عادي
تودي بحياة نحو 650 ألف شخص كل عام

أطباء ينصحون بأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية مع بدء المدارس

00:48 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية فإن الإنفلونزا الموسمية تودي بحياة ما يصل الى نحو 650 ألف شخص كل عام، وتلك الأعداد لا تعدّ قليلة في ظل توافر اللقاح الذي يقلل أعراض الإنفلونزا. وأكد أطباء أهمية توعية المجتمع بالإنفلونزا الموسمية وطرائق الوقاية منها، لأن الوقاية من الإنفلونزا وتقليل حدة أعراضها وتقليل الحاجة للاستشفاء أمور تخفف الضغط على المستشفيات. وأوضحوا أن لقاح الإنفلونزا مهم خصوصاً للأكثر عرضة لمضاعفاتها، ومن بينهم الحوامل والمسنّون والأطفال الصغار والمصابون بضعف أجهزة المناعة.

الصورة
1

وأشاروا إلى أنه مع بدء المدارس وانتهاء فصل الصيف تنتشر الفيروسات التنفسية، ويزداد عدد المراجعين بأعراض مثل الحرارة والسعال والعطس وآلام الحلق والصداع والتهاب الجيوب الأنفية، ولقاح الإنفلونزا يعطي مناعة ضد فيروساتها الأربعة الأكثر انتشاراً.

ذكرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الفئات المستهدفة للحصول على لقاح الإنفلونزا معظم أفراد المجتمع، مع إعطاء الأولوية للحوامل اللاتي تبلغ أعمارهن 50 عاماً أو أكثر، والذين يعانون أمراضاً مزمنة، والأطفال دون سن الخامسة والعاملين في الرعاية الصحية.

تعمل الوزارة على تطوير استجابة النظام الصحي لأمراض الجهاز التنفسي، وتعزيز آليات المراقبة، وتحسين نتائج المؤشر الاستراتيجي لنسبة تغطية التطعيمات بما يتوافق مع المعايير العالمية. وإدراكاً منها لأهمية الأمن الصحي والوقاية من المخاطر واحتوائها كأولوية وطنية، تقدم الوزارة اللقاحات في جميع مرافقها الصحية. وأكدت أهمية توعية المجتمع بالإنفلونزا الموسمية وطرائق الوقاية منها، حيث أثبت اللقاح أنه آمن وفعال، ويقلل مدة الإقامة في المستشفى والمضاعفات ويحمي من الفيروسات الشائعة. لذلك، توصي السلطات بأخذه للعاملين الصحيين في قطاع الرعاية الصحية، وخاصة في خط الدفاع الأول في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية ومراكز الرعاية الصحية الأولية، ووحدات العناية المركزة، لتقليل فرص انتقال المرض إلى المرضى وأفراد الأسرة.

أعراض متشابهة

أكدت د. أبيناش فيرك، أخصائية أمراض مُعدية في «مايو كلينك» أن لقاح الإنفلونزا ضروري بشكل خاص في هذا الموسم، لأن الإنفلونزا وفيروس «كورونا» أعراضهما متشابهة. وقد يخفف اللقاح، الأعراض التي قد يصعب تمييزها عن أعراض «كورونا». فالوقاية من الإنفلونزا وتقليل حدة أعراضها وتقليل الحاجة للاستشفاء أمور تخفف من الضغط على المستشفيات.

وقالت: توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بلقاحات الإنفلونزا السنوية بدءاً من عمر 6 أشهر فأكثر. والتطعيم مهم، خصوصاً للأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا، ومن بينهم الحوامل والمسنّون والصغار والمصابون بضعف أجهزة المناعة، وعند أخذهم اللقاح لأول مرة، قد يحتاج الأطفال ممن أعمارهم بين 6 أشهر و8 سنوات إلى جرعتين، تفصل بينهما أربعة أسابيع. بعد ذلك، يمكن إعطاؤهم جرعة واحدة كل سنة. وأظهرت دراسة أجريت عام 2017، أن تلقي اللقاح يقلل بشكل كبير خطر وفيات الأطفال الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا.

وأضافت: على أي شخص لديه حالة صحية مزمنة، أن يأخذ لقاح الإنفلونزا. كما ينبغي على الذين يعيشون في دور رعاية المسنين أو غيرها من مرافق الرعاية الطويلة الأجل، الحصول على اللقاح. والإنفلونزا عدوى تصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن تسبب مضاعفات خطرة، وخاصة لدى الصغار والمسنّين والمصابين بحالات طبية معينة. واللقاحات، رغم أنها غير فعَّالة بنسبة 100 في المئة، فهي أفضل طريقة لمنع المعاناة الناجمة عن الإنفلونزا ومضاعفاتها، ولأن فيروسات الإنفلونزا تتطور بسرعة كبيرة، قد لا يحميك اللقاح الذي تلقيته العام الماضي من الإصابة بفيروسات هذا العام. حيث تصدر لقاحات جديدة كل عام، لمواكبة الفيروسات السريعة التكيُّف.

وقالت: بسبب تزامن انتشار «كورونا» مع انتشار الإنفلونزا، قد يقترح مسؤولو الدائرة الصحية المحلية ومسؤولو مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) احتياطات أخرى لتقليل خطر الإصابة به أو الإنفلونزا في حال لم يؤخذ اللقاح بالكامل. فعلى سبيل المثال، قد يُطلب الالتزام بالتباعد الجسدي، وإبقاء مسافة 6 أقدام (مترين) بينك وبين الذين لا يقيمون معك في المنزل. وقد تحتاج إلى ارتداء كمامة عند الحضور، مع أشخاص لا يقيمون معك أصلاً، سواء ذهبْتَ إلى أماكن مغلقة أو أماكن مكشوفة ومزدحمة. إذا كنت قد أخذت اللقاح بالكامل وكنت في منطقة ظهر بها عدد كبير من حالات «كورونا» الجديدة في الأسبوع الماضي، فإن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) توصي أيضاً بارتداء كمامة في الأماكن العامة المغلقة والأماكن المفتوحة المزدحمة أو عندما تكون بالقرب من أشخاص لم يأخذوا اللقاح. إن أخذ لقاح الإنفلونزا يمكن أن يقلل خطر تعرضك للإنفلونزا ومضاعفاتها، كما أن اتباع هذه الاحتياطات يمكن أن يساعد في حمايتك من الإنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية.

وقالت الدكتور أبيناش فيرك، اختصاصية الأمراض المعدية في مايو كلينك: «توقف الكثير عن ارتداء الكمامات. ولذلك سنرى عودة ظهور الإنفلونزا في الشتاء. وبالمقارنة، في شتاء 2020، عندما كنا جميعاً محافظين على التباعد، لم تكن هناك أي من حالات إنفلونزا. ولكن الآن تغير كل هذا».

كما أضافت: «للأسف ستبدأ إصابات الإنفلونزا هذا الشتاء مرة أخرى، ويجب على الناس السعي للحصول على لقاح الإنفلونزا عندما يصبح متاحاً محلياً».

أجسام مناعية

أكد د.محمد زيدان أخصائي طب الأسرة في مستشفى «إن إم سي رويال» الشارقة، أن بدء المدارس وانتهاء فصل الصيف هي مرحلة معروف عنها انتشار الفيروسات التنفسية، وزيادة عدد المراجعين بأعراض مثل الحرارة والسعالة والعطاس وآلام الحلق والصداع والتهاب الجيوب الأنفية، ولقاح الإنفلونزا يعطي مناعة ضد فيروسات الإنفلونزا الأربعة الأكثر انتشاراً.

وقال: جميع الفئات فوق عمر عامين ينصح لهم بتلقي اللقاح إلا من يتحسس ضد التطعيمات وهم قليلون، ويرجع ذلك الى الأمان المعروف لهذا التطعيم، واللقاح خلال سبعة الى عشرة أيام يولد أجساماً مناعية ضد فيروسات الإنفلونزا ويوقظ الجهاز المناعي ويحفز مقاومة الجسم للأمراض التنفسية المختلفة، ومن فوائده نجد من تم تطعيمه العام الماضي يسرع الى التطعيم كل عام لما وجده من تحسن في صحته خلال عام التطعيم.

وأضاف: التطعيم لا يمنع العدوى 100% ولكنه يقي من أن تكون الأعراض شديدة وحدوث مضاعفات ويقلل بشدة مدة المرض الزمنية إذا حدث أساساً، وحالياً الكثير من المراجعين يأتون بسبب أعراض تنفسية وكثير منهم بسبب الإنفلونزا، وهناك زيادة واضحة في عدد المرضى اليومي، والأطفال يتناقلون المرض وينقلونه إلى أهلهم وهم ينقلونه لزملائهم بالعمل وأقاربهم، ولذلك نرى زيادة في عدد الحالات مقارنة بشهري يوليو وأغسطس من كل عام. وأكد أن الإجراءات الوقائية ضد فيروس «كورونا» تحميك من كل الفيروسات التنفسية ومنها الإنفلونزا ولذلك ننصح باللقاحات والتباعد وارتداء الكمامة والتزام تعليمات الوزارة.

أجسام مضادة

أكدت د. زرينكا زديريك سافاتوفيتش، طبيب عام في عيادات «هيلث باي دبي» أن الإنفلونزا عدوى تنفسية يمكن أن تكون مرضاً خطراً ويمكن أن تسبب مضاعفات، والحصول على لقاح الإنفلونزا لا يحمينا بنسبة 100% من المرض، ولكنه أفضل طريقة للوقاية منه ومن مضاعفاته.

وقالت: أفضل وقت لأخذ اللقاح هو سبتمبر وأكتوبر، ويجب تطعيم الجميع بحلول نهاية أكتوبر، ويجب أن يحصل من يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق على اللقاح. ولا ينبغي تطعيم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر والذين يعانون ردود فعل تحسسية شديدة تجاه لقاح الإنفلونزا، ويجب على الذين يعانون حساسية البيض، والذين لا يشعرون بصحة جيدة، والذين يعانون متلازمة جيلان باريه (مرض شلل حاد) التحدث إلى طبيبهم العام بشأن توصيات لقاح الإنفلونزا لهم.

وأضافت: تشمل الآثار الجانبية الشائعة لقاح الإنفلونزا: وجع واحمرار و/ أو تورم في مكان إعطاء الحقنة، والصداع (درجة منخفضة)، والحمى، والغثيان، وآلام العضلات، والإرهاق. يمكن أن يسبب لقاح الإنفلونزا، مثل الحقن الأخرى، الإغماء في بعض الأحيان. ومن المهم ملاحظة أن لقاح الإنفلونزا لا يمنع من الإصابة ب«كورونا». ومع ذلك، من المهم خصوصاً الحصول على اللقاح هذا الموسم لأن الإنفلونزا و«كورونا» يسببان أعراضاً مشابهة. يمكن أن يقلل التطعيم ضد الإنفلونزا الأعراض التي قد يتم الخلط بينها وبين تلك التي يسببها «كورونا». يمكن للوقاية من الإنفلونزا وتقليل شدتها والاستشفاء أن يقلل من عدد الذين يحتاجون إلى البقاء في المستشفى.

أكدت د. نوران نيرجيز، أخصائية طب الأسرة في المستشفى الكندي التخصصي دبي أن لقاحات الإنفلونزا الموسمية تهدف إلى الحماية من فيروسات الإنفلونزا التي تشير الأبحاث إلى أنها ستكون أكثر شيوعاً في الموسم المقبل. وقالت: اللقاح لا يقي فقط من الإنفلونزا لمدة 6-8 أشهر ولكنه يمنع المعرضين لخطر الإصابة بمرض خطر من الإنفلونزا. في البالغين الأصحاء، يوفر اللقاح نحو 80 % وقاية للمرضى. على الرغم من أن المعدل أقل إلى حد ما لدى المسنّين، فمن المعروف أن اللقاح يقلل من مضاعفات الإنفلونزا والوفيات. ويوصى بالحصول عليه في بداية موسم المدارس حيث إن الإنفلونزا شديدة العدوى ويكون وقت الذروة للإنفلونزا بين ديسمبر وفبراير. يجب تحصين المرء قبل أن يصاب بالفعل، وخلال جائحة «كورونا»، انخفضت معدلات الإنفلونزا بسبب الاستخدام الفعال للأقنعة والعزلة الاجتماعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dab2dvp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"