عادي

رد فعل عكسي للنفط بعد قرار بايدن السحب من الاحتياطي الاستراتيجي.. لماذا؟

00:29 صباحا
قراءة 4 دقائق

ارتفعت أسعار النفط، الأربعاء إذ عادل الحذر من شح المعروض الأثر السلبي للغموض بشأن الطلب والأنباء التي تفيد بأن الولايات المتحدة ستسحب المزيد من الخام من احتياطيها الاستراتيجي.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر كانون الأول 2.38 دولار أو 2.6 بالمئة إلى 92.41 دولار للبرميل عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم نوفمبر/ تشرين الثاني، الذي ينتهي أجل تداوله الخميس، 2.73 دولار، أو 3.3 بالمئة إلى 85.55 دولار للبرميل.

وفي الجلسة السابقة، سجل الخامان القياسيان أدنى مستوى لهما في أسبوعين بعد أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يخطط للإفراج عن 15 مليون برميل من النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي.

وأشار بايدن، في تصريحات، الأربعاء، إلى خطط الولايات المتحدة لإعادة شراء النفط لملء الاحتياطي إذا انخفضت الأسعار بدرجة كافية.

وتراجعت مخزونات الخام الأمريكية بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، إذ انخفضت 1.7 مليون برميل حسبما أظهرت بيانات حكومية أسبوعية، مقابل توقعات بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل. وانخفضت مستويات احتياطي البترول الاستراتيجي 3.6 مليون برميل إلى ما يزيد قليلا على 405 ملايين، وهو أدنى مستوى منذ مايو/ أيار 1984.

وحصلت الأسعار على دعم أيضا من حظر الاتحاد الأوروبي الوشيك للخام الروسي ومنتجاته.

وتدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي حيز التنفيذ في ديسمبر/ كانون الأول، وستبدأ العقوبات على المنتجات النفطية في فبراير /شباط.

خطوة بايدن

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء عن خطة لبيع 15 مليون برميل من النفط الخام من إمدادات الطوارئ في البلاد والبدء في معاودة ملء الاحتياطي بينما يحاول خفض أسعار البنزين المرتفعة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.

وقال بايدن في البيت الأبيض «بإعلاني اليوم، سنواصل تحقيق الاستقرار في الأسواق وخفض الأسعار في وقت تسببت فيه تصرفات دول أخرى في مثل هذا التقلب».

وألقى بايدن بمسؤولية ارتفاع أسعار النفط الخام والبنزين على الحرب في أوكرانيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى انخفاض الأسعار 30 بالمئة عن ذروتها هذا العام.

وناشد بايدن من جديد شركات الطاقة الأمريكية وتجار تجزئة البنزين ومصافي النفط التوقف عن استخدام الأرباح القياسية لمعاودة شراء الأسهم، والاستثمار في الإنتاج بدلا من ذلك.

وقال إن الأسعار «لا تنخفض بالسرعة الكافية... العائلات تتضرر» وأسعار البنزين تضغط على ميزانياتها.

تهدف خطة بايدن إلى إضافة إمدادات كافية لمنع ارتفاع أسعار النفط مما قد يضر بالمستهلكين والشركات، مع طمأنة شركات التنقيب في البلاد على أن الحكومة ستدخل السوق كمشتر إذا انخفضت الأسعار بشدة.

قال الرئيس الذي يواجه انتقادات من الجمهوريين الذين يتهمونه باستغلال الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لأسباب سياسية وليس لوجود حالة طوارئ، إنه سيعيد ملء مخزونات البلاد في السنوات المقبلة.

وكان بايدن قد أعلن بالفعل عن بيع 180 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لمواجهة أزمة إمدادات محتملة نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا.

وقال بايدن إن احتياطي النفط الاستراتيجي «أكثر من كاف لأي سحب طارئ». وبلغ هذا الاحتياطي حاليا أدنى مستوياته منذ عام 1984 وهو ممتلئ بأكثر من نصف سعته عند أكثر من 400 مليون برميل من النفط.

وقال بايدن إن هدفه سيكون تجديد المخزونات عند وصول خام القياس الأمريكي (خام غرب تكساس الوسيط) إلى نحو 70 دولارا للبرميل، وهو المستوى الذي سيسمح للشركات بالربح بينما لا يضغط على ميزانية دافعي الضرائب. وبلغ سعر خام القياس الأمريكي نحو 85 دولارا اليوم الأربعاء.

وتؤكد جهود بايدن لاستخدام السلطات الاتحادية لتحقيق التوازن في سوق النفط الأمريكية على مدى تأثير الحرب في أوكرانيا والتضخم المستشري في خطط الرئيس الذي تولى منصبه متعهدا بنقل البلاد بسرعة إلى مستقبل خال من الوقود الأحفوري.

وقال بايدن «يتعين علينا زيادة إنتاج النفط الأمريكي بشكل مسؤول دون تأخير أو تأجيل انتقالنا إلى الطاقة النظيفة».

البنزين والضرر السياسي

ولا يملك الرؤساء الأمريكيون سيطرة تذكر على أسعار النفط لكن الاستهلاك الهائل للبنزين في البلاد- وهو الأعلى في العالم- يعني أن ارتفاع الأسعار في محطات التزود بالوقود قد يكون ضارا سياسيا.

وانخفضت أسعار تجزئة البنزين من أعلى مستوياتها في يونيو حزيران، لكنها ظلت أعلى من المتوسطات التاريخية، وهي مساهم رئيسي في التضخم.

وتمثلت خطة الإدارة في الانتهاء بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني من بيع 180 مليون برميل معلن عنها سلفا وهي عملية بدأت في مايو أيار. لكن عمليات الشراء التي قامت بها الشركات، ومنها ماراثون بتروليوم وإكسون موبيل وفاليرو إنيرجي كانت أبطأ مما كان متوقعا خلال الصيف، ليبقى نحو 15 مليون برميل دون مشتر.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن هذه الكمية ستطرح في عطاء للتسليم في ديسمبر كانون الأول. وقال بايدن اليوم الأربعاء إنه يمكن أيضا توفير نفط إضافي إذا لزم الأمر.

قال بايدن إن شركات النفط يجب أن تشعر بمزيد من الثقة بشأن الاستثمار في الإنتاج مع تعهد الإدارة بمعاودة ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي.

وخاطب الشركات بأنه يجب عليها «ألا تستخدم أرباحها لمعاودة شراء الأسهم أو لتوزيع الأرباح. ليس الآن، وليس أثناء استعار حرب». وطالب الشركات بخفض الأسعار للمستهلكين. (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p92k2y6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"