عادي

روايات في دور السينما

00:16 صباحا
قراءة 3 دقائق

ميسون أبوبكر
اجتاح عالمنا العربي، عصف روائي محموم، فاق نبوءة الروائي الراحل حنا مينة الذي قال إن الرواية ستصبح ديوان العرب، وأذكر حين حدث نقاش بيني وبينه حول رأيه؛ كم كنت متحيزة كشاعرة للشعر ديواننا القديم، وكم كان متحيزاً للرواية التي توجه لكتابتها جموع من الشعراء إما رغبة في البوح، وإما طلبا للشهرة والانتشار؛ فالرواية تأخذ في البوح حيزاً أكبر من الأصناف الأدبية الأخرى، ولدينا مشهد روائي عربي لا بأس به، إضافة لمشهد حظيت فيه الروايات المترجمة على نصيب كبير من الحضور، سواء في معارض الكتب أو المكتبات وأصبح القارئ العربي يبحث عن الترجمة الجيدة لتلك الروايات التي نقلت ثقافة الآخر إليه وألقت مزيداً من الضوء على تفاصيل بيئته وأشرعت النوافذ على تاريخه، وقد ازدهر عصر الرواية بالجوائز التي اهتمت بها والندوات والطرح النقدي والأدبي.

ترجمة الروايات إلى أفلام سينمائية عزز من حضورها وشوق القراء لاقتنائها، بالرغم أن تلك الدراما قد تكون سلبت الرواية الكثير من جوهرها ومضمونها لضروريات العمل الفني؛ لذلك أصر بعض الروائيين على بقاء رواياتهم على الورق وعدم الموافقة على تحويلها إلى أفلام سينمائية كما فعل الروائي البرازيلي باولو كويلو صاحب الرواية الشهيرة «الخيميائي».

هناك أفلام ساحرة مأخوذة من روايات عالمية وعربية، وقد يكون العامل البصري أكثر تأثيراً في البقاء في المخيلة،. من هذه الروايات «طعام.. صلاة.. حب» للروائية الأمريكية إليزابيث جيلبريت التي كانت روايتها عبارة عن سيرة ذاتية لتجربتها، والتي أدت الممثلة العالمية جوليا روبرتس دور البطولة في الفيلم الذي صور في إيطاليا وبالي بإندونيسيا.

الرواية التي بيع منها أكثر من أربعة ملايين نسخة ذلك الوقت كان لها أثر إيجابي في حياة كثير من النساء بشهادة بعضهن فقد قالت عنها جوليا روبرتس «هذا الكتاب هو هديتي المفضلة لصديقاتي».

«طعام..صلاة.. حب» تعد سيرة ذاتية لتجربة الكاتبة بعد طلاقها ولعلها تذكرني بكتب الطاقة التي راجت مؤخراً مع فرق أنها رواية أدبية بامتياز من وجهة نظري؛ هي تعطي الكثير من الأمل للنساء المعذبات اللاتي يبحثن عن مخرج لحياتهن البائسة ثم ينطلقن برحلة مع القدر والألم والأمل والتصميم لتصل بهم رحلة الحياة إلى حب حقيقي وحياة تليق بأرواحهن وأمانيهن، فمن أقوال العراف كيتون لاير الذي التقته جيلبريت في بالي «في بعض الأحيان يمرض الناس بالحب، فهم لا يجدون الشريك المناسب، لأنه من الصعب العثور عليه»، ولاير يصلح مشاكل الحب برسم سحري يجلب الطاقة الإيجابية حسب قوله لاأن من واجباته الإنسانية أن يساعد الناس كي لا يغضب الرب.

وجيلبريت هي التي هربت من زواج فاشل إلى ديفيد الذي كان يؤدي شخصية من اختراعها - ككاتبة روايات- وهو ما يحدث في الحب البائس، حيث كما تقول: نخترع شخصيات لشركائنا في الحياة ونطلب منهم أن يكونوا كما نريدهم أن يكونوا، ثم ننهار حين يرفضون لعب الدور الذي اخترعناه في الأساس.

في الأدب تكون الشخصيات مدروسة والنهايات فلسفية، وإن لم تكن سعيدة دوماً، وبين طيات الرواية مقولات وفلسفات تصبح نبراساً، لذلك ترجمتها إلى فن جاد يثري الذائقة ويرتقي بالعمل الفني وذائقة المتلقي.

لا ننسى زوجة أحمد وعمارة يعقوبيان وزوربا، كلها روايات أثرت المشهد السينمائي وإن كانت اختصاراً للرواية الحقيقية ومحاكاة سريعة لها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3t3cf388

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"