ليس المطلوب الإلغاء وإنما التعليم

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

كثيرة هي المقالات العلمية؛ بل الدراسات والبحوث، التي وصلت إلى نتيجة؛ مفادها، أن مواقع التواصل الاجتماعي، لا تسرق الوقت الثمين، من مستخدميها وحسب؛ بل إنها تسبب جملة من الأعراض النفسية المؤذية، وبطبيعة الحال، يقصد أولئك الذين يقضون الساعات الطوال في تصفحها. لم يعد سراً، أن من يمضي الوقت الطويل، في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، يدخل في حالة من الكآبة، فهو يرسم في ذهنه تخيلات لواقع لا وجود له، ومع الانتظار الطويل، والمحاولات التي لا تتوقف، وبين خيبة الأمل وضياع الوقت، وظهور بوادر لنجاحه وتميزه، بون شاسع، ولو قدر له، وحقق بعض التميز، فهو يظل غير مقتنع بذلك؛ إذ إن الجهد الذهني والنفسي والصحي، الذي يبذله، لا يتماشى ولا يتواكب مع النتائج التي يحققها.
قرأت قبل فترة من الزمن مقالة علمية، للكاتبة والمؤلفة الدكتورة ليز سوان، أستاذة الكتابة، في جامعة كولورادو بولدر، تحدثت عن مواقع التواصل الاجتماعي، وأتوقف عند مقطع جميل من كلماتها، جاء فيه: «نجحت منصات وسائل التواصل الاجتماعي، في تحويل مشتركيها إلى مستهلكين، ومشاركين، على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، ونجوم تابلويد صغار لأنفسهم، ونشر الصور لإبداء الإعجاب، وكتابة تعليقات لاذعة على المنشورات، وتسجيل الدخول عن طيب خاطر مراراً وتكراراً، مع إدراك تام، أن استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي يجعل الناس، وخاصة المراهقين، يشعرون بالقلق، والاكتئاب، والوحدة، والضياع، واليأس، والحرمان من النوم، وهذا لا يعد تشخيصاً سَرِيرِياً معترفاً به، لكن يبدو أنه مصطلح وصفي مناسب لما نلاحظه». 
وإن أمعنا النظر فالحديث هنا عن المراهقين، عمّن هم في مقتبل العمر، لكن مواقع التواصل الاجتماعي، استقطبت جميع الأعمار والفئات، وتأثيرها بات عاماً وشاملاً، كل هذا ونحن لم نتحدث عن الألعاب الإلكترونية، والتي هي صناعة موازية، متطورة جاذبة، وفي عمقها الكثير من السطحية والإسفاف، والبعد عن القيم والمبادئ. 
لا أحد يطالب بإلغاء مواقع التواصل الاجتماعي، ولا إيقاف المليارات التي تستثمر في الألعاب الإلكترونية، لكن المطلوب، تغذية الأطفال بالقيم والمبادئ، التي تحميهم، وتؤسس في عقولهم جسراً عظيماً من المثل التي لا تضعف أمام أي تيار خطأ، وقبل هذا أن يمتلكوا ذكاء، في الكيفية المثلى لقضاء وقتهم، وأخذ ما يفيدهم من شبكة الإنترنت، وتجنب الضار والمؤذي.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdeve4v3

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"