشات والتلوين.
هذه تداعيات على ملتقى الشارقة للخط، أو، أن هذه الكلمات هي تحية إلى الخط الأنثوي النسائي الإنساني والغنائي في ملتقى يجاور بين إبداع الرجل، وإبداع المرأة، ويحوّل الحرف إلى مبنى ومعنى وفكرة.
الخطّاطة اليمنية ريم علي القليصي (مواليد 2001) تخط بالحبر على ورق مقهر. خطّها الرقعة والديواني العثماني، وفي حروفها شيء من فن المنمنمات. حروف صغيرة ناعمة بمعانٍ عظيمة.
الخطّاطة الإيرانية زهراء دوستي (مواليد 1989) ألوانها مذهّبة. ليست بعيدة عن فن الزخرفة. كما لو تحوّل الحرف إلى موسيقا.
الخطّاطة الباكستانية سابا جافييد (مواليد 1986) تذهب بوضوح إلى الزخرفة بعنوان لوني بارز هو الأزرق الفيروزي الهادئ. لون الصفاء.
الخطّاطة العراقية سمية عزيز جاسم (مواليد 1972) عملها حمل اسم: «الارتقاء بالذات». حرف أشبه بنصب يمجّد علوّ الإنسان وقامته والنأي به عن أي ضعف أو انحناء أو انكسار.
الخطّاطة السعودية سميرة عبدالرحمن قربان.. يأتي التعريف بها في الملتقى بأنها أول امرأة سعودية مجازة في الخط من مركز إرسكيا للأبحاث والفنون الإسلامية. ترسم بحبر أسود ياباني على ورق مقهر.
الخطّاطة المغربية سهام كرواض.. تجربتها الخطية في ملتقى الشارقة جديرة بالاقتراب والتعايش. إنها تخط بما تسمّيه الخط المبسوط المغربي الأندلسي بأحبار شمنيك وورق بامبو مقهر.
الخطّاطة الكويتية شريفة سليمان العصفور (مواليد 1980) زخرفة أقرب إلى صناعة الجواهر. تستخدم الذهب المسحوق، وتجعل هذه الزخرفة المذهّبة على شكل دائرة والمركز للدائرة كما لو أنه عين من الذهب.
الخطّاطة الهندية صوفيا نازنين (مواليد 1976) تخط آيات من سورة النور بالخط الديواني الكلاسيكي على ورق طبيعي. الخط في حدّ ذاته طمأنينة وانسياب كما لو أن الحبر يتنفّس.
[email protected]