عادي

شيماء المرزوقي.. الكتابة بقلب طفل

00:05 صباحا
قراءة 4 دقائق
شيماء المرزوقي
  • 37 قصة موجهة للصغار والشباب

علاء الدين مححمود
«الكتابة هي عالمي الخاص وهي من أمتع الأنشطة التي أمارسها والتي أحبها من أعماق قلبي وأعطيها الأولوية في حياتي»، عبر تلك الكلمات المفعمة بالمحبة، تشير الكاتبة الإماراتية شيماء محمد المرزوقي إلى شغفها بالكتابة كنشاط إبداعي مقدم على أي فعل آخر، فقادها ذلك الحب الكبير نحو التخصص في الكتابة للأطفال واليافعين، حيث أثرت المكتبة الإماراتية والعربية بأكثر من 37 قصة موجهة للأطفال ومتخصصة في أدب الشباب، إضافة إلى أعمال روائية وسردية، وكذلك عدة مؤلفات تناقش فيها قضايا ثقافية ومعرفية واجتماعية، والتي شكلت إضافة للمشهد الثقافي والأدبي في الدولة، إلى جانب مقالاتها في العديد من الصحف الإماراتية.

في وقت مبكر من عمرها، ظهرت موهبة المرزوقي في الكتابة الإبداعية، وذلك الأمر دفع الأسرة نحو دعمها وتشجيعها، وكذلك المعلمات في المدرسة، وهي تقول عن ذلك الأمر: «منذ صغري وأنا أحب أن أمسك بالأقلام وأكتب على الجدران والدفاتر حتى في أوقات فراغي، فقد كنت أقضيها في القراءة والكتابة»، وربما ذلك الأمر يفسر تلك الغزارة عند الكاتبة التي اشتغلت على نفسها وموهبتها، فما إن وصلت إلى المرحلة الجامعية، حتى صارت تتعامل مع موهبة الكتابة بصورة أكثر جدية ومسؤولية، فكان أن طورت نفسها عبر الورش المتخصصة في الأدب والكتابة السردية والإبداعية، وكذلك عملت على تطوير أدواتها وأسلوبها الإبداعي من خلال القراءة المستمرة في الأدب وشتى ضروب المعرفة.

عالم الصغار

ولجت المرزوقي مجال الكتابة للأطفال واليافعين، لكنها خرجت عن المعتاد في ذلك التخصص الصعب، فصارت لها طريقتها وأسلوبها الخاص التي تحترم عقول الصغار، فكان أن أنتجت العشرات من القصص والكتب التي وجدت صدى وقبولاً كبيراً، خاصة أن معظم تلك الأعمال تخاطب الطفل الإماراتي وتفرد له حكايات من واقعه فتنمي فيه روح الانتماء والوطنية، وتشحذ قلبه وعقله بالعديد من القيم والأخلاق الفاضلة، وربما كان لتخصص المرزوقي الأكاديمي دور كبير في نجاحها في الكتابة للصغار، فهي في الأصل أكملت دراستها الجامعية في تخصص «طفولة مبكرة، ومرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية»، وهذا جعلها ملمّة بالكثير من احتياجات الطفل، وأيضاً فهم نفسيته، فضلاً عن كتابتها عدة مقالات تربوية موجّهة للأب والأم. والواقع أن مؤلفات المرزوقي وقصصها للأطفال وجدت عند الصغار أنفسهم حباً وتفاعلاً كبيرين، وربما ذلك الأمر هو ما دفعها نحو المزيد، حيث عرفت الكاتبة بإنتاجها الغزير.

مصاعب

أشارت المرزوقي، في الكثير من المناسبات إلى صعوبة الكتابة للأطفال، حيث إن الخطاب الموجه لهم مختلف عن ذلك الذي يخاطب الكبار، وهي تقول عن ذلك الأمر: «عندما يتم تأليف قصة للطفل، يجب مراعاة المرحلة العمرية، وأن تكون المفردات المختارة وفق السياق وغير معقدة ومبسطة، وهناك جانب الرسم الذي هو فعلاً عقبة وصعوبة ماثلة تواجه كل من توجّه نحو هذا المجال»، غير أن الصعوبات التي تناولتها المرزوقي لا تقف عند هذا الحد، فهناك صعوبة التوزيع، وهي معضلة عامة تواجه جميع المؤلفات، غير أن المرزوقي تراهن على الحراك الثقافي الكبير في الدولة، وتزايد أعداد دور النشر، والذي من شأنه أن يحل مثل تلك المشاكل.

الخيال العلمي

المرزوقي قامت بتأليف العديد من الروايات لليافعين من بينها أعمال في أدب الخيال العلمي، مثل رواية «أنسال»، وهي تتحدث عن عوالم ما بعد الثورة الرقمية، والعنوان هو دمج بين كلمتي «إنسان» و«آلي»، وهو يشير إلى موضوع العمل، حيث باتت التقنية تسيطر على كل شيء، وهناك أيضاً روايات مثل: «سافر بعقلك»، و«معركة الثغرة الأخيرة»، و«ريانة»، التي وجدت صدى طيباً، حيث تحدثت عنها الكاتبة قائلة: تتميز ريانة، بأنها رواية من الخيال العلمي وفيها الكثير من الدروس والعبر التي عكست فيها خبراتي وتجاربي في الحياة، ولم أواجه صعوبة في كتابتها، كنت بحاجة إلى تركيزٍ عالٍ في البحث عن كتب عالم الفضاء وعن الأمور الدقيقة حول سطح القمر، وبعض الجوانب العلمية، وعلى الرغم من أن تلك الأعمال يغلب عليها طابع الخيال العلمي، إلا أنها محتشدة برؤى فكرية للكاتبة التي تتناول في تلك الأفكار الواقع والمتغيرات الاجتماعية والعصرية وقضايا الشباب ومشاغلهم في العصر الراهن الذي تغلب عليه التكنولوجيا، وتهيمن على مشهده مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر يخلق العديد من التحديات التي تعالجها المؤلفة بأسلوب جذاب وشيق.

سرد للكبار

لعل أكثر ما يميز المرزوقي، ذلك التنوع في الكتابة والمواضيع، فإلى جانب أعمالها للصغار واليافعين، وروايات الخيال العلمي، فهي أيضا كتبت قصصاً وروايات للكبار، ومن أشهرها رواية «زعفران»، التي تحكي، بدفق إنساني، عن فتاة صغيرة، تم التخلي عنها وقذفتها جدتها في حقول الزعفران، في ليلة شتوية ممطرة شديدة الرياح، لكن غريزة الحياة انتصرت، حيث التقطها مزارع أحسن معاملتها وأسماها زعفران، تيمناً بالمكان الذي وجدها فيه، إضافة إلى ذلك فإن للمرزوقي مجموعة قصصية بعنوان: الراقص، التي عملت المؤلفة على كتابتها بأسلوب جذاب، عبر قصص يتنقل خلالها الكاتب من مكان إلى آخر، حيث تحتوي المجموعة على عوالم مختلفة بحيث تجعل القارئ يسترسل بالقراءة، ويشعر بالمتعة.

مؤلفات

ولئن تخصصت المرزوقي في السرد للصغار والكبار، فقد خاضت كذلك أنواعاً مختلفة من الكتابة في مواضيع كثيرة منها الجانب الاجتماعي والثقافي، وعملت على رصد العديد من المواقف للكثير من الشخصيات عبر تلك الأعمال، ومن تلك المؤلفات، هنالك كتاب: «عظماء انتصروا بالخير»، و«أهلا بكبار المواطنين»، و«منذ متى تطير الخفافيش تحت الشمس».

جوائز

حصلت المرزوقي خلال مسيرتها الأدبية على العديد من التكريمات، والجوائز منها: المركز الأول عن فئة الرواية لجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع لعام 2020، والمركز الأول في مسابقة براري دبي 2019 في مجال القصة القصيرة، وجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم عن فئة الرواية عام 2017، والعديد من الجوائز الأخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48ekbruz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"